ماذا كسبت السعودية من معركتها مع قطر؟
احمد المقدادي
نقلت وكالات الانباء عن وزارة العدل الامريكية ان دولة قطر ضاعفت من انفاقها على اللوبيات الفاعلة في الولايات المتحدة لكسب معركة العلاقات العامة امريكا ضد كل من السعودية والامارات ليكون في النتيجة ثناء من المسؤولين الامريكيين على جهود قطر في مكافحة الارهاب مما يمثل ضربة لمحاولات رباعي السعودية والامارات ومصر والبحرين في اجبار الدوحة على الانصياع لمطالبه المشهورة. فما هي حصيلة الهجمة السعودية ضد قطر؟
منذ اكثر من سنة، قررت الرياض ومعها القاهرة وابوظبي والمنامة ان تفرض حصارا خانقا على الدوحة لاجبارها-حسب وصفها- على التخلي عن دعم الجماعات الارهابية وتعطيل اعلامها المهدد للامن القومي العربي وخفض تمثيلها الدبلوماسي مع ايران واغلاق القاعدة العسكرية التركية على اراضيها. وكانت الرياض حينها في ذروة الشعور بالغرور مع وصول الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى البيت الابيض وشرائها لنهجه المتطرف ضد ايران بمئات مليارات الدولارات.
ومرت الايام، ولم تتنازل قطر للمطالب السعودية بل استكملت القاعدة العسكرية التركية على اراضيها وركز اعلامها وخاصة الجزيرة والعربي هجومه على السعودية واستهداف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وكسر التحفظ التقليدي لاعلام قطر تجاه المسؤولين السعوديين، وبات هذا الاعلام يساهم في فضح ممارسات التحالف السعودي الاماراتي في اليمن بعد ان كانت قطر عضوا في هذا التحالف في حربه ضد الشعب اليمني.
وبدلا من ان تخفض قطر علاقاتها مع ايران، اعتمدت الدوحة على طهران في تخفيف حصار شعبها من قبل شقيقاتها فاغدق الأيرانيون الغذاء على القطريين وما يحتاجونه من ضروريات وفتحوا اجوائهم امام رحلات الخطوط الجوية القطرية فباتت قطر اكثر قربا من ايران خلافا لما كان يرومه السعوديون من حصارهم الخانق على قطر.
وعلاوة على ذلك لاحقت قطر الامارات والسعودية في بذخ الاموال على اللوبيات الأميركية واعلامها لتكون هذه اللوبيات رابحة بشكل كبير من التعارك القطري السعودي الاماراتي وتجني خلال العام الماضي فقط نحو ١٠٠ مليون دولار ناهيك عن ان قطر نافست الثنائي السعودي الاماراتي على دور العراب في صفقة ترامب فراحت تتوسط مباشرة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس في اطار التركيز الاميركي على ما يسمى غزة اولا.
ومع مرور اكثر من عام على هذا الحصار، ماذا تغير على مستوى الملفات الاقليمية؟ السعودية خسرت خسرانا كبيرا في المراهنة على تغيير الحكومة السورية كما كان يصر وزير خارجيتها عادل الحبير على ان الرئيس السوري بشار الاسد سيرحل سياسا او عسكريا. وفي اليمن لم تتغير الامور لصالح السعودية مع ان الحرب دخلت عامها الرابع الا ان تعتبر الرياض قتل الشعب اليمني وتشريده وتدمير بناه التحتية وتفشي الامراض بين ابنائه مكسبا لها.
اذا، مرة اخرى تسجل السعودية في ظل تسليم قرارها لولي العهد بن سلمان نكسة اخرى في معاركها الاقليمية وتخسر المزيد من محيطها العربي والاسلامي في ظل سياسات ارتجالية هجومية مبنية على حسابات خاطئة يكون الرابح الاكبر منها شركات السلاح الغربية واللوبيات الاميركية علاوة على ما تذهب من اموال المسلمين وثرواتهم الى جيوب رجل البيت الابيض التي يعرض خدمات الدولة العظمى مقابل المال والثروات.واذا كانت ازمة قطر وهي صغيرة جدا جدا جدا كما يصفها محمد ين سلمان ولم يتمكن من ادارتها او تركيع قطر للمطالب السعودية فماذا سيفعل بالازمات الاكبر ومع شعوب بتاريخ وعراقة وصمود مثل اليمن والعراق وسورية ولبنان والاردن ومصر وليبيا!