* ايران كانت ضحية قبل أميركا حيث تم احراق قنصليتها في البصرة، فهل يعقل أن تكون الضحية هي الجاني
* ما يربطنا مع ايران جوار جغرافي واستحقاقات تاريخية واجتماعية ونحافظ على هذه العلاقات
* نعتقد أنه ليس من مصلحة ايران أو أميركا أو حتى دول المنطقة أن يدخل العراق في هذا الصراع القطبي
* العراق يمتلك تجربة مع الحصار ويدرك ماذا يعني الحصار فهو لا يضعف الحاكم وإنما يؤثر على الشعب وشرائحه
بغداد - وكالات انباء:- أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، ان ما يربطنا مع ايران جوار جغرافي واستحقاقات تاريخية واجتماعية ونحافظ على هذه العلاقات، وان العراق لن يساهم في حصار ايران لابشكل مباشر ولا غير مباشر.
وقال الجعفري في مقابلة تلفزيونية مفصلة، لنا مصالحنا الوطنية، وهناك أيضا مصالح قطبية ثنائية مع هذه الدولة أو تلك.. قد تضيق أو تتسع، ولكن بالنتيجة نبرم مصالح معها من دون أن تتحول الى علاقة محورية أو صراع الأقطاب.. التقينا مع دول لم تكن تربطنا بها أي مصالح، لكن الإرهاب شكل جرسا صعق العالم منذرا بولادة إرهابية عالمية واتخذ من العراق محطة له.
وأضاف: ما يربطنا مع إيران جوار جغرافي واستحقاقات تاريخية واجتماعية ونحافظ على هذه العلاقات.. أما أمريكا فقد وقفت إلى جانبنا في مرحلة معينة، ونكن لها التقدير ونتعامل مع الأمة الأمريكية بمقدار ما هي ترعى مصالحنا ونرعى مصالحها ولا تتدخل في شؤوننا، كما نعاملها بالمثل. عندما يكون هناك تقاطع بين دولتين لا نتحول كصدى لصوت هذه الدولة أو تلك ولا نصبح جزءا من إرادتها، ونعتقد أنه ليس من مصلحة ايران أو أميركا أو حتى دول المنطقة أن يدخل العراق في هذا الصراع القطبي.. نبذل الجهود من أجل ترميم العلاقات لكي تدر بالمنفعة على دول المنطقة، وهذه هي سياستنا بالتعامل في تجنيب المنطقة الحروب والأزمات'.
وردا على سؤال حول التزام بغداد بالعقوبات الأميركية على الجمهورية الاسلامية في ايران، قال الجعفري: مسائل تصعيد الخطاب وتشديده سبق وأن حدثت بين أميركا وكوريا الشمالية، والآن شهد منبر الأمم المتحدة مناوشات بين القطبين، وكأن العالم مقبل على حرب عالمية. العراق يراعي الحقائق الجغرافية مع دول الجوار، ويجنب نفسه التدخل في سيادتهم ولا يساهم في تهيئة أجواء من شأنها أن تجر المنطقة الى الحروب.نحن دولة دستورية ولدينا برلمان، والقرار حين يتخذ يمر بسلسلة من الحلقات، لكننا لا نساهم في الحصار لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر.
واضاف: العراق يمتلك تجربة مع الحصار في العقد الأخير من القرن العشرين بين الأعوام 1990 – 2003، وعاني الأمرين، فنحن ندرك ماذا يعني الحصار، فهو لا يضعف الحاكم وإنما يؤثر على الشعب وشرائحه، لذلك نحن ندرك كل هذه الأمور، كما لدينا خطوط حمراء، وعندما تتجاوز وتدخل إلى عمق الإنسان في أي دولة من الدول لا نقبل بذلك، فالإنسان والطفل هو هوية عالمية، ونحن مع الطفولة والشيخوخة في كل العالم، لذلك لا نقبل أن نمر بمعادلة تلحق الضرر بهؤلاء الناس.
