kayhan.ir

رمز الخبر: 54702
تأريخ النشر : 2017April03 - 20:40

مسؤول امن حزام بغداد والقيادي في الحشد الشعبي ابو مرتضى الحسيني: كسرنا شوكة الارهاب في ’حزام بغداد’ والموصل قريبا حرّة


ـ عادل الجبوري

"لقد فقد تنظيم داعش الارهابي ابرز واغلب قياداته في مناطق حزام بغداد، خلال معارك تطهيرها على امتداد الاعوام الثلاثة الماضية، بحيث ان تلك العصابات الارهابية فقدت القدرة والسيطرة، خصوصا بعد تحرير مدينة الفلوجة وقبلها الكرمة والصقلاوية وجرف النصر واللطيفية".

هذا ما يقوله مسؤول امن مناطق حزام بغداد والقيادي في الحشد الشعبي الحاج ابو مرتضى الحسيني في حوار اجراه معه موقع العهد الاخباري.

ويؤكد الحسيني "أن معظم العمليات الأرهابية وخصوصا السيارات المفخخة مصدرها مناطق حزام بغداد، كما اثبتت أن مضافات تنظيم داعش الإرهابية موجودة وبكثافة في تلك المناطق، وبعلم ودعم من جهات عشائرية وشخصيات سياسية تقطن تلك المناطق، وتوفر للعناصر الإرهابية أغطية مناسبة تؤمن تحركها، وبالتالي قيامها بتنفيذ العمليات الإرهابية في داخل مدينة بغداد أو على تخومها".

ويشير الى ان مناطق حزام بغداد تعرضت في عهد نظام صدام، الى تغييرات ديموغرافية كبيرة، ارتباطا بحسابات سياسية وامنية وطائفية، وكان لتلك التغييرات اثر واضح في تحول الكثير من تلك المناطق الى بؤر للجماعات الارهابية المسلحة، ومصدر لسفك الدماء وازهاق الارواح وتدمير الممتلكات بعد سقوط النظام.

وفيما يلي نص الحوار:

يبدو الوضع الحالي في عموم مناطق حزام بغداد مختلفا الى حد كبير عما كان عليه قبل ثلاثة اعوام.. الى أي مدى يبدو ذلك الامر صحيحا؟

* لا شك أن الوضع في مناطق حزام بغداد اختلف عما كان عليه قبل ثلاثة أعوام، حينما كانت أغلب مناطق الحزام خاضعة لسيطرة عصابات داعش الإرهابية، التي وجدت بيئة حاضنة في تلك المناطق، حيث تفشت فيها الأفكار التكفيرية والعداء للعملية السياسية نتيجة لعوامل شتى، بعضها يتعلق بطبيعة سكان المنطقة، وبعضها الآخر مرتبط بالتغيرات السكانية التي احدثها النظام الصدامي المقبور، وبعضها مرتبط بالطبيعة الطبوغرافية والزراعية للمناطق التي توفر ملاذات آمنة للإرهابيين، فضلا عن امتداداتها للمحافظات المجاورة لمحافظة بغداد، من جهات الغرب والشرق والشمال، وهي محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار، وهي محافظات مثلما تعلمون، تعد مسرحا لوجود العصابات الإرهابية بمختلف مسمياتها.

ما هي طبيعة التركيبة الديموغرافية لمناطق حزام بغداد؟

* مثلما أشرنا في جوابنا عن السؤال السابق، فإن نظام صدام القمعي، عمل على بناء منظومة سكانية مساندة له تحيط ببغداد، ومنح في هذا الصدد، آلاف العقود لأخصب الأراضي الزراعية لفئات وشرائح من مكون اجتماعي معين، ووفر هناك بنى تحتية شبه متكاملة من شبكة كهرباء ممتازة، وشبكة للمياه الصافية، وشبكة إرواء ومنازل، وتوسع في منح إجازات حقول الدواجن وتربية العجول، وقروض زراعية حولها الى منح، كما وهب آلاف الضباط الموالين له قطعا زراعية، كل هذه العوامل ربطت السكان الجدد بالنظام، فضلا عن قيامه باستخدام أبنائهم في أجهزته القمعية، بل وذهب بعيدا حينما بنى لنفسه قصورا وسط هذه البيئة التي يطمئن لها، فيما بقية مناطق بغداد كانت شبه محرومة من أي شكل من أشكال الخدمات.

