اجتماع فيينا يؤكد على مكافحة الارهاب وحق الشعب السوري بتقرير مصيره
طهران - كيهان العربي:- أكد وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف بان جهود الجمهورية الاسلامية في ايران اثمرت عن تصحيح بعض النقاط التي جاءت في البيان الختامي لاجتماع فيينا، واصفا البيان بانه جاء معتدلا نسبيا ولا يتضمن توجهات متطرفة.
وفي تصريح ادلى به للصحفيين فور وصوله الى العاصمة طهران فجر أمس السبت قادما من العاصمة النمساوية فيينا، اوضح الوزير ظريف بان اجتماع فيينا كان مطولا وجديا وجرت خلاله مناقشات صريحة للغاية وحاول البعض من المشاركين طرح قضية اتخاذ القرار حول الرئيس السوري بشار الاسد.
واوضح: قمنا خلال الاجتماع بتصحيح بعض النقاط التي وردت في البيان الختامي، مضيفاً: اننا قلنا اولا بان المعني بالقضية السورية هو الشعب السوري نفسه ونحن لسنا طرفا فيها، واننا اجتمعنا هنا للمساعدة وتسهيل تنفيذ الحل السلمي للقضية.
واضاف وزير الخارجية: لقد اكدنا على ضرورة التصدي للارهاب وان مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ونحن لم نجتمع هنا لنتخذ القرار بشان من يكون في السلطة في سوريا ومن لا يكون.
وصرح الدكتور ظريف بان الخلاف الاساسي في وجهات النظر مازال قائما ولقد بنى البعض اساس عمله السياسي على ان لا يكون الرئيس الاسد في السلطة ونحن قلنا بان هذا الامر يقرره الشعب السوري واكدنا عليه.
ووصف البيان الختامي للاجتماع بانه معتدل نسبيا ولا يتضمن آراء متطرفة، وقال: لقد وردت نقاط مهمة جدا في البيان منها على سبيل المثال ان الحل السياسي يجب ان يكون من قبل الشعب وفئاته وان الشعب هو من يتخذ القرار بشان مستقبله.
واكد الوزير ظريف بانه ينبغي الانتظار فيما اذا كانت هنالك ارادة سياسية للقبول بحقائق المنطقة ام لا، مضيفاً: ان جميع الجيران واللاعبين الدوليين ينبغي ان يصلوا الى قناعة بان "داعش" عدو للجميع، وانه ليس اداة يمكن استخدامها بل خطر امني جاد لنا جميعا ويتوجب على كافة الدول التصدي له جديا.
واكد وزير الخارجية بالقول: ان التطرف والارهاب خطر يهدد الجميع ونحن بانتظار ان نرى الواقعية في مسار قرارات الاعضاء في الاجتماع.
* نص البيان الختامي لمباحثات فيينا بشأن سوريا
هذا وصدرفي فيينا بعد المحادثات حول إيجاد حل سياسي لإنهاء الازمة السورية بيان المشترك، اتفقت عليه 17 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وننشر أدناه النص الكامل للبيان المشترك:
المجتمعون في فيينا في الـ30 من أكتوبر/ تشرين الأول - وهم الصين ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيران والعراق وإيطاليا والأردن ولبنان وعمان وقطر وروسيا والسعودية وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والولايات المتحدة (المشاركون)- التقوا لبحث الوضع الخطير في سوريا وسبل إنهاء العنف في أقرب وقت ممكن.
وأجرى المشاركون مناقشات صريحة وبناءة شملت القضايا الرئيسية، ولا تزال توجد خلافات جوهرية بين المشاركين إلا أنهم توصلوا لتفاهم مشترك على النقاط التالية:
- وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وهويتها العلمانية أمور أساسية.
- مؤسسات الدولة ستظل قائمة.
- حقوق كل السوريين يجب حمايتها بصرف النظر عن العرق أو الانتماء الديني.
- ضرورة تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
- ضمان وصول المنظمات الإنسانية لكل مناطق سوريا وسيعزز المشاركون الدعم للنازحين داخليا وللاجئين وللبلدان المستضيفة.
- الاتفاق على ضرورة هزيمة تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات الإرهابية كما صنفها مجلس الأمن الدولي واتفق عليه المشاركون.
