عن جماعة ’أنصار الشريعة’ التونسية وارتباطها بالقاعدة
محمد محمود مرتضى
في عام 2000، قام سيف الله بن عمر بن حسين، (مواليد 8 تشرين الثاني 1965) مع المدعو طارق المعروفي بتأسيس تنظيم عرف باسم جماعة المقاتلين التونسيين في جلال آباد (وهي جماعة متهمة بالمشاركة باغتيال احمد شاه مسعود). وعام 2003 اعتقلته الشرطة التركية وسلمته للسلطات التونسية التي قامت بمقاضاته مع ثلاثة واربعين شخصا وحكمت عليه بالسجن المؤبد بتهمة الارهاب والانتماء لتنظيم القاعدة.
وفي عام 2011 اطلق سراح ابو عياض بعفو عام بعد "الثورة التونسية" فأسس تيار أنصار الشريعة، الذي يقوده هو مع أبي أيوب والخطيب الإدريسي وذلك في أواخر نيسان/ أبريل 2011. حيث قامت الجماعة بتأسيس عدة أذرع إعلامية لها بينها، مؤسسة القيروان للاعلام، وتطوير وسائل إعلام أخرى بما فيها مدونة، صفحة على الفيسبوك، ومجلة الوعد. وبحسب الموقع الرسمي لانصار الشريعة فان مؤسسة البيارق الاعلامية هي الجناح الاعلامي للتنظيم.
وفي 2012 عقدت جماعة أنصار الشريعة مؤتمرا في مدينة القيروان وهناك دعا أبو عياض الى ما سماه أسلمة الإعلام التونسي والتعليم والسياحة والقطاعات التجارية، وإنشاء النقابات الإسلامية لمواجهة الاتحاد العام التونسي للشغل العلماني.
وفي عام 2013 دعت الحركة الى مؤتمر آخر في القيروان ايضا الا ان الشرطة التونسية فضت المؤتمر بالقوة وتم الاعلان عن اعتقال المتحدث باسم الحركة سيف الدين الرايس.
انصار الشريعة في تونس
وفي شهر آب/ اغسطس 2013 صنفت الحكومة التونسية جماعة "أنصار الشريعة" بأنها "تنظيم ارهابي" محملة إياها المسؤولية عن قتل سياسيين منهم محمد البراهمي وشكري بلعيد اضافة الى العديد من الجنود التونسيين لا سيما ما حصل في كمين في 2 تموز/ يوليو 2013 أودى بحياة ثمانية جنود منهم اثنان ماتا ذبحا.
ومن بين الحوادث التي يشتبه بتورطهم بها الهجوم على محطة التلفزة التي قامت بعرض فيلم برسبوليس في تشربن الأول/ أكتوبر 2011، كذلك الهجوم على معرض فني مثير للجدل في حزيران/ يونيو 2012 والهجوم على السفارة الامريكية في تونس في ايلول/ سبتمبر عام 2012.
في 17 تموز/ يوليو 2014، نفذت كتيبة عقبة بن النافع التابعة للتنظيم هجومًا على نقطتي تفتيش عسكريتين في جبل الشعانبي، أدى الهجوم إلى مقتل 14 عسكريًا تونسيًا وإصابة 22 آخرين.
ارتباط بالقاعدة
تتبع الحركة لتنظيم القاعدة وكان مؤسسها ابو عياض قد التقى بابن لادن في قندهار قبل ان يؤسس الجماعة المقاتلة التونسية.
وبحسب ما يظهر على موقع الحركة الرسمي على الانترنت فمن الواضح ان الحركة لا تزال تتبع القاعدة نظرا الى ادراجها بشكل ثابت ابحاث ومقالات لاهم منظري تنظيم القاعدة وكذلك ارسال عناصر الحركة استفتاءاتهم للهيئة الشرعية في موقع التوحيد والجهاد التابع للقاعدة.
وكما هي العادة في مثل هذه التنظيمات فان للحركة عدة كتائب مقاتلة برز منها ما اطلق عليه اسم "كتيبة عقبة بن نافع" وهي الكتيبة التي تُتهم بانها وراء عمليات الاغتيال في العاصمة تونس اضافة الى احداث جبال الشعانبي حيث تتمركز الكتيبة.
لم تبتعد حركة انصار الشريعة عن الخلافات التي تضرب صفوف هذه الجماعات الارهابية لا سيما صراع الاستقطاب المحتدم بين القاعدة وداعش.
استطاع داعش ان يخترق انصار الشريعة حيث قامت كتيبة عقبة بن نافع في العشرين من شهر ايلول /سبتمبر الماضي2014 بالاعلان عن مبايعتها لداعش ولاميره ابو بكر البغدادي.
ودعت الكتيبة في بيان المبايعة البغدادي "إلى التقدم وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان".
تعرضت كتيبة عقبة بن نافع بشكل خاص وحركة انصار الشريعة بشكل عام لضربات عديدة سواء من السلطتين التونسية أو الجزائرية حيث تنشط هذا الجماعات في جبال الشعانبي الواقع على الحدود التونسية الجزائرية. ومن اهم تلك الضربات قتل (أبو منذر) واسمه الحقيقي يونس غولي في كمين للجيش الجزائري اضافة الى اعتقال القيادي البارز في الكتيبة المدعو صفي الدين الموريتاني الناشط في كتيبة طارق بن زياد الناشطة في مالي.