هل هناك علاقة بين الارهاب الذي تتعرض له العاصمة، وطبيعة مناطق حزام بغداد؟

* يبدو أن الأسئلة مرتبة بشكل تكون إجاباتها أحدها مكمل للآخر، فما تتعرض وتعرضت له مدينة بغداد العاصمة بملايينها السبعة او الثمانية، من أعمال إرهابية مستمرة، ما كان ليكون بهذا الزخم لولا كون مناطق حزام بغداد بالتوصيف الذي اشرنا اليه قبل قليل، واثبتت التحقيقات والمتابعات التي قامت بها الأجهزة الأمنية المعنية أو الجهات الحيادية، أن معظم العمليات الإرهابية وخصوصا السيارات المفخخة مصدرها مناطق حزام بغداد، كما اثبتت أن مضافات تنظيم داعش الإرهابية موجودة وبكثافة في تلك المناطق، وبعلم ودعم من جهات عشائرية وشخصيات سياسية تقطن تلك المناطق، وتوفر للعناصر الإرهابية أغطية مناسبة تؤمن تحركها وبالتالي قيامها بتنفيذ العمليات الإرهابية في داخل مدينة بغداد أو على تخومها، او باتجاه محافظات الوسط والجنوب، والوضع الامني لمحافظات كربلاء وبابل وواسط مرتبط أيضا بالنشاط الإرهابي في مناطق حزام بغداد، التي كانت تعد مصدرا لمعظم الهجمات الإرهابية في تلك المحافظات وبغداد، بل وتعدى الأمر لتحرك الإرهابيين من مناطق حزام بغداد صوب محافظات الجنوب والفرات الأسفل، كلما امكنهم ذلك.

وجود الخلايا النائمة، والعناصر الارهابية بنطاق واسع في فترات سابقة .. كيف تم التعاطي معه؟

* الحقيقة أن الارتباك الأمني يرتبط بالارتباك المؤسسي، ولذلك فإن التعاطي مع الإرهاب في مناطق حزام بغداد من قبل الأجهزة المعنية اتسم بالمد والجزر في الفترات الماضية، كما تأثر كثيرا بالحراك السياسي، وكلما هدأت الجبهة السياسية قلت نشاطات الجماعات الإرهابية، وهذا الأمر يؤكد الوجه السياسي للنشاط الإرهابي في المنطقة، ومعلوم أن ساسة أحد المكونات الاجتماعية كانوا يستخدمون هذه الورقة في الضغط للحصول على مكاسب سياسية، كما ان تأثير وجود القوات الأجنبية المحتلة قبل عام 2011 كان واضحا في إسناده للجماعات الإرهابية أو التواطؤ معهم، كلما اراد المحتل صياغة تصوراته للعملية السياسية في بغداد بالشكل الذي يريده.

الى أي مدى ساهم ضرب اوكار الارهابيين في حزام بغداد بتعزيز نتائج المعارك ضد داعش في مدن ومناطق اخرى؟

* حسنا فعلت القوات الأمنية وقياداتها في الجيش والشرطة والحشد الشعبي، حينما أمنت أولا وبشكل جيد مناطق حزام بغداد وكسرت شوكة الإرهاب وحواضنه فيها، وكان من مؤدى ذلك أن أمنت تلك القوات مدينة بغداد بشكل مقبول الى حد ما، كما أمنت ظهرها وهي تتجه لتحرير باقي المناطق التي سيطرت عليها العصابات ألإرهابية.

