الفقاعات الاميركية
مهدي منصوري
ثبت وبالقين ان اميركا وذيولها من بعض الدول لا تريد الاستقرار والامن للمنطقة. ولم يكن الامر جديدا بل انه من مخلفات ادارة بوش التي أسست لهذا الامر وبفذلكة تفجير الحادي عشر من سبتمبر الذي مهد لحرب على العراق وافغانستان ووماتلاها من تشكيل المجاميع الارهابية ابتداء بالقاعدة وانتهاء الى ما نراه اليوم من مجاميع اتفقت اهدافها واختلفت مسمياتها، وهو ما صرحت به عدة مصادر استخبارية اميركية بالاضافة الى ما اكدته مرشحة الرئاسة الاميركية كلينتون وفي اكثر من مناسبة ان "داعش" الارهابي هو من صناعة الادارة الاميركية.
ولذلك وبناء على ما تقدم فان الولايات المتحدة اليوم تريد عمل المستحيل من اجل ان تبقى هذه سكين الارهاب مغرزة في ظهر شعوب المنطقة بحيث يمكن الاستفادة منها في تحقيق اهدافها واغراضها الذي اعدتها من قبل وفي اي وقت وزمان كان.
ولكن الصدمة الكبرى التي تلقتها وبصورة لم تتوقعها لاهي ولاحليفاتها هو انهزام المجاميع الارهابية امام الضربات المتلاحقة والماحقة في كل من العراق وسوريا، بحيث اخذت تفقد مواقعها الواحدة تلو الاخرى، رغم كل الامكانيات والمعدات التي زودت بها من قبل اميركا والسعودية وغيرها من الدول، وبطبيعة الحال وكما تشير المعلومات ان كل من العراق وسوريا قد صممتا على دحر الارهاب وطرده من اراضيهما، كما اعلن ذلك بالامس الرئيس الاسد بان الجيش السوري سيطارد الارهابيين ويحرر حلب من دنسهما، ولم يكن امامهم سوى طريقا واحد اما الموت على الارض السورية، او العودة الى تركيا التي جاؤوا منها. وبنفس المنوال ما يجري في العراق اليوم من استعدادات لطرد الارهابيين من آخر معقل لهم وهي الموصل.
اذن وامام هذه الصورة القاتمة والمؤلمة لاميركا وحلفائها، فلذلك تحاول انقاذ هذه المجاميع الارهابية بأي طريقة كانت لانها تدرك ان عودة هؤلاء القتلة والارهابيين سيشكل خطرا كبيرا على امنهم واستقرارهم، ولذلك وكما اكدت مصادر اميركية ان اوباما قد اجتمع بالامس مع القيادات الامنية من اجل اتخاذ قرار وذلك بوضع خيارات عدة منها التدخل العسكري.
ولكن والذي يعرفه الجميع ان اميركا اليوم في وضع لا يسمح لها ان تشعل حربا في المنطقة او في اي مكان في العالم لعدة معطيات اهمها ان الوضع الاقليمي والدولي لا يسمح باشعال مثل هذه الحرب، لما ستسببه من اضرار اقتصادية وسياسية كبيرة لم تعد تتحملها الدول، ولان سياسة القطب الواحد والتي كانت عاملا مساعدا في عام 2001 لان يشن بوش حربا على العراق وافغانستان لم تكن موجودة لان روسيا والتي دخلت على خط مكافحة الارهاب وبقوة ستكون في المواجهة خاصة وانها قد عززت تواجدها العسكري في سوريا من خلال فتح الحكومة السورية المجال امامها باستخدام قاعدة حميميم الجوية. لذلك يمكن القول ان التهديد الاميركي وفي ظل هذه الظروف الاقليمية المعقدة لم يكن سوى فقاعات سرعان ما تتفجر في الطريق، وتقع ضمن ممارسة الضغوط من اجل تخفيف الزخم العسكري الضاغط على الارهابيين.