بوتين: السوريون يهربون من "داعش" لا من الأسد والغرب يتحمل مسؤولية أزمتهم
موسكو- وكالات انباء:- أكد الرئيس الروسي امس الجمعة أن اللاجئين السوريين يهربون ليس من حكومة الرئيس بشار الأسد بل من تنظيم "داعش" الإرهابي، و اعتبر في مؤتمر صحفي عقده في أعقاب جولته في الشرق الأقصى الروسي أن أزمة الهجرة الراهنة مرتبطة بالسياسة الغربية الخاطئة في المنطقة، كما كشف أنه تحدث مع الرئيس الأميركيّ وزعماء اوروبيّين بشأن إنشاء تحالف دوليّ لمواجهة الإرهاب، ورأى انّ مشكلة اللاجئين نحو اوروبا كانت "متوقعة تماما"، داعيا الى إنشاء تحالف دوليّ لمواجهة الإرهاب .
وكان الناطق باسم البيت الأبيض جوس أرنست قد قال الخميس تعليقا على أزمة الهجرة إلى أوروبا، التي أدت الى بروز خلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي حول توزيع العبء على جميع أعضاء الاتحاد، إن واشنطن مستعدة لتقديم "استشارات فنية للاتحاد الأوروبي لحل قضية الهجرة". وامتنع الدبلوماسي الأمريكي عن الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستقبال لاجئين في أراضيها، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يملك قدرات كافية لحل هذه القضية بنفسه.
هذا وتتباكى اليوم مشيخات وممالك النفط في الدول الخليجية على الوضع الإنساني للاجئين السوريين، حتى فاضت كلماتهم بمشاعر تبكي لها أحجار الصوان، دون أن يتجرأ أي منهم على ذكر السبب الحقيقي وراء نزوح من نزح من الشعب السوري، كما لم يتجرأ أي منهم على القول أن الأعمال الإجرامية التي يرتكبها الإرهابيون المرتزقة ضد الشعب السوري هي وراء النزوح، ولم يأت منهم على ذكر أن أولئك المرتزقة المجرمين يقاتلون بسلاح تمدهم به حكوماتهم، ويأخذون رواتب من خزائن بلدانهم، ويقاتلون وفق فتاوى مشايخ فتنتهم.
حيث كتب الخبير الستراتيجي والباحث المغربي "مصطفى قطبي" في مقال حول الموضوع ان: سوريا كانت وفي كافة العصور ملاذاً آمناً لكل لاجئ أو مهجر من بلاد يسودها العنف أو العدوان العسكري أو انعدام التسامح الديني، كما كانت ثالث أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم عاملتهم بأسلوب إنساني تام وفي فضاء من الأمان والحرية الدينية والمساعدات المتعددة، على الرغم من أنها لم تنضم إلى اتفاقية اللاجئين لعام 1951.
و لم تنشىء سوريا في تاريخها مخيمات لاستيعاب اللاجئين أو المهجرين ولم تطلق أي نداء استجداء أو إشارة تذمر على الرغم من محدودية إمكاناتها وان المفوض السامي ''غوتيريس'' كان يكرر وفي كل مناسبة إشادته بكرم وسخاء الحكومة السورية وشعبها في تحمل أعباء تلك الاستضافة.
والتقارير الواردة عن الأوضاع الإنسانية للاجئين السوريين تبعث الألم والحزن أن يصبح هؤلاء اللاجئون عرضة للابتزاز والانتهاكات المتعددة، وعرضة للأمراض تنهش أجسادهم البريئة وعرضة للجوع والفقر يغرزان أنيابهما في أجسادهم المجهدة، إنها مأساة تعبر عن تناقضات كبيرة تتخم بطون الكلاب، وازدواجية السياسات الدولية والنفاق الدولي بخاصة حين يتعلق الأمر بالقضايا العربية .