محمد كسرواني

تعتبر "مليليترات - Milliliters" قليلة من غاز الامونيا خطرة ومسببة للموت. هذا ما كشفته الدكتورة في علم الكيمياء اوغاريت يزبك، مؤكدةً ان ادق مختبرات الكيمياء تتجنب العمل بهذا الغاز لخطورته، وتستعيض عنه بمواد ذات تركيبات مشابهة. وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري اكدت الدكتورة يزبك انه خطورة الغاز مقرونةً بنسبة كثافته في الهواء.

غاز الامونيا

خطره على الانسان

وعن خطره على الانسان، تشير الدكتورة يزبك الى أن استنشاق غاز الامونيا بنسبة كبيرة عبر الهواء يفتت تركيبات الـ DNA الموجودة في جسم المصاب حتى موته. وفي حال قلّت نسبة الاستنشاق يسبب الغاز السام التهابات وتهيجات وتقرحات بالجلد والأعين والأنف والحلق. ولم يثبت علمياً أن الأمونيا من المواد المسببة للسرطان.

وعلى النبات!

يعتبر الأمونيا مصدراً رئيسياً لعنصر النتروجين اللازم لنمو النباتات المائية فيسهم في زيادة الاثراء الغذائي (eutrophication) للمسطحات المائية الراكدة أو بطيئة السريان. اي أن الأمونيا يزيد نسبة الاعشاب والطحالب المتشكلة على الماء.

نمو النباتات المائية

حيوانات

تعتبر مادة الأمونيا - الموجودة في الهواء - مادة مسمة تختلط بمياه الامطار مع هطولها. فحين تتساقط على التربة وتشكل برك مائية تسمم الحيوانات التي تشرب منها.

اما مخالطتها المسطحات المائية تؤثر على الأسماك والحيوانات البحرية.

شواهد ودلائل

شواهد كثيرة على اثر تسرب غاز الامونيا على الانسان، نذكر بعضاً منها:

في شهر كانون الاول من العام 2014 افادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن تسرب غاز من منطقة إيلات الفلسطينية المحتلة إلى مدينة العقبة الأردنية مسببةً إصابة 80 مواطناً أردنياً بالاختناق، نقلوا على الاثر الى المستشفيات. وكُشف لاحقاً ان الغاز يعود لانفجار أحد آبار الغاز في المنطقة ما أدى إلى تسرب كميات من غاز كبريتيد الهيدروجين.

وفي الجانب المحتل أعلنت "وزارة جودة البيئة"، حينها أن 8 أطنان من غاز الأمونيا السام تسربت من إحدى المصانع الكيميائية قرب مدينة إيلات، ما ألزم إخلاء العمال والسكان في المنطقة!

وفي حادثة اخرى لقي الشاب سامر عسلي (37 عاماً) من كفرقرع شمالي فلسطين المحتلة مصرعه في شهر تشرين الثاني 2014 جراء تنشقه غاز الأمونيا خلال قيامه بعمله في "سلطة الإطفاء" في المنطقة الصناعية "بت - حيفر" في منطقة عيمك حيفر قرب الخضيرة غربي كيان الاحتلال.

وكشفت التحقيقات حينها ان الشاب كان واحداً من طاقم الإنقاذ الذين وصلوا الى المكان في أعقاب تسرّب غاز الأمونيا من أنبوب تمّ قصه عن طريق الخطأ بيد أحد عاملي الصيانة هناك. وقد أصيب 20 شخصاً آخرين جراء استنشاق غاز الأمونيا الخطير وتمّ إلغاء نشاطين كان مخططاً لهما في قاعتين قريبتين من المنطقة وطُلب من جميع السكان المكوث في بيوتهم وإغلاق الأبواب والشبابيك إغلاقاً محكماً الى حين وقف تسرب الغاز.

حظر داخل كيان العدو بسبب تسرب غاز الامونيا

وفي شهر ايلول من العام 2015 أصيب 8 أعمال في تسرب غاز الأمونيا في مصنع في مستوطنة "أيالون" في الجليل الغربي، نقلوا على اثره إلى المستشفيات. واعلن حينها عن "منطقة حظر" بقطر 200 متر في محيط المصنع وطلب من المستوطنين التزام بيوتهم إلى حين الانتهاء من إجراءات اللازمة وقياس نسبة تسرب الغاز في الهواء.