الحشد الشعبي سيفشل المشروع الاميركي
مهدي منصوري
تعيش الادارة الاميركية حالة من التخبط في معالجة شرنقة المشاكل المعقدة التي اوجدتها لنفسها من خلال سياستها الخاطئة التي فقدت بوصلة المعايير الانسانية والاخلاقية.
وها هي واشنطن اليوم توحل في كل منطقة وضعت قدمها فيها والتي شملت العديد من البلدان لانها عجزت عن وضع الحلول اللازمة واعتمدت على لغة واحدة هي التهديد والوعيد واتخاذ القرارات الخاطئة التي تدخل الازمات في تعقيدات يصعب ايجاد الحلول لها.
ولو ألقينا نظرة على التخبط الاميركي الذي ارتكبه المتخلف عقليا ترامب من الغاء اغلب الاتفاقيات الدولية مع اعلان حرب اقتصادية مع بعض الدول الى التدخل السلبي في شؤون الدول الاخرى الى الوقوف الى جانب طرف على حساب طرف آخر والذي كلفها فقدان مصداقيتها وبصورة لم تعد اميركا تلك الدولة التي تستحق الاحترام والتقدير.
والمهم في الامر والذي اخذ مأخذه لدى الادارة الاميركية هو الواقع الشعبي الرافض لتواجدها في بعض البلدان والصيحات الشعبية التي تتعالى من هنا وهناك برفض تدخلها في شؤونهم الداخلية والتي سببت لهم الويلات، وامام هذا الموقف الشعبي الرافض نجد ان اميركا تسعى وتعمل على اخماد هذه الاصوات او خنقها لكي تجد لها مساحة في التحرك بحرية لقهر ارادة الشعوب، ومن ابرز معالم ما ذهبنا اليه فان واشنطن كانت تعتقد ان الارهاب المدعوم من قبلها يستطيع ان يقوم بالدور بدلا عنها في اذلال الشعوب واستعبادها الا ان الانتصارات التي تحققت على يد هذه الشعوب والتي استطاعت ان تهزم الارهاب وداعميه والذي شكل ضربة ماحقة لكل الاعمال الاميركية ولذا فلم تجد بداً من ان تمارس ضغطا على الحكومات للوصول الى هدفها الاجرامي.
وبالامس القريب وفي حركة مبتذلة اقدمت واشنطن على تهديد العراقيين بفسح المجال امام تنظيم "داعش" الارهابي للتمدد على الحدود السورية العراقية محاولة لادخاله الى الاراضي العراقية للتهديد والضغط على الحكومة الجديدة لان تخضع لاملاءاتها او شروطها التي وضعتها لرئيس الوزراء المنتخب عادل عبدالمهدي بان يكون له موقف من الحشد الشعبي الذي تعتبره واشنطن عدوا خطرا على مصالحها في العراق بل في المنطقة برمتها بحيث خرج السفير الاميركي في بغداد بدعوة الحكومة العراقية الى حل ما اطلق على الحشد من عبارة تتنافى مع ابسط قواعد الاخلاق "الميلشيات الطائفية"، مما اثار هذا التصرف الاحمق كل المشاعر العراقية التي طالبت الحكومة ومجلس النواب وكل القوى الوطنية ان تلجم اميركا وتوقفها عند حدها لان الحشد الشعبي قوة امنية عراقية استطاعت ان تنقذ هذا البلد من الوقوع في احضان اميركا والصهيونية، واصبحت قدرة على الارض في مواجهة كل المخططات الاجرامية التي تريد النيل من استقلال وسيادة العراق، ولذلك وبهذا الرد القاطع فان الحشد الشعبي سيبقى شوكة في عين اعداء العراق خاصة الاميركان والصهاينة ومن يقف معهم، وان المحاولات الاميركية لايمكن ان تجد لها طريق في تحقيق اهدافها بل ستسقط وتنهار كما انهارت مشاريعها من قبل.