kayhan.ir

رمز الخبر: 12596
تأريخ النشر : 2014December31 - 20:41

ليبيا..قسورة والفجر والشروق و”العصر”

ميلاد عمر المزوغي

أسماء مألوفة لدينا,أراد "إخواننا” تذكيرنا بها,لما تحمله من معانٍ دينية,فالرب اقسم بالفجر والعصر ,الشروق آية من آيات الله,أما عن القسورة فهي كلمة غير عربية ذكرها الله في كتابه وتعني الأسد وما يمثله من قوة,تصرفاتهم توحي بأنهم لن يستمروا في مهادنتنا,ولسان حالهم يقول "وقد اعذر من انذر” والدليل على ذلك أنهم أطلقوا تلك الأسماء على معاركهم ضد الطواغيت لبسط سلطانهم فهم ظل الرب في الأرض وطاعتهم واجبة وإلا الردى بشتى الأدوات المتاحة,وقد تم توثيق الأعمال”صوت وصورة” لئلا يكون للمخطئين حجة بعد ذلك, فلا لزوم لحياة أناس لا يؤمنون بمن أزاحوا الطغاة وجلبوا الأمن والسعادة التي أصبحت تعمر كل بيت,صارت بلادنا "جنة” يدخلها المظلومون وأصحاب الأفكار النيرة التي حاربها العالم اجمع لأنه لا يعرف قيمتها.

قسورة,العملية الخاطفة التي استمرت أكثر من شهرين وتسببت في قتل وتشريد الآلاف وتدمير أسطول النقل الجوي وخزانات النفط بطريق المطار,لم نعد بحاجة إلى وقود,فالسيارات الفارهة وحتى الشعبية منها أصبحت هدفا لضعاف النفوس”الخارجين عن القانون”,ربما يتم استيراد الدراجات الهوائية أو إقامة مصانع لها بالداخل فنحن في أمس الحاجة إلى الرياضة حيث أجسامنا الضخمة فنخالنا فيلة ,لأننا نأكل ما لذ وطاب من الأطعمة الرخيصة بسبب رواتبنا المرتفعة ما جعل العديد من مسؤولينا يتحدثون عن رفع الدعم.

عملية قسورة أثبتت نجاعتها,فكان لزاما على سادتنا القيام بعملية أخرى مماثلة في المنطقة الوسطى حيث آبار وموانئ النفط,أطلقوا على العملية”الشروق” لأنهم اسموا أنفسهم "الفجر” الذي يبهر الأبصار,ومن ثم تشرق الشمس,ليظهر كل شيء على حقيقته,أصبحوا خبرة في مجال حرق خزانات النفط,استهدفوا قوت الشعب ومصدره الرئيس للحياة,أشعلوا النيران وهي على وشك القضاء على جل الخزانات ولسان حالهم يقول:ماذا لو بقينا بدون نفط؟ فهناك شعوب بدون نفط وبها مشاريع تنموية مستدامة,النفط بالنسبة لنا نقمة وليست نعمة,وجعلنا نعتمد عليه كليا في كل شيء وبالتالي لا بد من التخلص منه,لنقطع الطريق على الأجيال القادمة,ويبحثوا عن مصادر أخرى للعيش.

العملية اللاحقة ربما يطلقون عليها اسم "العصر” وتكون بشرق البلاد حيث يقضون على الخارجين عن القانون”جماعة الكرامة-بقايا الجيش”الذين يلاحقون الثوار الحقيقيين وأنصار الشريعة المسالمين الداعين إلى عبادة الرب وحده,وتسعى جماعة الكرامة”الخوارج” إلى شق عصا الطاعة على ولاة أمورنا المنتخبون شعبيا(المؤتمر الوطني),والمفوضون إقليميا ودوليا,الأمر الذي يؤدي إلى إدخال البلد في دوامة العنف الذي قد لا ينتهي,خاصة وان هناك أطرافا خارجية تمد هؤلاء الخوارج الطامحين إلى السلطة من جديد,ويذهب دم الشهداء هباء.

وبعد,هذه هي حال ليبيا اليوم,دواعشها,محفوفي الشوارب واللحى ومطلقيها,من يملكون السلاح يعيثون فيها فسادا وقتلا وتهجيرا,يساندهم في ذلك الغرب الاستعماري,الذي لم يتحرك ساكنا لما يجري بالبلد ولم يستجب لاستغاثات البشر الذين يعانون ويلات العصابات الإجرامية, جل هم الغرب أن تظل الأمور متأزمة,وإحداث المزيد من الدمار,ربما بعد سنوات,ولنا في العراق”أكثر من عقد من الزمن ولا يزال التطاحن مستمرا” أسوة حسنة,يتم إعادة الأعمار وبالتالي تذهب كل "الإيرادات-إن كان للنفط بقية” إلى خزائن الغرب.لا شك أن التفاؤل قائم بالقضاء على العصابات الإجرامية.