وحول امكانية حصول تقارب أميركي - ايراني في القريب العاجل، كما حصل مع كوريا الشمالية، قال الجعفري: هذا الأمر وارد جدا.. لماذا يحصل بين أميركا وكوريا الشمالية ولا يمكن أن يحصل بين أميركا وايران؟، ما كان من قطيعة وتباعد بين واشنطن وبيونغ يانغ أكبر منه ما بين واشنطن وطهران، فهم من أصل واحد وهو الجنس الآري. ففي زمن الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما، جلسوا الى طاولة الحوار، ووضعوا خلافاتهم جانبا ووجدوا حلا للمشاكل، فالعالم الآن متسلح بثقافة حل الأزمات. الأزمة إذا اشتعلت في بلد فإنها لا تقف عند حدود ذلك البلد وحده، لذلك على كل دولة تتاجر بالأزمات أن تعي أنها ستقف أمام شعوب تلك المنطقة بالكامل.
وحول موقف العراق من إغلاق القنصلية الأميركية في البصرة، وتذرع واشنطن بالنفوذ الايراني المتصاعد هناك قال الجعفري: ايران كانت ضحية قبل أميركا، فهل يعقل أن تكون الضحية هي الجاني.. أول ما بدأ الأمر جرى استهداف القنصلية الإيرانية ورفع شعارات ضد إيران، مع انها أرسلت خيرة شبابها كمستشارين عسكريين لإعانة العراق في حربه ضد الإرهاب. هذا هراء.. بالنسبة لنا فالقنصليات والبعثات الدبلوماسية الموجودة في العراق، هي في ضيافتنا ويشكلون جزءا أساسيا من السيادة، ويهمنا أمنهم، والحكومة تحرص على الدفاع عنهم أي كانت خلفيتهم السياسية والجغرافية. أتصور أن الخطوة كان فيها تسرع، وأرجو أن تعيد واشنطن النظر في قرارها، وأنه ليس من مصلحتها ذلك.
وحول اسلوب التصرف العراقي في العلاقات مع الدول العربية من جهة وايران من جهة أخرى، خاصة في ظل توجيه الأخيرة أصابع الاتهام إلى الرياض وأبو ظبي في المسؤولية عن الهجوم الارهابي في اهواز، قال الجعفري: نمتلك علاقات متينة وقوية مع دول الخليج (الفارسي) وإيران وأميركا وروسيا ودول العالم كافة.. العراق يتفاعل مع ما يعتقد به ولا يخرج عن هذه المعادلة، فنحن بلد متحضر ونجيد فن التعامل مع الأخر مهما كان بعيدا.. نحن جاهزون لأن نكون جزءا من الحل، لكننا لسنا مستعدين لأن نكون جزءا من المشكلة.
وحول التهديدات الإسرائيلية في توجيه ضربات إلي الداخل العراقي بحجة وجود أو وصول أسلحة باليستية ايرانية الى هناك، قال الجعفري: العراق يمتلك مقومات الصمود أمام هذه التحديات، ودونهم ما حصل لــ"داعش"، نحن لا نروج للحرب، ولكن لدينا من القيم المعنوية والثقافة والشباب والجنود ما يمكنهم من أن يصونوا بلدهم ويجعلوا الأمر يبدوا كالمثل القائل – نجوم السماء أقرب أليهم من أن يطؤوا أرض العراق.
وحول العلاقة بين بغداد ودمشق في مجال مكافحة الإرهاب قال الجعفري: الإرهاب أكبر وباء يهدد البشرية، وقد هدد دمشق وبغداد وحاول تقطيع أوصالهما.. نحن أمام عدو مشترك لم ير له التاريخ مثيل. هناك منطق جديد للتفكير في العراق في مواجهة الإرهاب، وهناك آليات جديدة للحد من امتداده وإلحاق الهزيمة به.