نهاية داعش خنقت اميركا وذيولها
ما سجله ابناء العراق من قوات مسلحة وامنية وحشد شعبي من انتصار تاريخي في الموصل الحدباء في القضاء على دولة الخرافة، تخطى حدود العراق الى الاقليم وحتى العالم، لان سقوط الموصل قبل ثلاث سنوات كانت نتيجة مؤامرة دولية ـ اقليمية وليس بقوة داعش الارهابي وزعيمها الذي تسلق منبر النوري ليعلن انبثاق دولته المزعومة حيث كانت الاطلالة الاولى والاخيرة له، لان المهمة اكبر من طاقته وطاقة اية مجموعة ارهابية لذلك ان هذا الانتصار التاريخي سيترك اثاره على الصعيد الاقليمي والعالمي اوله زعزعة اركان المجموعات التكفيرية التي تعمل لصالح المخابرات الدولية والاقليمية في المنطقة وهذا ليس اتهاما بل حقيقة مكشوفة للجميع واولها اعتراف هيلاري كلينتون وزير الخارجية الاميركية السابقة باننا نحن من صنعنا داعش انتهاء بدور الدول الاقليمية الذيلية لواشنطن في دعمها العلني لداعش.
ومن يشكك الى يومنا هذا بالمؤامرة التي اسقطت الموصل فان ردة فعل الاميركية والغربية السلبية وتباكي الفضائيات العربية التابعة للسعودية تجاه تحرير الموصل على ايدي ابناء العراق ومساعدة ايران يؤكد هذه الحقيقة، فمنذ امس الاول خرج علينا مبعوث الرئيس الاميركي الى التحالف الدولي "ما كفورك" ليقول من ان معركة الموصل لم تنته لتتبعه امس الصحافة الاميركية والغربية على وزن الـ"نيويورك تايمز" و"ايندبندنت" لتعلن هي الاخرى بان "تحرير الموصل لا يعني نهاية داعش".
السؤال الذي يدور اليوم في اذهان الرأي العام الاقليمي والدولي هو ماذا تعكس هذه المواقف المأزومة تجاه هزيمة داعش ومحاولتهم اليائسة والبائسة لاحياء جثة هامدة لتامين مصالحهم اللامشروعة في الرهان على دورها في العراق وسوريا، وهذا ما يؤكد ان تحرير الموصل شكلت صدمة كبيرة لهم خاصة الاميركان الذين قدروا الموقف يومها بان تحرير الموصل يستغرق سنوات وسنوات وذهب البعض الى تقديرها بعشرين سنة ليستثمروا في ذلك، لكنها اليوم تحررت والمعركة حسمت خلال اشهر لا اكثر وهذا ما صدم الجميع بشكل لم يستطيعوا اخفاء غضبهم وانزعاجهم لانهم خسروا كل رهاناتهم على داعش وما وظفوه من امكانات واموال طائلة في هذا المجال، اضافة الى التداعيات الكبيرة التي ستنعكس عليهم لاحقا. لذلك لا يتعجب احد من ردة الفعل السلبية، للغرب وذيوله في المنطقة من عودة الموصل الى احضان العراق وانهيار عاصمة دولة الخرافة التي بنوا عليها امالهم لان هذا الانتصار سينسحب اتوماتيكيا على الساحة السورية للانقضاض على المجموعات التكفيرية من داعش والنصرة واخواتها بسبب انهيار معنوياتها جراء ضربة الموصل المصيرية التي تسرع بنهاية هذه المجموعات التي شغلتها المخابرات الدولية والاقليمية لانجاز مهام محدودة الا انها عجزت عن ذلك وهي اليوم في طريقها الى الاضمحلال النهائي وهذا ما ادركه الغرب وفي المقدمة اميركا التي تحاول اسعاف داعش بمضادات عسى ان تنعشها لتعيد الحياة اليها لكن دون جدوى، ومن حسن حظ شعوب المنطقة خاصة التي تعاني من خطر داعش واخواتها بان الازمة القطرية جاءت لتبلسم بعض جراحاتها لانها شكلت ضربة قاصمة للدول المتحالفة مع داعش واصبحت اليوم مفككة ومنقسمة تبحث كل منها على مصالحها ومآربها بعيدا عن الاخر.