أكثر من (600) معتقل بحريني في السجون الخليفية يضربون عن الطعام
* اللجنة الاميركية الدولية للحرية الدينية تبدي قلقها الشديد من تقييد الحرية الدينية في سجون البحرين
* المعارضة البحرانية تدعو المجتمع الدولي الى وضع حد للسياسات القمعية للنظام العائلي الخليفي
كيهان العربي - خاص:- عبّرت اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) عن قلقها حيال أوضاع السجون في البحرين وخاصة فيما يتعلق بممارسة الشعائر الدينية.
وقالت اللجنة، أنها تشعر بالقلق من التقارير التي تفيد بأن حكومة البحرين تمنع السجناء الشيعة من الوصول إلى كتب الصلاة وغيرها من النصوص الدينية في سجونها، مشددة على أن هذه الإجراءات تتعارض مع التزامات البحرين الدولية بحقوق الإنسان.
وياتي هذا الموقف الأميركي بعد إعلان أكثر من 600 معتقل في سجون البحرين, إضرابا عن الطعام للمطالبة بتحسين ظروف السجون وبرفع القيود عن ممارسة الشعائر الدينية بحرية.
ومما يجدر ذكره ان ”اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية" هي لجنة حكومية فيدرالية تابعة للولايات المتحدة، وهي لجنة مستقلة تحظى بتأييد من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) وقد أسست بموجب ”قانون الحريات الدينية الدولية" الذي يرصد ممارسة الحق في حرية الدين والعقيدة خارج الولايات المتحدة بوجه عام.
وكانت اللجنة وجدت في آخر تقرير لها حول الحريات الدينية لعام 2018 أن البحرين تقيد الحرية الدينية للشيعة مشيرة الى اعتقال بعض رجال الدين الشيعة خلال احتفالات عاشوراء الدينية، بزعم "التحريض على الكراهية",واعتقال العديد من الناشطين وقادة الأحزاب السياسية. وعلاوة على ذلك، استمر التمييز ضد الشيعة في الوظائف الحكومية وبعض الخدمات العامة والاجتماعية.
من جانبه قال المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان إن السلطات البحرينية تستمر في التخلص من معارضيها سواء بالقتل المباشر أو بإصدار أحكام عشوائية، أو بالقتل البطيء بحرمانهم من حقهم في العلاج.
واعتبر المجلس الدولي أن القتل البطيء هو ما تمارسه السلطات الخليفية اليوم بحق النائب السابق أسامة التميمي بمنعه من السفر لتلقي العلاج بعد إصابته بجلطة في الدماغ ونزيف في الأنف.
وكانت عائلة التميمي قد أشارت الى أنه يعاني من تدهور خطير في صحته، خاصةً بعد توقف إحدى كليتيه عن العمل بشكل تام، مطالبةً السلطات بالسماح للتميمي بمغادرة البلاد بهدف تلقي العلاج.
من جانب آخر نظّم تكتّل المعارضة البحرانية في بريطانيا وقفة تضامنية مع السجناء المضربين عن الطعام احتجاجا على الأوضاع المتردية في في سجون البحرين.
وتخللت الوقفة مؤتمرأ صحفياً، أمام مقر السفارة الخليفية بلندن مطالبة السلطات الحاكمة في البحرين، بالإستجابة لمطالب السجناء المضربين، ووقف معاملتها اللاإنسانية لهم، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء سياسات الحكم الخليفي القمعية، مذكّرة بأن معظم المعتقلين في البحرين هم سجناء رأي، تعرّضوا الى شتى صنوف التعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية.
وجه المعتصمون الذين ضموا طيفا من المعارضين البحرانيين والناشطين البريطانيين التحية لمئات السجناء الأحرار المضربين في سجون البحرين، محيّين فيهم ”روح الصمود والبطولة والعزيمة التي لا تلين”، محذّرين النظام الخليفي من نهاية قريبة على أيدي الشعب الصامد، في ظل متغيرات دولية واقليمية لا تصب في مصلحة العائلة الخليفية الحاكمة بل في مصلحة البحرانيين.
هذا وألقى عدد من المشاركين كلمات في المؤتمر، من بينهم النائب السابق جلال فيروز والناشط علي الفايز والناشط الحقوقي جواد فيروز والناشط البريطاني سام والتون. أكد الناشطون في كلماتهم على ضرورة وقف النظام لإنتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان في البحرين، داعين المجتمع الدولي وخاصة حلفاء النظام الى تحمل مسؤولياتهم، والضغط على الحكم الخليفي ليتخلى عن سياساته القمعية ضد الشعب، التي لم تجد نفعا طوال السنوات الثمان الماضية، منذ اندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير عام 2011.
كما نظمت في السياق نفسه وقفة رمزية أمام مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل، ودعت مجموعة من الناشطات اعتصمن في مدينة بيروت إلى المشاركة في الحملة للضغط على النظام الخليفي القمعي من أجل رفع المعاناة عن المعتقلين السياسيين الذين بلغ عددهم أكثر من خمسة آلاف معتقل في سجون تفتقد أدنى حقوق الإنسان، كما طالبن عبر فيديو مسجل النظام البحريني بالإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين، وإيقاف المعاملة اللاإنسانية ضدهم، وخاصة داخل سجني جو المركزي والحوض الجاف.
يذكر أن أكثر من (600) معتقل في سجني جو والحوض الجاف بدأوا إضرابا عن الطعام منذ بضعة أيام، إحتجاجا على المعاملة اللاإنسانية التي يلقونها في المعتقلات الخليفية.
وأفادت مصادر عائلية أن الملازم أول مال الله العتبي حرم السجناء في مبنى 12، 13، 14 من ساعات التشمس لمدة ثلاثة أيام بسبب إحتفال السجناء بمناسبة عيد الغدير.
وأضافت المصادر أن النقيب محمد عبد الحميد هو الآخر قام باستدعاء 20 سجينا موجها لهم الإهانات ومتوعدا بمزيد من العقوبات بسبب ممارستهم للشعائر الدينية.
ويأتي هذا التصعيد من قبل إدارة سجن جو بعد مرور أكثر من أسبوع على إضراب قرابة 240 سجينا احتجاجا على المعاملة السيئة، وللمطالبة برفع القيود الأمنية عن 15 سجينا في مبنى العزل، إلى جانب السماح بممارسة الشعائر الدينية.
وسبق للنقيب محمد عبد الحميد أن توعد المضربين عن الطعام بتحمل عواقب الاستمرار في الإضراب بعد فشله في إقناعهم بفك الإضراب .
ويشكو آلاف السجناء في البحرين من المعاملة السيئة والإهمال الطبي في السجون. ويضاف إلى ذلك تردي الخدمات من قبيل انقطاع الماء، وحالة الإكتظاظ في الزنازين، والتعديات الجسدية على المعتقلين.
وشهدت حملة التغريد التضامنية مع معتقلي الرأي المضربين عن الطعام تحت وسم "إضراب سجناء البحرين" منذ انطلاقها يوم الإثنين 19 أغسطس/ آب 2019 تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي ولدى النشطاء والفعاليات.
فقد دعا مدير المكتب السياسي لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي ورئيس معهد الخليج (الفارسي) للديمقراطية وحقوق الإنسان يحيى الحديد إلى التضامن معهم على أوسع نطاق.