kayhan.ir

رمز الخبر: 26760
تأريخ النشر : 2015September28 - 20:56
فيما سلطات الرياض تعرقل نقل جثامين الضحايا والعثور على المفقودين وتتمسك بذرائعها الواهية..

علماء المسلمين: السعودية مسؤولة عن حادثة منى ويجب تشكيل لجنة دولية لتنظيم الحج

كيهان العربي - خاص:- تواصل السلطات السعودية تعنتها وتذرعها بذرائعها الواهية والتنصل عن مسؤوليتها في حادثة تدافع منى الذي توفي على أثره أكثر من 1300 حاج فيما أصيب أكثر من ثلاثة آلاف آخرين حالة الكثير منهم خطيرة وهناك المئات منهم لا يزالون في عداد المفقودين رغم مرور خمسة أيام على الفاجعة التي تسببها مرور موكب ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وقطع الطريق على حشود الحجيج المكتظة للتوجه نحو الجمرات في اول يوم عيد الأضحى المبارك يوم الخميس الماضي بعد أن قطعت قوات الأمن والشرطة السعودية الطريق عليهم بغية تسهيل مرور الموكب الأميري حسب وسائل الاعلام الغربية نقلاً عن مئات شهود العيان والمسؤولين على البعثات للعديد من الدول الاسلامية المتوجدين في مكان الحادث .

فقد دعت العشرات من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية في العديد من الدول العربية والإسلامية إلى تشكيل لجنة دولية للتنظيم والإشراف على موسم الحج، محملة السلطات السعودية مسؤولية كارثة منى التي أودت بحياة المئات من الحجاج بسبب سوء الادارة وعدم كفاءتها ما تسببت بتكرار الفجائع خلال السنوات الماضية بشكل تصاعدي خاصة وإن هذا العام شهد حادثين دمويين أزهق أرواح آلاف الحجيج بدأت بحادثة سقوط الرافعة بالحرم المكي راح ضحيتها 107 حجاج واصيب 240 آخرون ومن بعدها حادثة الحرائق في فندق بمكة بحي العزيزية واخرى في مخيم الحجاج المصريين بمنى وغيرها.

ودعا علماء دين من طوائف مختلفة الى طرح مسألة تدويل إدارة الحج خلال اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، لمناقشة إمكانية إدارة الحج من قبل المنظمة أو الدول الرئيسة فيها، مبينة أن لهذا الطرح جوانب إيجابية عديدة تخدم الأمة الإسلامية.

في هذا الاطار قال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، إن قضية أن تتعاون دول العالم الإسلامي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في إدارة الحج أمر لا بد ان يطرح للنقاش.

ويضيف، لا بد أن يعقد مؤتمر كبير يجمع كل الدول الإسلامية لاسيما الكبرى منها كإيران وتركيا واندونيسيا وغيرها فهذه الدول لها عدد حجاج يفوق 100 الف حاج وبالتالي هذه الدول لا بد أن يكون لها شأن ومجال في تقديم الخدمات المباشرة للحجاج لاسيما حجاج دولهم".

وعلل الملا الحوادث التي وقعت في مكة المكرمة خاصة هذا العام هي حوادث مفجعة لا ينبغي أن تترجم بترجمة سلبية ولا ينبغي لنا أن نلقي باللائمة على هؤلاء الحجاج انما اللوم على الدولة المضيفة طبعا وعلى مؤسسة المطوفين وعلى المسؤولين الأمنيين الذين بسبب تهاونهم أو عدم جديتهم في تنفيذ الخطط المرسومة أوقع هذا العدد الكبير.

ويوافق هذا الرأي رأي الشيخ إياد الطائي ،الذي يرى أن إدارة منظمة التعاون الإسلامي لشعائر الحج سيزيد من أهمية هذه المنظمة لإناطة أمر تنفيذي بها يقرب من دولها الإسلامية ويضع أمامها هدفا مشتركا لجميع الدول الأعضاء على اختلاف طوائفهم وقومياتهم.

من جانبه لفت استاذ العلوم السياسية خالد السراج ،إلى وجود هنالك عوامل تنظيمية واقتصادية ستثمر عنها إدارة منظمة دولية مثل منظمة التعاون الإسلامي لشعائر الحج ،مبينا أن هذه العوامل ستزيد من تقارب هذه الدول فضلا عن زيادة نسبة نجاح مواسم الحج وتقليل الحوادث فضلا عن توزيع النفقات على الدول الأعضاء بما يخفف عن السعودية العبء الاقتصادي رغم مردودات الحج عليها.

من جهته أكد رئيس تيار النهضة الوحدوي في لبنان، الشيخ غازي حنينة، ضرورة ان تقوم منظمة التعاون الإسلامي بمساءلة السعودية عن التقصير الذي تسبب بفاجعة منى.

وقال الشيخ حنينة ان الحادث الفاجعة الذي أودى بحياة المئات من الضحايا من حجاج بيت الله الحرام في منى يوم الخميس الماضي ليس الحادث الاول. ورأى أن ذلك يأتي نتيجة سوء الاداره التي ليست بمستوى المسؤولية التي يجب ان تتوفر بالعناصر المناط بها إدارة هذا العدد الضخم والذي أدى الى سقوط هؤلاء الضحايا ولذلك ان كل تبرير يمكن تقديمه للهروب من المسؤولية إنما هو هروب من تحملها امام العالم الاسلامي الذي يترتب على منظمة التعاون الاسلامي ان تقوم بمساءلة الدولة المسؤولة عن هذه الفاجعة التي وقعت على ارضها.

