انتصر الاسد وهم صاغرون
التصريحات اللافتة التي ادلى بها افيغدور ليبرمان وزير الحرب الصهيوني في مقابلة مع موقع "والا" الصهيوني والتي تضمنت اعترافات صريحة بانتصار الرئيس الاسد في الحرب على داعش بالقول ان الرئيس الاسد انتصر في الحرب والغربيون والعرب المعتدلين في طابور طويل لاعادة العلاقات مع سوريا، تستدعى الوقوف عندها لانها لم تات من اجل الاعتراف الصرف وان كان ذلك محققا ومكشوفا للعالم لكنه في الواقع هي رسائل لمن يعنيهم الامر في حماية امن هذا الكيان، بهدف التخطيط لما بعد هذا الانتصار ووضع البدائل للحيلولة دون استقرار هذا البلد وهذا ما اشارت اليه احدى مراكز الدراسات الصهيونية في الذهاب لايجاد كانتونات في سوريا وزجه في حرب اهلية.
اعتراف ليبرمان بانتصار الرئيس الاسد الذي هو اعتراف بالهزيمة، لم يأت من فراغ فالكيان الذي ذهب في مراهناته كأميركا والسعودية وغيرها من دول العالم قبل ست سنوات الى ابعد الحدود بان الرئيس الاسد سيسقط خلال اسابيع لامحالة وانه قد حضر لمرحلة ما بعد الرئيس الاسد، واذا به اليوم هو في مأزق كبير لمعالجة هذا الوضع المستجد في سوريا وهي تطوي نهايات ازمتها ايذانا لاطلاق مرحلة الاعمار وبالتالي ان هذا الانتصار ووفقا لمراكز الدراسات الاميركية، له تداعيات كبيرة ويشكل كابوسا للساسة في "اسرائيل".
واعتراف ليبرمان لم يكن الاول من نوعه في محور الشر الذي قادته اميركا في حرب كونية مكشوفة ضد سوريا حيث جيشت اكثر من 120 دولة حضرت اجتماعات باريس وتونس وغيرها الا انها فشلت في النهاية وهي اليوم تجر ذيولها وتعترف ولو على مضض بذلك فقبل ليبرمان اعترفت اميركا وفرنسا والمانيا وانكلترا وغيرها من الدول بانتصار الرئيس الاسد. ولا ننسى بالطبع تركيا حيث كشف بالامس "رفعت باللي" احد المحللين المخضرمين في تركيا ان انقرة تبذل جهودا لاعادة العلاقات مع سوريا الا ان دمشق تضع اربعة شروط لذلك.
ولا شك ان الارتداد الكبير والاستراتيجي لهذا الانتصار يطال اولا الكيان الصهيوني حيث يواجه هذا الكيان اليوم مأزقا كبيرا خاصة بعد تهديد الامين العام لحزب الله السيد نصر الله لليهود بمغادرة فلسطين المحتلة قبل ان يجعلهم نتنياهو وقودا لحربه الخاسرة وهذا الامر سيسري على الدول الاخرى كالسعودية التي وظفت جل امكاناتها وثرواتها لاسقاط الرئيس الاسد وهي مأزومة للغاية لانها تذهب من فشل الى فشل آخر.
ان الحقيقة المرة الذي تحاول هذه الاطراف التهرب منه والتي ستكون شوكة في عيونهم، ان الرئيس الاسد وسوريا التي حاربت اكثر من سبع سنوات ستخرج اقوى مما كانت عليه قبل الازمة وهذا ما يرتعد منه الكيان الصهيوني الذي هو اساسا يعيش مأزقا داخليا وخارجيا وحالات الارتباك جلية عليه لدرجة نشهد ان قادتها السياسيين والعسكريين يتحدون عن استعدادهم للدفاع عن الجليل وطمأنة المستوطنين في صد هجمات حزب الله في حين كانوا في الماضي يعربدون بنقل الحرب داخل الدول العربية.
ان ما يقلق اليوم وبشدة قادة الكيان الصهيوني بان الهزيمة النفسية اصبحت متجذرة في مجتمعهم ولا امل لهم ببقاء هذه الدويلة المصطنعة خاصة بعد حرب تحرير 2000 وهروب جيشهم في الجنوب اللبناني وكذلك حرب تموز المجيدة التي فضحت قدرة العدو الهزيلة واجهزته العسكرية امام العالم وكذلك حربي غزة، ناهيك عن نظرة اليهود في دول العالم حول بقاء اسرائيل واستطلاعات الرأي في اميركا اكبر دليل على ذلك حيث كان نتيجة هذا الاستطلاع بين الشبيبة اليهودية هو ان 60% منها لا تعير اي اهتمام ببقاء هذه الدويلة او زوالها.