الصحف الأجنبية: التصعيد الاميركي في سوريا ضد روسيا وصل إلى ذروته
رأى صحفيون غربيون مختصون بالشأن العسكري ان الولايات المتحدة لجأت إلى التصعيد بعد اعلان واشنطن تعليق المحادثات مع موسكو حول سوريا، مشيرين إلى أنه قد يكون من الافضل لواشنطن عدم التدخل خاصة في ظل ما وصفوه بالمشهد الضبابي في سوريا، اذ ان ما يسمى بـ "المعارضة المعتدلة" ترتكب الفظائع.
وحذرت مجموعة بارزة تعمل في مجال الاستشارة الامنية والاستخباراتية من إمكانية اندلاع مواجهة روسية اميركية في ظل النشاط الجوي لكلا البلدين في سوريا، فيما لفتت صحف اميركية بارزة إلى ان اوباما قد لا يكون مستعداً للتصعيد في سوريا.
مخاطر التصعيد الاميركي في سوريا
وكتب Dave Majumdarمحرر الشؤون العسكرية في موقع "National Interest" مقالة، رأى فيها ان التوتر بين روسيا و اميركا وصل إلى الذروة بسبب الحرب في سوريا، خصوصا بعد القرار الأميركي تعليق المحادثات مع موسكو حول وقف اطلاق النار في سوريا. كما لفت إلى قرار موسكو تعليق الاتفاق على تدمير 34 طنًّا من مادة البلوتونيوم العالي التخصيب الذي يستخدم بانتاج السلاح، وهو اتفاق تم التوصل اليه خلال العام 2000.
الصحف الأجنبية: التصعيد الاميركي في سوريا ضد روسيا وصل إلى ذروته
وأشار الكاتب إلى وجود العديد من الاصوات في واشنطن التي تطالب بالتصعيد الاميركي في سوريا – او ما يسمى بخطة ب – بسبب انهيار اتفاق وقف اطلاق النار. واوضح ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ومعاونيه لا يملكون الكثير من الخيارات، والخيارات الاربعة التي يتم طرحها هي منطقة حظر للطيران، المناطق الآمنة، مهاجمة القوات الجوية السورية، وتكثيف تسليح من اسماهم "المتمردين السوريين. وحذر من ان كل تلك الخيارات تحمل معها خطرا تصعيديا كبيرا قد يؤثر سلباً على الولايات المتحدة.
ورأى الكاتب ان خيار إقامة منطقة حظر للطيران سيؤدي إلى مخاطر حقيقية، سواء من الناحية القانونية او العسكرية. وأضاف الثغرات القانونية للخيار تتمثل بان الولايات المتحدة ليست بحالة حرب مع سوريا، كما انه ليس هناك اي قرار اممي يأذن للقوات الاميركية بشن بعمليات عسكرية داخل سوريا.
وقال إن اي منطقة حظر طيران او منطقة آمنة ستتطلب قيام الطائرات الحربية الاميركية باعتراض وربما اسقاط طائرات حربية روسية و سورية تحاول دخول المنطقة المحددة، محذرا من ان واشنطن في هذه الحالة سيترتب عليها الرهان على رضوخ موسكو لخيار إقامة منطقة حظر طيران تفرضها اميركا. كما اشار الى ان واشنطن تتجنب الحرب مع روسيا، معتبرا ان موسكو هي القوة الوحيدة التي يمكن ان تقضي على الولايات المتحدة من خلال هجوم نووي.
على ضوء هذه المعطيات، استبعد الكاتب ان يكون اوباما مستعداً للمجازفة بحرب مع دولة نووية قبل اربعة اشهر من مغادرته البيت الابيض، خصوصا انه ليس لدى اميركا الكثير من المصالح الحيوية في الأزمة السورية.
كما رأى الكاتب ان قيام القوات الاميركية بمهاجمة سلاح الجو السوري سيكون الخيار الأسوأ بالنسبة لواشنطن، لافتاً الى الصعوبات العسكرية في هذا الاطار.
واوضح ان واشنطن تدرك تماما ان موسكو لن تقف متفرجة بينما تقوم القوات الاميركية باستهداف الجيش السوري، مشيرا إلى وجود مستشارين عسكريين روس مع الجيش. وتابع ان موسكو لن تسمح بتدمير الجيش السوري، مستشهداً بما قالته عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية "Maria Zakharova" إن التدخل الاميركي ضد الرئيس الاسد "سيؤدي إلى عواقب رهيبة ليس فقط في سوريا بل المنطقة بأكملها".
ولفت الكاتب إلى ان الرد الروسي لن ينحصر باستهداف القوات الاميركية، بل ان ترسانة موسكو العسكرية تمكنها من استهداف القواعد الاميركية في قطر والامارات وتركيا، مضيفا ان الاسطول الروسي في البحر الاسود وكذلك اسطول بحر قزوين يمكنهما ضرب هذه الاهداف بسهولة.
وقال إنه "من الافضل لواشنطن ان تمارس سياسة ضبط النفس قبل شن حرب جديدة ضد قوة نووية، خاصة في ظل المشهد الضبابي في سوريا، إذ ان ما يسمى بـ "المعارضين المعتدلين" المدعومين من الحكومة الاميركية تقوم بقطع رؤوس الاطفال، لذلك قد تكون السياسة الافضل للولايات المتحدة عدم التدخل.
