كشفت صحف أميركية بارزة أن ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب هي بصدد مناقشة طرح يدعو الى تصنيف قوات حرس الثورة الايرانية "بالمنظمة الارهابية"، وفق زعمها، وذلك تزامناً مع النقاشات التي تدور حول وضع حركة "الاخوان المسلمين" في الخانة نفسها. غير أنها اشارت الى أن هذا التصنيف لقوات حرس الثورة في ايران يحظى بدعم قوي من البيت الابيض، بينما تراجع الزخم لاتخاذ تلك الخطوة ضد الاخوان المسلمين. في وقت أقر فيه جنرال أميركي سابق معروف بفقدان واشنطن الى مقاربة شاملة لمحاربة التنظيمات الارهابية، محذرًا ايضًا من أن ايران والصين وروسيا أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لنظام الهيمنة الاميركية على العالم.
*واشنطن تدرس تصنيف قوات الحرس الثوري الايراني بـ"المنظمة الارهابية"
كشفت "صحيفة نيويورك تايمز" في تقرير منقول عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين ان ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تدرس موضوع ادراج قوات حرس الثورة الايرانية على لائحة "التنظيمات الارهابية"، وذلك يترافق مع مناقشة البيت الابيض إدراج حركة "الاخوان المسلمين" في الخانة نفسها.
ولفت التقرير الى أن أعضاء "الحزب الجمهوري" في الولايات المتحدة يدعون الى تصنيف قوات حرس الثورة بـ"المنظمة الارهابية" بغية توجيه رسالة الى ايران علماً أن قادة من قوات حرس الثورة و"فيلق القدس" سبق أن وضعوا على "لائحة الارهاب".
وأشار الى أن الزخم حيال ادراج "الاخوان المسلمين" في هذه الخانة تراجع بعض الشيء في الأيام الأخيرة وسط اعتراضات من مسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي الاميركي على هذه الخطوة لأنها قد تغضب الحلفاء في المنطقة. ونقل التقرير عن مسؤولين سابقين معلومات تفيد بتأجيل التوقيع على القرار حتى الاسبوع المقبل، وذلك بعد ان كان من المنتظر ان يتم التوقيع عليه يوم الاثنين الفائت.
وتحدث التقرير أيضاً عن ضغوط يتعرّض لها ترامب من حلفاء يرغبون باتخاذ هذه الخطوة ضد الاخوان المسلمين، مشيراً الى أن ترامب أجرى حديثاً هاتفياً مع كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وحاكم دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكذلك الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز (وهم يعتبرون جميعاً من المعادين للاخوان المسلمين). بالاضافة الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان (المقرب من الاخوان المسلمين) يوم الثلاثاء الماضي.
*تداعيات العملية العسكرية الاميركية الأخيرة في اليمن
صحيفة "نيويورك تايمز" ايضاً نقلت في تقرير عن مسؤولين اميركيين بأن اليمن سحب موافقته على مشروع قيام الولايات المتحدة بعمليات عسكرية خاصة ضد الجماعات الارهابية في البلاد، وذلك بسبب وقوع ضحايا مدنيين خلال العملية البرية للقوات الاميركية أواخر الشهر الماضي.
وقال التقرير إن تعليق هذه العمليات العسكرية يعد نكسة للرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي أوضح بأنه ينوي تصعيد العمل العسكري ضد "العناصر المتطرفة". وأضاف إن هذا التطور يطرح تساؤلات عمّا إذا كانت وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" ستحصل على موافقة من الرئيس الاميركي لاعطائها المزيد من حرية اختيار وتنفيذ العمليات ضد من أسماهم "الارهابيين في اليمن"، وذلك بعد ان فشلت بالحصول على هذه الموافقة من الرئيس السابق باراك اوباما.
وتابع إن "القيمة الاستخباراتية للمعلومات التي حصلت عليها القوات الاميركية جراء العملية الأخيرة في الحرب مع تنظيم القاعدة في اليمن ليست واضحة".
