نيويورك تايمز: الحظر الأميركي ضد ايران سيعزز عزلة واشنطن وسيزيد الإستياء الدولي ضد بلطجة ترامب
واشنطن - وكالات انباء:- نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية مقالا اشارت فيه الى ان السياسة الخارجية للادارة الاميركية الراهنة مدمنة على الحظر مضيفة ان هذا الوضع لن يتمخض سوى عن تعزيز عزلة اميركا دوليا .
وفرضت الادارة الاميركية الاسبوع الماضي حظرا هو الثاني من نوعه بعد انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، ويستهدف قطاعات الطاقة والتبادلات المالية والملاحة البحرية والتامين. والهدف من هذا الحظر هو ارغام ايران على تغيير سياساتها الاقليمية او اسقاط النظام الايراني بحسب المزاعم الاميركية.
المسؤولون الاميركيون وعلى اعتاب تطبيق الحزمة الجديدة من الحظر على ايران كانوا في منتهى الفرحة حيث وضع موقع الخارجية الاميركية ساعة تشير الى العد العكسي لتنفيذ الحظر.
ويوم الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، نشر ترامب تغريدةً تحوي ملصقاً يحاكي ملصقاً ترويجياً لمسلسل Game of Thrones ، إذ ظهر الرئيس الأميركي في الصورة ومكتوب عند صدره «العقوبات قادمة». وكانت تغريدة ترامب تحاكي المسلسل الشهير الذي يُعرض على شبكة HBO، إذ كان يحتوي ملصقه الترويجي على عبارةٍ تقول «الشتاء قادم».
الدبلوماسيون الاوروبيون يعملون حاليا على صياغة نظام مالي للالتفاف على الحظر الاميركي كما ان الصين والهند وروسيا والعراق ستعلن عن معارضتها للحظر، هذا فضلا عن ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن بانه سيتجاهل الحظر.
التحديات التي تواجهها استراتيجية الادارة الاميركية في مواجهة ايران هي جزء من استياء دولي شامل يعارض التكتيكات القاسية والبلطجية لترامب، تلك الاستراتيجية التي بدات تفقد اميركا حلفائها القليلين الذي بقوا الى جانبها، وباتت تقوض من مصداقيتها الدولية . كما ان هذه الاستراتيجية اثبتت عدم جدوائيتها اين ما تم تطبيقها بدءا من كوريا الشمالية وافغانستان وحتى الاماكن الاخرى.
المسؤولون الاميركيون ومنذ فترة يتذرعون بان هذه الاستراتيجية بحاجة الى بعض الوقت لتاتي أكلها ضد ايران، ولكن هذه الذرائع وبعد عامين من تسنم ترامب لسدة الحكم لن تجدي نفعا. حين سخر قادة دول العالم من ترامب خلال كلمته في الجمعية العامة للامم المتحدة، فان ذلك كان بمثابة اهانة اميركا واساليب رئيسها على الصعيد الدولي.
وتتابع الصحيفة: رغم ان الحظر كان من ضمن السياسات الاميركية خلال العقود الماضية الا ان ترامب جعله اساسا في سياسته الخارجية وقد طبقه ضد الجميع انطلاقا من ايران وكوريا الشمالية وروسيا وفنزويلا وانتهاءا بكانتونات تهري المخدرات في كولومبيا وحركة المقاومة الاسلامية في فلسطين "حماس" بل وباتت في بعض الاحيان الالية الوحيدة التي تستخدمها هذه الدولة لبلورة تغييرات على الصعيد الدولي ومعاقبة منافسيها وتسوية العقبات التي تعترض الاقتدار الاميركي.
وتضيف الصحيفة في جانب اخر من مقالها الى ان المشكلة الاساسية هي ان الحظر وفي غالبية الاحيان لن يكون مجديا . فالدراسات التي اجريت على عمليات الحظر التي نفذت خلال القرن الاخير تشير الى ان 90 بالمائة منها باءت بالفشل. بل ان بعضها ادى الى نتائج كارثية للسياسة الاميركية . وخير دليل على ذلك ايران وصلت ذروت تقدمها واقتدارها خلال اعوام الحظر التي كانت تتعرض للحظر ما بين 2012 و 2015 . كما ان احتمال سقوط النظام الايراني بسبب الحظر هو احتمال ضئيل جدا ولذلك نرى ان الادارة الاميركية تتظاهر دوما بان هدفها ليس اسقاط النظام.
ويضيف المقال ان الاستخدام الاحادي للحظر من قبل ترامب وفضلا عن عدم جدوائيته ادى الى بلورة تكتل بقيادة اوروبا والصين وروسيا لتغيير النظام المالي العالمي. تداعيات هذه الخطوة قد تكون مدمرة لاقتدار واقتصاد وتحالفات اميركا مختتما بالقول : منتقدوا ترامب يشعرون بقلق كبير حيال صدقية تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني التي قال فيها ان الحظر الاميركي على ايران ليس فقط لم يؤد الى عزلتها بل على العكس زاد من عزلة اميركا.