kayhan.ir

رمز الخبر: 9529
تأريخ النشر : 2014November01 - 20:54

العثمانية الجديدة دفنت في مهدها

السياسة الاردوغانية التي بدأت مشوارها تحت شعار تصفير المشاكل مع دول الجوار هي اليوم ونتيجة لمواقف اردوغان الذي يتخبط يمينا وشمالا، غارقة في المشاكل ليس مع دول الجوار فحسب، بل حتى مع داخلها فاصبح الاصطفاف على اشده بين انصار الجمهورية وانصار العثمانية الجدد لادارة البلد والتعامل مع الازمات يضاف اليها القضية الكردية التي يبدو انها عادت الى المربع الاول بدخول داعش على الساحة التركية بورقة يتاجر بها اردوغان على حساب دم اهالي كوباني المحاصرين وهذا ما اغضب الاكراد في كل مكان.

اردوغان الذي تظاهر في التقارب المصلحي مع اكراد تركيا واعطائهم الوعود لحل قضاياهم، كان في الواقع يبيت لامر ما في نفسه وهو الحصول على دعمهم لتغيير النظام في تركيا ليكون رئاسيا، ليتفرد لاحقا في القرارات ويصبح سلطانا عثمانيا ملبسا باطار جمهوري، لكن ايجاد داعش الذي راهن عليه كثيرا ليجعل من تركيا قوة اقليمية تفرض سيطرتها على دول المنطقة خاصة التي صعد فيها التيار الاسلامي الى الحكم ليفاوض لاحقا الغرب على ان تركيا قوة تستطيع ضمان مصالحه في المنطقة ذهبت ادراج الرياح وان تداعيات داعش الدموية والوحشية افسدت عليه الامر وبالتالي سيسقط رهانه على اصوات الاكراد الذين هم اليوم في واد آخر حيث دعا احد زعماء حزب العمال الكردستاني لعودة المقاتلين الى الجبال ثانية.

يبدو اردوغان الذي احرق جميع اوراقه مع دول الجوار والداخل تقريبا لا يتعظ مما حل به وببلده وكأن جنون العظمة طغى عليه وهو ماض الى آخر الخط لانه لم يعد يملك ورقة سوى داعش فاما رابح واما خاسر نهائي والثاني هو الارجح حسب الاحداث والمؤشرات الموجودة على الارض حيث بات انحسار داعش وتقهقرها لافتا في كل من العراق وسوريا ولبنان وان رهانه على كوباني او عين العرب خاسرة سلفا لسبب بسيط اهلها صامدون حتى اليوم وان السماح لـ 150 مقاتلا من البيشمركة الذي يضمر في باطنه امر آخر وليس دفاعا عن أهلها لانه في نفس الوقت يفتح الطريق لادخال عناصر من جيش الحر بهدف ايجاد ثغرة في الاراضي السورية ليكون طريقا مفتوحا الى عين العرب، لكن ذلك لا يغير كثيرا من موازنة القوى على الارض، لان في مقابل ذلك سيبقى الامداد مفتوحا من تركيا لداعش كما كان على الدوام لتبقى المعركة مستعرة ومتوازنة ليحصد نتائجها حسب ذهنيته المريضة.

واذا تصور اردوغان انه يستطيع النفوذ الى داخل سوريا بذريعة مساعدة اهالي كوباني بعد ان فشل في ايجاد منطقة عازلة فانه واهم لان ذلك يعتبر اعتداء وتدخلا صارخا في شؤون دولة مستقلة واذا ما تمادى في ذلك فانه ذاهب الى الانتحار اخذا معه تركيا التي شهدت خلال السنوات الماضية مرحلة اقتصادية مزدهرة كضحية لنزواته التي ضاق بها الشعب التركي ذرعا.