- في إطار العمل ببيان جنيف 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي 2118 فإن المشاركين وجهوا الدعوة للأمم المتحدة لجمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات. وينبغي إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بموافقة الحكومة وبالتزام أعلى المعايير الدولية للشفافية والمحاسبة وأن تكون حرة نزيهة يحق لكل السوريين ومنهم المغتربون المشاركة فيها.
- سوريا هي التي تملك وتقود هذه العملية السياسية والشعب السوري هو من يحدد مستقبل سوريا.
- المشاركون ومعهم الأمم المتحدة سيدرسون ترتيبات وتنفيذ وقف لإطلاق النار بكل أنحاء البلاد يبدأ في تاريخ محدد وبالتوازي مع هذه العملية السياسية الجديدة.
وسيعكف المشاركون في الأيام المقبلة على تضييق هوة الخلافات المتبقية والبناء على نقاط الاتفاق. ويجتمع الوزراء خلال اسبوعين لمواصلة هذه المباحثات.
من جانبه كشف مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية الدكتور حسين أمير عبد اللهيان، بعد نشر وسائل الأعلام الغربية أخبارا كاذبة حول موافقة الجمهورية الإسلامية في ايران على جدول زمني بشأن تنحي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة، وقال: ان وزير الخارجية الدكتور ظريف أثار هذا الموضوع في اجتماع فيينا وخاطب نظيره الاميركي "كيري" قائلا له: ان إيران لن تؤيد مثل هذه المسائل وانها لن سمح للبعض سوء الاستفادة لنشر اخبار كاذبة عن هذا الاجتماع.
وشارك وزراء خارجية 17 دولة في العالم وفي الشرق الاوسط في اجتماع للتوصل الى حل سلمي للازمة في سوريا والذي انتهى بعد سبع ساعات ونصف الساعة من المفاوضات المتواصلة، على ان تعقد المرحلة المقبلة من المفاوضات حول سوريا بعد اسبوعين قادمين وفي فيينا ايضا .
من جانبه اكد وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ان الاطراف المجتمعة في فيينا حول الازمة السورية اتفقت على ضرورة وقف اطلاق النار، بالتزامن مع اطلاق العملية السياسية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع المبعوث الاممي الى سوريا "ستيفان ديمستورا": اتفقنا على أن الأمم المتحدة يجب أن تشارك بنشاط في الانتخابات السورية.
واضاف: سيبدأ العمل بشكل جدي بتنفيذ مبادئ الاتفاق المشترك، والجميع عبروا عن استعدادهم لتطبيق الحلول الوسطية.
ونفى "لافروف" التوصل الى اتفاق على مصير الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكدا ان هذا القرار يتخذه الشعب السوري.
وشدد على ضرورة وقف اراقة الدماء في سوريا ومنع الارهابيين من تحقيق المزيد من المكاسب، مشيرا الى ان كافة الاطراف المؤثرة في سوريا جلست ولاول مرة الى طاولة الحوار.
من جهته، اوضح "ديمستورا" ان 'الرسالة التي نوجهها للشعب السوري هي ان كل الأطراف جادة لانهاء المشكلة'.
واكد انه 'لم يكن هناك خلاف جوهري بين الأطراف التي شاركت في محادثات فيينا، ويمكننا أن نطلق اسم مجموعة الاتصال على المشاركين بالاجتماع'.
وعلى الصعيد ذاته، أكد وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" حصول تقدم في المحادثات المقامة في فيننا بشأن الأزمة السورية، مضيفا ان الاطراف اتفقت على ان مؤسسات الدولة السورية يجب ان تبقى قائمة.
ودعا وزير الخارجية الاميركي الى أن يتوحد الجميع لقتال "داعش" وأضاف: سوف نعزز جهودنا للقضاء على "داعش" ومواصلة العمل الدبلوماسي لإنهاء الأزمة السورية - حسب ادعائه.
وأشار إلى أن لا شيء حتمي من وجهة نظر الولايات المتحدة حول مستقبل سوريا، لافتاً إلى أن الخيار المطروح حاليا هو بين الحرب والسلام.
وبين أنه تم الاتفاق على تسريع الجهود الدبلوماسية لانهاء الحرب في سوريا، وكذلك على ضرورة إلحاق الهزيمة بـ "داعش" والمنظمات المدرجة على قائمة الإرهاب.
وأضاف: إتفقنا على أن الشعب السوري هو الذي يقود العملية السياسية وهو من يقرر مصير البلاد.
وخلص وزير الخارجية الأميركية إلى أنه قد "حان الوقت لوقف إراقة الدماء السورية".