kayhan.ir

رمز الخبر: 8577
تأريخ النشر : 2014October17 - 21:08

"المستقبل" تيار مشاكس في الجسد اللبناني

لبنان وهو على عتبة ان يطوي شهره الخامس بلا رئيس جمهورية، اصبح كما يبدو امرا عاديا لبعض الافرقاء اللبنانيين الذين سلموا امرهم لغيرهم وكانهم مجرد ادوات شطرنج تحركها الايدي المتلاعبة بها. فاذن في مثل هذه الحالة من الطبيعي ان لا يكترثوا بوجود رئيس أو من عدم وجوده. لانهم اساسا خارج اللعبة وعليهم ان ينفذوا ما يملى عليهم وهذا ليس اتهام بل واقع يعترفون به ولايخجلون عندما يعلنونه صراحة ان الاتفاق على الرئيس هو ضمن صفقة دولية واقليمية.

حزب الله يريد شطب هذه المعادلة الظالمة وسيئة الصيت التي تمس سيادة اللبنانية واستقلال البلد وهي في نفس الوقت اهانة كبيرة لشعب المقاومة وابنائها الميامين الذين هزموا المشروع الاميركي المسمى بـ "الشرق الاوسط الكبير" بدمائهم الزكية ووضعوا لبنان في مصاف الدول المؤثرة في المنطقة التي اجبرت لاول مرة الكيان الصهيوني القبول بالهزيمة امام هذا البلد.

اليس من المعيب على هؤلاء الافرقاء وفي مقدمتهم 14 اذار الذين يدعون البطولة والرجولة ويتباكون على استقلال لبنان ان يعبثوا بمصير هذا البلد الشامخ والابي عبر السماح للاجنبي ان يقرر مصيره ومصير رئيس الجمهورية اليس فيكم من يمتلك الجرأة ليقول قرارنا بايدينا ولا علاقة للخارج بذلك وتتفقون مع شركائكم في الوطن على انتخاب الرئيس الذي يحضى بالاغلبية واذا ما تعذر عليكم ذلك فارجعوا الى الشعب مباشرة الذي هو مصدر السلطات والذين تدعون انكم تمتلكون الغالبية فيه.

ومنذ ما يقارب السنة اتم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحجة عليكم بالقول "تعالوا سوية لنتفق على رئيس الجمهورية ولا تنتظروا الخارج فايران ليست فاضية لذلك". واليوم يكرر الامين العام المساعد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم المشهد بصورة اخرى عندما وضع "خارطة الطريق" للتوافق بين القوى السياسية من اجل التوصل الى حلول للمشاكل العالقة داعيا الطرف الاخر الى عدم انتظار الحلول والاوامر من الخارج.

فخطاب الشيخ قاسم وصراحته المعهودة لفريق 14 اذار بان "قرارنا بايدينا وما نتفق عليه نلتزم به فهل يمكنكم مواكبتنا ليكون القرار بايديكم". والتي فيها نبرة التحدي قد تحرج الطرف الاخر اذا كان حقا يحترم قواعد اللعبة الديمقراطية في لبنان.

هذه مجمل الصورة التي ترسم الحالة اللبنانية المعقدة بسبب التدخلات الاقليمية والدولية التي تعرقل البلد وتعطل المؤسسات الحكومية فيه وتشل بعض القرارات المصيرية التي تتعلق بالدفاع عن البلد واستقلاله عندما يرضخ فريق لضغوط اميركية صهيونية سعودية برفض هبة عسكرية بلا شروط تصب في مصلحة البلد وقوته وهو اليوم يواجه ارهابا شرسا تقف بالتاكيد خلفه الجهات الثلاث التي لا تريد الخير لبنان لذلك تعارض تسليح الجيش اللبناني لمواجهة "داعش" واخواتها.

فرئيس تيار المستقبل الذي هو رئيس 14 آذار ايضا والفار من لبنان تحت ذرائع امنية يتنقل هذه الايام بين باريس وايطاليا للقاء زواره للتشاور حول الازمة اللبنانية وما حصل من اتفاق في الاونة الاخيرة بينه وبين الجنرال عون حول ترشيح الاخير للرئاسة ونكث مؤخرا دليل قاطع على ان 14 آذار لايمتلك قراره وانه مجرد اجندة في الساحة اللبنانية تعمل لمصلحة الغير على حساب الشعب اللبناني وما افشى مؤخرا الجنرال عون لزواره يؤكد هذه الحقيقة. فقال الجنرال عون بالحرف الواحد "كنا متفقين مع الحريري، وكان مرحبا بترشيح للرئاسة، لكن فجأة حصل "فيتو" سعودي وشخصي من قبل سعود الفيصل".

هذا نموذج من عشرات النماذج التي لم تكشف، لكن سياق سياسات هذا الفريق تدل وبوضوح على ارتباطاته بالخارج وتنفيذ ما يملى عليه حتى وان اضطر ان يساير الذي هو اليوم اقذر تنظيم ارهابي موجود كداعش وهذا هو ما مشهود من خلال تصريحات وجوه هذا التيار. فمسيرة هذا التيار ووجوده في الحالة اللبنانية امر شاذ لسياساته التبعية للخارج والمشاكسة وان كان فصيلا لبنانيا لكن كما قال الرئيس الاسد قبل سنوات مثمنا بعض الحالات العربية ومنها اللبنانية بدقة وبعبارته الشهيرة "ماذا انتظر من عبد هو عبد لغيره".