من هي ابرز القيادات الارهابية التي تم تصفيتها بالقتل او الاعتقال؟

* لقد كسرت شوكة الإرهاب في مناطق حزام بغداد، وفقد أبرز قياداته في معارك التطهير وليس هناك قوائم بأسماء الذين قتلوا في تلك المعارك، لكن الشيء المؤكد أن تلك العصابات فقدت القيادة والسيطرة، وكان عليها إنتاج جيل جديد من القادة، الذين هم أيضا تعرضوا الى ضربات ماحقة، جعلتهم يترنحون، خصوصا بعد تحرير الفلوجة وقبلها الكرمة والصقلاوية وجرف النصر واللطيفية.

هل هناك آليات وخطط تضمن عدم عودة الارهابيين الى مناطق حزام بغداد مرة اخرى؟

* يبدو أن هناك عزما لا يلين لعدم عودة الإرهاب الى مناطق حزام بغداد، لكن بالمقابل فإن هناك شكلا من أشكال التهاون والتساهل في عودة الإرهابيين وأسرهم الى مناطق حزام بغداد، وهو ما تقوم به أجهزة الحكومة وبعض قيادات المناطق تحت ضغط من الإعلام المعادي وبعض النواب والساسة من أبناء أحد المكونات الاجتماعية، ونشير في هذا الصدد أيضا الى أن بعض مناطق حزام بغداد وخصوصا في شمال بغداد وشمال غربها، ونعني بها الطارمية والمشاهدة والنباعي ومقتربات الثرثار شمالا، وغرب بغداد في الرضوانية والزيدان وصدور اليوسفية وصولا الى شاطئ الفرات غربا، ومناطق عرب جبور والسيافية وصولا الى حافات محافظتي واسط وبابل جنوبا، نقول إن هذه المناطق لم تشهد عمليات تطهير جدية منسقة، ولذلك فإن القوات المسلحة هناك تتعرض باستمرار الى عمليات إرهابية لكن ليس بشكل مقلق، غير أن الحاجة ماسة للقيام بجهد منسق وواسع يكون فيه السكان والحشد الشعبي أطرافا رئيسية، سواء بمسك الارض أو في الجهد الاستخباري.

كيف تقيمون مشاريع وخطط اعادة الاعمار وتوفير الخدمات لمناطق حزام بغداد بعد تأمينها امنيا؟

* خطط الإعمار في المناطق المحررة ترتبط بعدة عوامل، أهمها استكمال استتباب الأمن فيها، إذ لا يعقل أن يتم الإنفاق على مناطق ما تزال مسارح للعمليات، والثاني يرتبط بتوفر الأموال، سواء من قبل الدولة ووكالاتها المتخصصة، أو من قبل الجهات الخارجية المانحة، والثالث يرتبط بمدى تعاون السكان مع الدولة، سواء في القتال المباشر أو بكشف العناصر الإرهابية، والرابع ان هناك حاجة لجهد إعلامي وتثقيفي يؤكد على أهمية السلم المجتمعي كمقدمة لعملية إعمار المناطق المحررة، واذا كانت مؤشرات العوامل المذكورة إيجابية فإن عملية الاعمار ستفرز نتائج ايجابية، لكن على العموم فإن نيات الدولة مطمئنة في هذا الشأن الى حد ما.

السؤال الاخير عن آخر مستجدات معارك تحرير الموصل.

* الإجابة عن هذا السؤال يمكن استقاؤها من بشارات النصر الناجز، وأحسب أن الموصل ستتحرر اسرع مما توقعه القادة الأمريكيون، بل والعراقيون أيضا، لأن فعل المقاتل العراقي، وشجاعته الأسطورية وتضحياته النادرة، سبقت تلك التوقعات بفارق توقيتي وزماني كبير..الموصل قريبا حرة بإذنه تعالى وهمة العراقيين وكل هذا بفضل فتوى الإمام السيستاني دام وجوده المبارك.