غانتس وامنيات المفلسين!!
مهدي منصوري
تعكس تصريحات او تحاليل بعض القادة العسكريين او مراكز الابحاث الاستراتيجية الصهيونية حالة الهلع والخوف الذي يمتلك الشارع الصهيوني فيما اذا ارتكب الكيان الصهيوني حماقة ضد حزب الله في لبنان.
وقد وضعت هذه التحاليل والتصريحات مقدمات فشلها في أي مواجهة مع حزب الله لما ذكرته من الامكانيات التي تملكها المقاومة اللبنانية بحيث تريد اقناع الشارع الصهيوني من انه وفي حالة تراجع او انكسار الجيش الصهيوني قد يكون امرا طبيعيا في هذه المواجهة.
والملاحظ ان رئيس اركان الجيش الصهيوني الذي سيغادر منصبه في شباط القادم يشغله اليوم الحديث عن التهديد الذي يشكله حزب الله على كيانه بحيث طرح نظرية جديدة يشم منها رائحة القلق والخوف من مواجهته من خلال الحروب والمواجهات العسكرية مشيرا الى نظرية جديدة للمواجهة اسماها "ادارة المخاطر بحكمة" مع حزب الله، الا ان مراسل "معاريف ــ الاسبوع" استفز غانتس في سؤاله عن قدرات حزب الله والخسائر الاسرائيلية المرتقبة وقد جاء سؤاله لغانتس" عن قدرات حزب الله وتهديده وعن سيناريوهات الخسائر الاسرائيلية، جراء الالاف من الصواريخ الدقيقة والثقيلة والتي ستحبي من "اسرائيل" اعدادا كبيرة من القتلى؟" وقد تهرب غانتس من الاجابة على السؤال ولجأ الى المراوغة وتحوير الاجابة بصورة تدعو للسخرية ورغم انه اكد ما جاء على لسان المراسل الا انه طلب في المقابل في الحديث عما يمكن لكيانه ان يقوم به بالقول "يوجد في هذه المسألة جانب اسرائيلي اذ اننا سنمسك بلبنان ونرميه بما فيه سبعين الى ثمانين عاما الى الوراء وسنرى حينها ما سيحدث".
الا ان غانتس ومن خلال هذه الاجابة قد غاب عن ذهنه او بالاحرى اراد ان يبعد عن ذهنه الهزيمة المرة التي تلقاها قبل ايام وعلى يد المقاومة الفلسطينية عندما لم يصمد جيشه وقواته امام صواريخها المعدودة والقصير المدى ما بذل كيانه المستحيل من اجل الوصول الى اتفاق لايقاف سيل الصواريخ التي خلقت حالة من الرعب والقلق في الداخل الصهيوني بالاضافة الى حالات الانهيار التي تملكت قواته من خلال وقوع بعض الجنود اسرى وهروب الاخرين واحجام الكثير منهم من المشاركة في الحرب وبذلك يشكل هذا الامر وفي العرف العسكري هزيمة منكرة.
اذن فمن المضحك فعلا ان يأتي غانتس اليوم وهو يعترف بمدى قدرات وامكانيات حزب الله والتي تفوق قدرات المقاومة الفلسطينية اضعافا مضاعفة بل ان من الواضح ان ابناء المقاومة الفلسطينية قد تلقوا دروسا لمواجهة الكيان الصهيوني على يد مقاومة حزب الله.
ولم يفت مراسل يديعوت احرونوت ان يسترجع غانتس الى عام 2000 عندما ورد في خطاب سيد المقاومة السيد حسن نصر الله في بنت جبيل عندما وصف الكيان الصهيوني بانه بيت العنكبوت وسرعان ما يتهاوى امام أي ضربة عندما سأله بالقول "ان ما ورد في الخطاب الشهير للامين العام لحزب الله عام 2000 مازالت متغلغلة عميقا في الوعي الاسرائيلي ولدى مسؤوليها تحديدا بعد 14 عاما على بيت العنكبوت؟ الا ان غانتس وباعتباره قائدا في الجيش الصهيوني لا يريد ان يظهر حالة العنف لكي لا تنعكس على القارئ الصهيوني ولذلك ادار البوصلة وبصورة غبية بحيث لم تتعلق بالموضوع من قريب او بعيد بالقول "ان حزب الله درس بعناية وتعمق كبيرين ما حدث في عملية الجرف الصامد في غزة واراد القائد الصهيوني ان يستغفل القاري او المتابع لهذه الحرب ويعكس الهزيمة المرة الى نصر بقول "ان نصر الله فهم قوة الجيش الصهيوني". ووصلت به المكابرة الى حد اضاف بالقول "يفهم نصر الله ان ما فعلناه في غزة قادرون على فعله في لبنان". والواضح ان الكيان الصهيوني قد عجز عن مواجهة المقاومة الفلسطينية في الميدان فلجأ الى اسلوب لاانساني ولا اخلاقي احمق وهو استهداف المدنيين والابرياء وتدمير البنى التحتية في غزة ليس الا ولذلك يؤكد انه سيعيد السيناريو في لبنان بهدف خبيث الا وهو اثارة الرأي العام اللبناني ضد حزب الله.
ولكل ما تقدم يعكس حالة الخوف والهلع الذي يمتلك الكيان الصهيوني من مواجهة حزب الله لانهم يدركون جيدا انه سيدير المعركة وبصورة تختلف عن سابقاتها خاصة الخطة التي اعلن سيد المقاومة السيد حسن نصر ا لله ان يقل في المواجهة القادمة الى الداخل الصهيوني وهو ما اقلق وارعب الصهاينة اكثر مما سبق.
اذن في نهاية المطاف لابد ان نؤكد ان اسرائيل وقبل ان يحدث أي شيء هي تعيش حالة الرعب والارباك وبذلك تعلق عن هزيمتها سبقا امام حزب الله وهذا بحد ذاته يشكل نصرا استراتيجيا ومهما للمقاومة اللبنانية الباسلة التي تمكنت ان تنقل الحرب الى الداخل الصهيوني ولدى قادته السياسيين والعسكريين فضلا عن الشعب الصهيوني قبل وقوعها.