فصل الخطاب في حلب
رغم ضبابية مبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وابعادها الخفية لكن عنوانها الانساني الظاهر لاحلال السلام في حلب دفع بالرئيس الاسد وانطلاقا من مواقفه الانسانية والمبدئية في حقن الدم السوري والتركيز على رؤيته وتحركه الاساس للمصالحة التي قطعت لحد الان شوطا كبيرا في اكثر من منطقة سورية، ان يرحب بالمبادرة ويصفها بانها "جديرة بالدراسة وبمحاولة العمل عليها" من اجل عودة الامن الى مدينة حلب مشددا سيادته في نفس الوقت على ضرورة تطبيق قراري مجلس الامن 2170 و2178 لمحاربة الارهاب.
ولاشك من ان تحرك المبعوث الدولي دي ميستورا ولاحلال السلام في حلب كما يقول والتركيز على المعركة ضد ارهاب داعش والنصرة ومنح الاولوية للحل السياسي للازمة في سورية وليس العسكري، هو ابعد من اطار عمله كممثل للامين العام للامم المتحدة فهو بالتاكيد يحمل معه ضوء اخضر بل دفع من بعض الدول الاعضاء الدائميين في مجلس الامن كل من منطلقاته فربما اراد البعض تحري الواقع السوري اذا احسنا الظن به والبعض الاخر انطلق من نظرته وموقعه القلق لانقاذ الارهابيين المحاصرين في حلب نظرا للتطورات الميدانية الاخيرة للجيش السوري الذي بات في طريقه لاحكام طوق كامل على المدينة.
واي كانت اهداف الجهات التي دفعت بهذا التحرك الا انه في الظاهر ايجابي ويجب التعامل معه بشفافية لاختبار جدية هذه المبادرة ونوايا الواقفين وراءها بشرط ان لا تمس السيادة السورية، في وقت يشكك الكثيرون بنجاحها لعدم ضمان التزام المجموعات الارهابية المتواجدة على الساحة الحلبية بوقف اطلاق النار اللهم الا ان تضمن القوى الدولية والاقليمية المتورطة في الازمة السورية وذلك لما تمن على هذه المجموعات المجندة والعاملة في اطار الوظيفة وهذا ما سيكشفه المستقبل اذا سارت الامور بالاتجاه الصحيح.
والى جانب هذا التحرك الدولي هناك اليوم تسريبات مع شواهد ملموسة عن تحرك روسي-مصري لعقد مؤتمر "موسكو-1" لجمع المعارضة السورية المؤمنة بالحل السلمي والمشروع السياسي مع ممثلي الحكومة السورية برئاسة المعلم الذي سيتوجه قريبا الى موسكو في وقت ان وفود المعارضة بمختلف توجهاتها موجودة اليوم في موسكو والمتمثلة بالخطيب وهيئة التنسيق السورية والاكراد بقيادة صالح مسلم و القدورة مساعد رئيس الحكومة السابقة للاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية وبالتالي تعديل الدستور ومن ثم اجراء انتخابات نيابية على ان يبقى الرئيس الاسد بصلاحياته ويحق له الترشيح لدورة رئاسية اخرى. ان انعقاد مؤتمر موسكو يعني اصدار شهادة وفاة لجنيف ومن يقف وراء جنيف.
هذا هو واقع الساحة السورية وبما تمثله حلب من موقع مفصلي وحيوي للجهات الداعمة للمجموعات الارهابية فتحريرها يعني نهاية التدخل الدولي والاقليمي السافر في الشأن السوري ودفن مشروعهم التآمري ضد هذا البلد وهذا ما سيتحقق باذن الله في القريب العاجل.