مخاطر التصادم الاميركي الروسي في سوريا
بدورها، أشارت مجموعة صوفان للاستشارات الامنية والإستخباراتية إلى ان روسيا وجهت تحذيراً في 1 تشرين الاول/اكتوبر الماضي لمنع الولايات المتحدة من استهداف قوات الجيش السوري في حلب"، وذكر ما نقلته وسائل الاعلام الروسية عن مسؤولين روس ان استهداف الجيش الاميركي لقوات الجيش السوري ستكون له تداعيات مروعة على مستوى سوريا وكذلك المنطقة.
واعتبرت المجموعة ان "التحذير الروسي هذا يمثل تهديدا واضحا بان دولًا اخرى غير سوريا قد تتأثر اذا ما اقدم الجيش الاميركي على مهاجمة الجيش السوري"، محذرة من احتمال قيام نزاع اميركي روسي مباشر في سوريا، إذ ان كلا البلدين يقومان بعمليات عسكرية بهذا البلد، خلافاً للحروب الاخرى التي كانت تخاض بالوكالة بينهما. وقالت "كل ما طال النشاط العسكري الروسي والاميركي في الاجواء السورية، كلما ازداد خطر المواجهة المباشرة سواء عن طريق الخطأ او بشكل متعمد".
كذلك، لفتت المجموعة الى ان الولايات المتحدة تنفذ عمليات عسكرية في سوريا استناداً إلى قانون "AUMF” لمحاربة الارهاب"، مضيفة أن الولايات المتحدة لا تملك تبريرا قانونيا لاستهداف الجيش السوري الا في حال الدفاع عن النفس". وقال إن "المجموعات المسلحة لا تلتفت الى هذا الموضوع وتحاول التركيز فقط على ضرورة تدخل اميركا من اجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد"، و عليه رأت ان الولايات المتحدة ستجد نفسها عالقة بين مجموعات مسلحة لا تثق بها من جهة، وروسيا التي تواصل دعمها للحكومة السورية من جهة اخرى.
اوباما قد لا يكون مستعداً للتصعيد في سوريا
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلت عن خبراء اميركيين مختصين بالشأن الروسي، ان التعاون مع روسيا في الملف السوري كان الفرصة الاخيرة لادارة اوباما بوقف تدهور العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن. ونقل عن هؤلاء ان العداء الروسي تجاه اميركا "حقيقي وفي تزايد مستمر"، و"سيكون قوة الدفع وراء السياسة الخارجية الروسية لأعوام مقبلة".
وقالت الصحيفة ان الاعلان الاميركي عن تعليق المحادثات مع روسيا بشأن سوريا، لم يشر اطلاقاً الى الخطوات التي قد تتخذها الولايات المتحدة لدعم ما يسمى بـ "المعارضة السورية" من خلال توفيرها باسلحة مضادة للطيران او "فرض عقوبات اقتصادية لمعابقة المنظمات الروسية التي تساعد الحكومة السورية"، حسبما ورد في التقرير.
واشار تقرير الصحيفة الى ان ادارة اوباما قد اعلنت عن دراستها كافة الخيارت، مضيفة انه "ليس واضحاً مدى رغبة البيت الابيض بتنفيذ هذه الخيارات، إذ ان اوباما لا يريد التدخل في الحرب السورية او ان يجازف بالمواجهة مع الجيش الروسي.
وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى ان فرنسا تحاول تمرير مشروع قرار في الامم المتحدة يدعو الحكومة السورية إلى وقف قصفها الجوي والسماح بادخال المساعدات الانسانية.
واوضحت ان السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين اكد ان الضربات الجوية لن تتوقف في المرحلة الحالية، إذ قال ان "جبهة النصرة" اخذت شرق حلب "رهينة" وان التدخل الروسي اوقف تقدم هذه الجماعات.كما لفتت الى تصريح تشوركين ان روسيا تحاول ان تمنع "الرايات السوداء من ان ترفرف فوق دمشق".
اعتقال مشبته في اميركا اتهم بدعم داعش
من جهتها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن السلطات الأميركية اتهمت احد سكان ولاية "Maryland" الاميركية بتقديم الدعم المادي لتنظيم "داعش" الإرهابي عبر تخطيطه لقتل احد افراد الجيش الاميركي، وذلك حسبما افاد مسؤولون في مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI". واوضحت الصحيفة ان المتهم يدعى "NelashMohamad Das" وهو بنغلاديشي.
كما ذكرت ان احد عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي قدم للمتهم مسدسًا حين وصل في الـ30 ايلول/سبتمبر الماضي الى احد المنازل بولاية "Maryland"، حيث كان يعتقد بان المنزل هو الذي يقطنه الجندي الاميركي الذي كان ينوي قتله، وذلك قبل ان يتم اعتقاله.
واضافت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين ان "Das" استخدم وسائل التواصل الاجتماعي من اجل التعبير عن دعمه لـ"داعش" منذ اكثر من سنة، بما في ذلك دعم الهجمات الارهابية في باريس وكاليفورنيا. كما أكد المسؤولون ان "Das" كان يشكل خطراً حقيقياً، اذ كان ينوي قتل احد افراد الجيش الاميركي.