خادم الحرمين وانتهاكات الاقصى
ما شهده المسجد الاقصى المبارك خلال الثلاثة ايام الاخيرة من انتهاكات واقتحامات صارخة كانت هي الاشرس منذ احراقه عام 69 من القرن الماضي حيث استخدمت القوات الصهيونية خلال الايام الثلاثة القنابل الصوتية والمطاطية وغاز الفلفل ضد المعتكفين في المسجد وجرحت العشرات منهم واعتقلت العديد منهم ضمن خطتها الارعابية والاستفزازية المستمرة منذ عقود بهدف فرض التقسيم المكاني والزماني لهذا المسجد لصالح مخططهم الصهيوني الذي يزعمون بان المسجد بني على اجزاء من هيكل سليمان وحتى اليوم ورغم عشرات الحفريات التي قاموا بها عجزوا عن اثبات ادعاءاتهم الباطلة.
لكن ما يشجع الصهاينة بين الفينة والاخرى القيام بمثل هذه العمليات الاستفزازية الخطيرة لتهويد القدس هو الفتنة والانقسام العربي المقصود التي تقوده السعودية ليس كقوة تستطيع فرض ارادتها بل للاسف الشديد امكاناتها المالية الهائلة التي تستطيع عبرها تعبئة العدة والعتاد واستجلاب الدواعش والتكفيريين من مختلف بقاع الارض وارسالهم الى الدول العربية المعادية للكيان الصهيوني كعربون لبقاء الاسرة الحاكمة وهنا تكمن حكمة الاسلام بتحريم وضع الاموال تحت تصرف السفهاء والقصر والمجانين.
السؤال التاريخي والمصيري والملح الذي يفرض نفسه عن واقعنا المؤلم والمأساوي ويدغدغ مشاعر مئات الملايين من المسلمين هو من الذي يصر عمدا على ضياع البوصلة فلسطين القضية المركزية للعرب المسلمين وخلق عدو وهمي ليحرف البوصلة نحوها في وقت ان هذا العدو الوهمي هو المتصدى الاصيل ان لم نقل الوحيد للكيان الصهيوني في المنطقة وهي ايران الاسلامية التي لم يستطع حتى الاعداء انكارها بما فيهم الكيان الصهيوني.
نقولها بصراحة ولا لبس فيه بان آل سعود ومن يدور في فلكهم من الاذلاء والخانعين والمتطفلين على موائدهم الذين يقودون التحالفات العسكرية الظالمة ضد اشقائهم العرب في العراق وسوريا واليمن بدل الصهاينة هم المسؤولون عما يجري من انتهاكات واقتحامات خطيرة للاقصى عبر خلق الفتن والاقتتال العربي العربي بل اكثر من ذلك ما نشهده من اتصالات سعودية علنية وتنسيق مفضوح مع العدو الصهيوني نعتبر الرياض مشاركة في تدنيس الاقصى عبر زج العرب في الصراعات وسفك دمهم وتدمير بلدانهم خدمة للامن الصهيوني وهذه ليست المرة الاولى التي تتصرف بها السعودية فقد سبق للرياض ان طالبت تل ابيب في حرب تموز المجيدة عام 2006 بعدم وقف الحرب حتى القضاء على حزب الله لكن الله رد كيدهم الى نحرهم.
واذا كان النظام السعودي والممثل بخادم الحرمين يدعي انه عربي ومسلم فليوقف عدوانه الظالم المباشر على اليمن وغير المباشر على سوريا والعراق ويتوجه بتحالفه صوب فلسطين المظلومة واقصاها المكبل ولينتصر ولو لمرة واحدة لهويته العربية والاسلامية التي يدعيها.
واذا لم تتحمل الامة الاسلامية مسؤوليتها لاتخاذ موقف موحد وصارم تجاه الصهاينة واعتداءاتهم المستمرة فان الاستفزازات ستستمر وسيزداد الصهاينة صلفا وغرورا. ودعوة طهران لمنظمة التعاون الاسلامي لاجتماع طارئ نابع من حرصها لاتخاذ قرارات تاريخية تلجم العدو الصهيوني بشكل نهائي لكي لا يتجرأ بعد اليوم ان ينتهك حرمة اولى القبلتين وثالث الحرمين التي يقدسها اكثر من مليار ونصف المليار مسلم لكن الذي يعيق هذه المنظمة ان تتخذ قرارات تاريخية مسؤولة وبمستوى التحديات هو وجودها في بلد مسلوب الارادة ومشبوه في ارتباطاته مع اميركا والغرب الداعمين الاساسيين للعدو الصهيوني وسياساته العدوانية لذلك لابد من اتخاذ قرار جريء بنقل مقر منظمة التعاون الاسلامي الى دولة اسلامية محايدة حتى تستطيع ان تلعب دورها التاريخي والمسؤول.