جرف الصخر وصدمة الادارة الاميركية
تحرير جرف الصخر او "جرف النصر" كما اسماه العراقيون حديثا لم تقصم ظهر داعش وحماته في المنطقة فحسب، بل احدثت صدمة في الادارة الاميركية التي خططت عبثا لاستغلال هذه الورقة الدموية والارهابية للعودة الى المنطقة والعراق بالذات حيث اعلنت بصلافة ووقاحة ان المعركة مع داعش قد تستغرق ثلاثة عقود بهدف تأمين مصالحها على حساب اراقة دماء شعوب المنطقة ونهب مواردها وثرواتها، الا ان تحرك الجيش العراقي ومعها قوات الحشد الشعبي ووجود القائد الكبير الجنرال قاسم سليماني بينها قلب المعادلة على عقب وفلش كل حساباتها خلال 24 ساعة عندما استطاعت هذه القوات ان تقتحم حصون داعش في هذه المنطقة التي كانت محصنة منذ ما يقارب العقد بحقول الالغام المكثفة ووجود العناصر الارهابية من بقايا البعث الصدامي ولم تكن قد وصلتها القوات الامنية العراقية قبل ذلك.
فسقوط هذه المنطقة الستراتيجية والحساسة بيد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي يشكل ضربة موجعة للخط اللوجستي لقوات داعش وتواصلها مع المناطق الاخرى في العراق وبالتالي يفتح الطريق لتواصل القوات العراقية نحو الفلوجة وتحريرها وتكون بذلك قد انجزت انتصارين كبيرين تمهد لاستعادة تكريت وبقية مناطق صلاح الدين.
ولا يخفى ان جرف الصخر الذي يقع في المثلث الامني لثلاث محافظات كان احد القلاع المهمة لداعش حيث احدثت فيها احد اكبر مخازن الذخيرة والسلاح على انه موقع حيوي يستطيع امداد المناطق الاخرى المتواصلة مع هذه المنطقة ولم تدخل في تصوراتها ان تهزم بهذا الشكل المفاجئ التي تخلف وراءها وثائق مهمة للغاية تكشف عن تحركاتها وخططها الجهنمية وارتباطاتها الاقليمية والدولية المشبوهة.
وبعد الهزائم المتوالية التي تكبدتها داعش في آمرلي وجرف الصخر ومناطق اخرى لم تعد قادرة على الامساك باي ارض في حال تعرضها لهجمات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي التي باتت تحاصرها اليوم في تكريت وبيجي والمناطق التي تنتهي بالموصل.
دخول الحشد الشعبي على خط المعركة اعطى زخما كبيرا لتحركات الجيش العراقي للقضاء على داعش وهذا ماثل للجميع حيث يحارب اليوم على صعيد عدة محافظات في آن واحد ومتى ما يقرر ينفذ عملياته العسكرية دون أي عائق وبالتالي سيفوت الفرصة على حماة داعش من قوى المنطقة وخارجها التي راهنت على هذا التنظيم الارهابي الوحشي لتفتيت العراق وتقسيمه وما تحرير جرف الصخر الا هو بداية النهاية لداعش وسرعان ما سيفاجأ العالم بتحرير تكريت وبيجي التي تسقط معها الموصل اتوماتيكيا ودون قتال باذن الله ويكون العراق قد تجنب كارثة سوداء اعدت له من قبل اعداؤه من القوى الدولية والاقليمية الاثمة التي لا تتحمل رؤية عراق ديمقراطي مستقل يأخذ قراره بنفسه ولايسمح للاخرين التدخل في شؤونه.