التداعيات الخطيرة للسياسات السعودية الهدامة
من سمع بالتصريحات المتناقضة وغير المتوازنة لسعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اثناء مؤتمره الصحفي مع نظيره الالماني حول ايران قد لا يستغرب كثيرا لوضعه الصحي والنفسي الذي من المفترض ان يغادر موقعه لسنوات خلت لان الزمن قد تجاوزه وتجاوز نظامه الهرم ايضا لكن من سوء حظ ابناء الجزيرة العربية التعيس ان فرض الغرب عليهم هذه العائلة ازاء سخاء مفرط منها في وضع المملكة ومقدراتها في خدمة المشاريع الاميركية في المنطقة.
يبدو ان التطورات الجذرية الاخيرة في اليمن اي استلام الشعب اليمني زمام اموره بنفسه احرق رصيد المملكة واوراقها لعقود طويلة حاولت ان تجعل على الدوام من هذا البلد حديقة خلفية لها، قد افقدت الرجل توازنه ونسى ذاكرته تماما عندما قال لنظيره الايراني ظريف في ايلول الماضي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة وكأنه اعتذار خجول "علينا اغتنام الفرصة وتجنب الاخطاء السابقة".
فاتهام سعود الفيصل لايران باحتلالها لسوريا وكذلك العراق واليمن مضحك وسخيف يرتد على صاحبه الذي تحتل بلاده البحرين وتقمع حراك شعبها السلمي خوفا من ان تنتقل العدوى لبلاده لذلك حاول الهروب إلى الامام عبثا لاضفاء الشرعية زورا على نظامه الذي يفتقد للشرعية تماما وهو يعاني من هذه العقدة التي تحاصره داخليا وخارجيا لحرف انظار الرأي العام عن نظامه الذي هو تحت طائلة التساؤل ويجب محاكمته لاحقا.
ان سرد مثل هذه الاتهامات الواهية حول وجود قوات ايرانية افتراضية في سوريا وان ايران جزء من المشكلة هو تجاوز على الحقائق وفاقد للادلة ولا يغير من نظرة العالم تجاه المملكة في تخريج القوى التكفيرية وكذلك ادوارها الوظيفية في تدمير المنطقة وشعوبها على حساب مصالحها وبقاء عرشها وهذا ما يقره اسيادها وتثبته الوثائق والوقائع على الارض وتؤكده سياسة المملكة العلنية السافرة منذ اكثر من ثلاث سنوات في سوريا والعراق وكذلك البحرين ولبنان واليمن وغيرها.
ان اتهامات الفيصل لطهران زادتها قناعة بان سياسة المملكة المتذبذبة والالتفافية كسيدها الاميركي لا يمكن التعويل عليها وهذا ما تأكد لها من خلال ما تمخض عن المساعي التي بذلت طيلة الاشهر الاخيرة لترطيب الاجواء بين البلدين وعودة المياه إلى مجاريها.
ان ما يغيض الرياض ويزعجها ويقتلها جدا هو النفوذ الايراني المتعاظم والطبيعي في المنطقة والعالم لموقفها الداعم لقضايا الشعوب في حين ترى ان نفوذها ينحسر مع الزمن لتبعيتها المطلقة لاميركا ومشاريعها المشبوهة في المنطقة وهذا ما لا تريد ان تعترف به لذلك تحاول عبر تفجير مثل هذه القنابل حسب تصورها الباطل اصدار صك براءة لنفسها على ما اقترفته يداها من الارهاب وجرائم وتخريب وانتهاكات فظيعة ضد شعوب المنطقة مباشرة او عبر المجموعات التكفيرية التي صدرتها لكن هيهات ان تستطيع محو ذاكرة الشعوب او تحسن من وجهها الارهابي والتكفيري الذي اصبح ملازما لسلوكها وسياستها.
كفى دعما وتمويلا للمجموعات التكفيرية وكفى تفجيرا وتخريبا وسفكا للدماء البريئة في العراق وسوريا ولبنان وكفى تنفيذا للاجندات الغربية والصهيونية التي لا تريد ان تقوم قائمة شعوب المنطقة في السيطرة على مقدراتها واستلام زمام امورها واذا ما انفلتت الامور في المنطقة فان السعودية لم تكن في مأمن مما يحدث فيها لذلك يجب عليها ان تزن حساباتها وتعيد النظر في سياساتها الهدامة قبل فوات الاوان.