اميركا وهزيمتها المبكرة امام ايران
بعد الانحسار الاميركي وهزائمه المتوالية في المنطقة والخشية كثيرا على انهيار الدول الذيول والمصالح الاميركية اللامشروعة واذعانها واعترافاتها المتكررة بانها لا تريد الحرب مع ايران وبالطبع ليس لمساوئها او قضاياها الانسانية انما لانها لم تضمن نتائجها وهذا هو الواقع في تعاملها مع ايران خلال العقود الاربع الاخيرة ولو لا ذلك لم تترك فرصة الا واستغلتها لتحقيق اهدافها المشؤومة ضد ايران الاسلامية الجبل الاشم الذي وقف بكل قوة امام الهيمنة الاميركية في المنطقة وزعزع مصالحها.
ولا ينسى التاريخ كيف هدد وزير الدفاع الاميركي الاسبق "كاسبر واين برغر" اثناء الحرب الايرانية العراقية وفي دعم مكشوف لنظام صدام المقبور بانه "سنجفف جذور الشعب الايراني" وهذا هو حقيقة المواقف الاميركية على مدى الادارات المتوالية.
وبعد ان اصطدمت كل المشاريع الاميركية الخبيثة خلال العقود الاخيرة ضد ايران من حصار وحظر وعقوبات ومؤامرات وتهشمت على صخرة صمود الشعب الايراني فكرت المؤسسة العميقة باميركا ان تبتدع اسلوبا جديدا للتعامل مع ايران والعالم بعد انهيار نظامها للقطب الواحد ان تأتي برئيس يتظاهر بالجنون ولا يمتلك استراتيجية واضحة لخلق فوضى في العالم حتى وان طالت حلفاؤها وهذا ما نشهده اليوم من خلافات حتى مع حلفائها الغربيين وفي غرب آسيا ايضا، لتأتي لاحقا وتتقدم بمنظومة جديدة لانقاذ العالم تحت مسمى نظام عالمي جديد عسى ان تستعيد مجدها الغابر وهيمنتها على انها هي المؤهلة لقيادة العالم ثانية، لكن الاغبياء في واشنطن لم يلمسوا كل هذه التحولات العالمية حيث اصبحت الصين الدولة العالمية الاولى اقتصاديا وان دول العالم وحتى حلفاءها كاليابان وكوريا الجنوبية بدأوا يخرجون من هيمنة الدولار ويتعاملون بالعملات الاخرى في علاقاتهم التجارية مع الاخرين.
ان العداء الاميركي بعد انتصار الثورة الاسلامية ضد ايران يدخل في اطار الصراع الوجودي لان اميركا ترى في وجود ايران خطرا عليها وعلى مصالحها، ليس في المنطقة فحسب بل في العالم ايضا لان مشروعها انساني ومبدئي هو الدفاع عن الشعوب المظلومة والمضطهدة في حين ان المشروع الاميركي بالعكس تماما هو الهيمنة ونهب ثروات الشعوب. واليوم وفي عهد ترامب الذي كشف على حقيقة اميركا كاملة وعن عدائها الدفين والسافر ضد ايران حين صرح احد مستشاريه ولاول مرة بهذه الوقاحة والصراحة والبلطجية ان هدف اميركا هو تغيير النظام الايراني، بعد ان كانت تختفي وراء اصابعها بانها تريد تعديل الاتفاق النووي او تعديل سلوكها ونفوذها في المنطقة او تغيير برنامجها الصاروخي، لكن هذه المرة نزلت عريانا وبشكل فاضح لتعلن صراحة بان ما تبيته ضد ايران علنا ودون مراعاة للقوانين الدولية او الالتزام بها.
ان ترامب الاهوج والمعتوه يتصور عبر رفع سقف العقوبات التي يريد تطبيقها ضد ايران او عبر تآمره ضدها بالتعاون مع الكيان الصهيوني او بعض الدول النفطية الذيلية كالسعودية من خلال دفع الاموال لاثارة الشعب الايراني ليتحرك ضد نظامه وثورته الاسلامية التي قدم مئات الالاف من الشهداء من اجل بناء هذا الصرح العظيم الذي هز العالم وغير موازين القوى فيها، لكنه هيهات وهيهات ان ينال ترامب من هذا الشعب او يحلم بشيء مما يبيته ضدها خاصة وانه اليوم معزول دوليا وعقوباته ستكون احادية وحتى لا توافقه اوروبا الا مما اضطرت اليه في عدم شراء النفط الايراني اما الدول الكبرى الاخرى كالصين وروسية والهند وتركيا وما ستلتحق بها دول اخرى.. اعلنت عن رفضها لاية عقوبات وانها ستتعاون مع ايران في اطار الاتفاق النووي وعلى اميركا من الان ان تلعق وبمرارة خيبة املها وهزيمتها امام ايران.