من جانبه حمل الداعية السعودي سلمان العودة، السلطات السعودية مسؤولية التدافع بمني وسقوط الالاف الوفيات والمصابين في صفوف الحجاج، مؤكداً ان باب القضاء والقدر لا يعفينا من المسؤولية خاصة في الأمور التي تتكرر، وصرح خلال مقطع فيديو على برنامج "سناب شات"، إن "هذا الحادث يعني أن هناك إمكانية لتلافي مثيلاته مستقبلًا، ولكن لا يمكن تفادي هذا ما دام فينا من يقول (موسم حج ناجح بكل المقاييس)، ويروج هذا عبر وسائل الإعلام.

من جانبه أشار العالم الديني السني - امام جمعة مدينة باوة التابعة لمحافظة كردستان الماموستا الملا قادر قادري الى حادثة منى المروعة التي استشهد واصيب وفقد خلالها المئات من حجاج بيت الله الحرام في يوم عيد الاضحى من مختلف دول العالم بينها ايران وأكد أن هذا الحادث انما يظهر عدم كفاءة وسوء ادارة آل سعود للحرمين الشريفين وأدى الى أن يدعو عليها كل الواعين والحريصين على الدين الاسلامي الحنيف.

واكد الملا قادري في البرقية التي رفعها الى سماحة القائد الخامنئي أن حادث منى قد أدى الى تحويل عيد الاضحي المبارك الى عزاء لكل المسلمين وأحرق قلوب المؤمنين وأدخل العالم الاسلامي في الحزن والمأتم.

اما الكاتب والمحلل السياسي اللبناني عبدالله زغيب ، فقال: لايمكن أن نقبل دفع مليارات الدولارات على أوتيلات جديدة في منطقة مكة وجوارها وقطار الحرمين ولايكون العمل الأساسي على المسارب والطرقات التي يسلكها الحجاج في مناسك الحج في مختلف تنقلاتهم.

فيما انتقد عضو مجلس محافظة البصرة العراقية نشأت المنصوري ما وصفه بعجز السعودية عن تلبية مطالب الحجاج وتوفير الخدمات لهم وتقليل الحوادث، منوهاً إلى ضرورة أن تستعين الرياض بالخبرات الإسلامية والعالمية في هذا المجال.

هذا وأشار أستاذ العلوم الإسلامية في تونس محمد كيوة إلى أن هناك بعض التقصير من المسؤولين والقائمين على الحج من الهيئات التي عهدت إليها تنظيمه.

وكان عضو المجلس الوطني للإعلام في لبنان غالب قنديل قد قال: إن تكرار الكوارث خلال أداء مناسك الحج من قبل ملايين المسلمين هو دليل على فشل الإدارة السعودية في ضمان سلامة الحجاج بصورة إجمالية.

وأضاف قنديل: طبعاً ثقافة حقوق الإنسان بعيدة كلياً عن سلوك المملكة وعن تعاطيها مع الكثير من القضايا في الداخل وفي الخارج.

وقال رئيس الهئية الوطنية لدعم المقاومة في تونس أحمد الكحلاوي: إن النظام السعودي لم يحترم أبداً لا الأماكن المقدسة ولا زوار بيت الله الحرام والدليل على هذا هو كثرة هذه الأحداث إما حرائق أو سقوط بناءات أو التدافع وقلة التنظيم أو الاستخفاف بهؤلاء الناس.

وقال فضل طهبوب عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي في القدس: إن الحكومة السعودية تتحمل المسؤولية، بإدارتها للحج، والخسائر من هذا النوع في الحج ليس بعمل بسيط.. أكثر من 2000 حاج بين قتيل وجريح.. هذه تعتبر جريمة تتحمل مسؤوليتها الحكومة السعودية.

وقال ملاذ مقداد مدير الدراسات والأبحاث في وزارة الإعلام السورية في تصريح للعالم: هذا الحادث يشعرنا بوجود خفة ما بالتعامل مع قضية مصيرية مهمة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.

وقال محمد بنيك عضو جماعة النور التركية السلفية: إن الإدارة السعودية هي المذنب الأول والوحيد عن ماجرى في منى لأنها هي من تنظم موسم الحج وهي من تستضيف الحجاج ولذلك يجب تشكيل اتحاد مع جميع الدول الإسلامية لاتخاذ التدابير اللازمة لسلامة الحجاج لأن هذا الأمر يتعلق بجميع المسلمين.

الى ذلك اعتبر الدكتور الحسيني شحاته عضو المجمع العالمي لعلماء المسلمين، مقتل مئات المسلمين في منى والحرم المكي يثير أسئلة عديدة موجهة للحكومة السعودية عن كيفية حدوث ذلك والأسباب وماذا عن التدابير الأمنية المتخذة بالمملكة لحماية المسلمين فى مثل هذه المشاعر.