التقرير لفت الى ما قاله وزير الخارجية اليمني في الحكومة اليمنية غير الشرعية (حكومة هادي) عبد الملك المخلافي حيث أدان الغارة الاميركية في تغريدة له عقب حدوثها ووصفها بأنها "عملية قتل خارج نطاق القانون". كما أشار الى ما قاله "السفير اليمني لدى الولايات المتحدة" احمد بن مبارك (وهو ايضاً في حكومة هادي غير الشرعية) في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، حيث كشف بأنه أعرب عن قلقه من العملية الاميركية خلال اجتماع مع السفير الاميركي لدى اليمن جرى في الرياض في الثاني من شباط /فبراير الجاري.
ونبّه التقرير الى "التحذيرات التي اطلقتها بعض الجهات من أن العملية الاميركية الاخيرة ستستغل من قبل "القاعدة" لتعزيز المشاعر المعادية لاميركا واستقطاب المزيد من الاتباع"، مشيراً الى "التقرير الذي صدر عن مجموعة الازمات الدولية يوم الخميس الماضي والذي حذر من ان استخدام القوات الاميركية بهذه الطريقة ووقوع اعداد كبيرة من الضحايا المدنيين يدعم خطاب تنظيم "القاعدة" الذي يزعم بأنه يدافع عن المسلمين ضد الغرب، بالتالي قد يعزز المشاعر المعادية لاميركا ويستقطب المزيد من المجندين للقاعدة"، حسب تعبير التقرير.
*الصين وايران وروسيا تهدد نظام الهيمنة الاميركية على العالم
الجنرال الاميركي الذي سبق أن تولى منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "David Petreaus" كتب مقالة نشرتها مجلة "Politico"، حذر فيها من أن النظام العالمي "الذي صنعته الولايات المتحدة" بعد الحرب العالمية الثانية هو في خطر.
وقال الكاتب إن هذا النظام العالمي يواجه "تهديداً غير مسبوق من جهات متعددة"، بما فيها ما اسماها بالقوى "الرجعية"، وكذلك ما وصفها بـ"المنظمات المتطرفة كـ"داعش" و"القاعدة""، اضافة الى التكنولوجيا التي "تحد من قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن نفسها وعن مصالحها".
كما رأى أن عاملاً آخر يهدد النظام العالمي "المصنوع اميركياً" بتقويض هذا النظام جراء "فقدان الثقة الذاتية والتصميم والوضوح الاستراتيجي من قبل اميركا" لناحية مصلحتها الحيوية بالحفاظ على هذا النظام العالمي وحمايته.
وقال إن التحدي الاكبر للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة يتمثل بصعود عدد مما وصفها بالقوى "الرجعية"، وان الاميركيين مدركون لهذا التطور لكنهم امتنعوا عن مواجهته. وأضاف "هناك دول معينة تريد أكثر فأكثر مواجهة النظام العالمي "المصنوع اميركياً" مع تزايد قوتها"، مشيراً بشكل خاص الى الصين وايران وروسيا، حيث قال إن "هذه الدول تعمل عن انشاء منطقة نفوذ في محيطها المجاور والتي تعد ذات اهمية استراتيجية حيوية بالنسبة للولايات المتحدة".
وحول ما أسماها بـ"المنظمات الارهابية المتطرفة"، أكد الكاتب انها "تشكل خصماً لا مثيل له في التاريخ، وان اميركا تفتقد الى مقاربة شاملة لمحاربة هذه الجماعات"، مشدداً على "ضرورة الادراك بأن النجاح في الحرب ضد الجماعات المتطرفة يتطلب "تكذيب" ايديولوجية "التطرف الاسلامي"" بحسب تعبيره. وأكد أن "حليف اميركا الأهم في هذه الحرب هم الغالبية الساحقة من المسلمين الذين يرفضون "القاعدة" و"داعش"، وعلى عدم السماح لـ"داعش" بأن تصور هذه الحرب على انها صراع بين الحضارات حيث تشن اميركا حرباً على الاسلام".
كذلك حذر الكاتب من أن "الصين و ايران و روسيا تقوم بتطوير اسلحة ستصعب قدرة الولايات المتحدة على نشر القوة في "المناطق الحيوية" و على الايفاء بالتزاماتها الامنية"، منبهاً من "تراجع التصميم الاميركي بالدفاع عن نظام الهيمنة الاميركية يتزامن وتزايد خطورة التهديدات لهذا النظام". وختم مؤكداً أن "روسيا بالتحديد قادرة على شن "حرب ايديولوجية" تؤدي الى "تآكل العالم الاوروبي الاطلسي من الداخل".