وفور اعلان مديرية الشرطة الفرنسية حظر التظاهرة سارع المنظمون الى الطعن بالقرار امام القضاء الاداري، الا ان المحكمة الادارية اعلنت رفض الطعن، مما يبقي امام المنظمين بابا واحدا للمراجعة القضائية هو باب مجلس الدولة.

وكان وزير الداخلية "برنار كازينوف" دعا المنظمين الى "العدول عن التظاهرة" التي كان مقررا ان تجري في ساحة الجمهورية بوسط العاصمة، وذلك لوجود "مخاطر جدية بأن تزعزع النظام العام وتحدث خلالها صدامات" – حسب زعمه. وحذر الوزير من انه "لن يتم التساهل مع اي صدامات او تعبير عن حقد".

ومنظمو هذه التظاهرة، وبينهم "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" (ان بي ايه)، هم انفسهم منظمو التظاهرة التي جرت في 19 تموز/يوليو الجاري، وشارك فيها الالاف على الرغم من ان السلطات حظرتها.

واصيب في تلك التظاهرة 17 شرطيا ودركيا بجروح واعتقلت السلطات 44 شخصا.

وجدد "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" الدعوة الى المشاركة في التظاهرة، مناشدا "جميع القوى الديموقراطية والسياسية والنقابية والتجمعية الى الوقوف ضد هذا الحظر" والمشاركة في التظاهرة التضامنية مع غزة.

وفي اميركا، فقد تظاهر عشرات الآلاف في الولايات المتحدة الاميركية وتحديدا في نيويورك ، تنديدا بعدوان كيان الارهاب الصهيوني الذي يرتكب أفظع الجرائم واكثر ضراوة ضد ابناء الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة وطالبوا بوقف دعم وتاييد الادارة الاميركية السافر لتل ابيب في عدوانها و ممارساتها الوحشية.

ونقلت وكالة رويترز بان نحو (3) آلاف شرطي اميركي حاولوا محاصرة المتظاهرين المحتجين الذين نظموا التظاهرة في الشوارع المكتضة المنتهية بميدان "تايمز" بنيويورك، حيث حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ويافطات تندد بالارهاب الصهوني ضد الابرياء في قطاع غزة ، و رددوا شعارات من قبيل" فلسطين حرة"، "الاحتلال جريمة"، "أوقفوا الحرب والقتل" و"تحيا فلسطين"، كما طالبوا بوقف الحكومة الاميركية مساعداتها ودعمها لتل ابيب.

واعلن احد المشاركين في هذه التظاهرة الاحتجاجية عن سعي المتظاهرين لكسر الحصار ووضع نهاية لعمليات الابادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والسماح للفلسطنيين بالعيش كما تعيش الشعوب الاخرى في العالم.

وفي اميركا اللاتينية، فقد عقد المؤتمر الشعبي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ويوم القدس العالمي لدعم الشعب الفلسطيني في غزة في العاصمة البرازيلية برازيليا وذلك بمشاركة عشرات المنظمات والمؤسسات الشعبية .

وتحدث في المراسم ممثلون عن السفارات الايرانية والسورية والفلسطينية والكوبية وكوريا الشمالية ورئيس مركز التضامن العالمي مع الشعوب والنضال من اجل السلام ورئيس الحركة الاجتماعية الديمقراطية في البرازيل.

وشرح المتحدثون جرائم الكيان الصهيوني خلال العقود الستة الاخيرة وحرمان الشعب الفلسطيني المظلوم من ابسط حقوقه الانسانية واعتبروا الجرائم الصهيونية الاخيرة في غزة مصداقا بارزا على عمليات الابادة والجرائم ضد الانسانية مدينين ذلك بشدة .

وفي القارة السوداء، فقد احيا ابناء الشعب النيجيري يوم القدس ودعما لغزة وخرجت مسيرات في نحو عشرين مدينة نيجيرية، كانت أضخمها في مدينة "زاريا" حيث قدر المشاركون فيها بثلاثين ألف متظاهر، وبشكل مفاجئ جرى اطلاق النار على المتظاهرين ما أدى الى سقوط عشرة شهداء ونحو أربعين جريحا.

كما تظاهر الاف الاشخاص في شوارع كانو، ثاني كبرى مدن نيجيريا، تنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة وتضامنا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لـ"ابادة جماعية"، بحسب ما قال منظمو التظاهرة.

وارتدى المتظاهرون الرجال الابيض بينما ارتدت النسوة الاسود وسار الجميع في موكب اخترق شوارع المدينة لمسافة ستة كيلومترات، وذلك تلبية لدعوة اطلقتها "الحركة الاسلامية في نيجيريا". وردد المتظاهرون هتافي "الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل".

وقال قائد التظاهرة محمد توري في بيان وزع على المتظاهرين ان "اخواننا واخواتنا في فلسطين يتعرضون في غزة لقصف بلا رحمة من قبل دولة اسرائيل غير الشرعية"، متهما الكيان الصهيوني بارتكاب "ابادة جماعية" بحق فلسطينيي القطاع.

ودعا توري من جهة اخرى النيجيريين على اختلاف طوائفهم الى الاتحاد لانهاء "جرائم القتل الجماعية التي ترتكب بدم بارد، باسم ما يسمى جماعة بوكو حرام".

وفي مالي خرج عشرات الآلاف من ابناء شعب مالي الغاضبين في مسيرات حاشدة بيوم القدس العالمي تنديدا بالعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة.

والى اليمن، حيث أكد زعيم حركة انصار الله عبد الملك الحوثي ان العدوان الصهيوني على قطاع غزة ارتكز على الدعم الاميركي والغربي وعلي التواطؤ العربي، معتبرا من يتجاهل ما يحصل في غزة بانه متجرد من الانسانية والدين والقيم، موضحا أن ما يجري في فلسطين اختبار حقيقي للامة.

وقال الحوثي في كلمته في مسيرة يوم القدس العالمي باليمن ، إن الشعب اليمني يعبر عن اصالة الانتماء بمشاركته في مسيرة يوم القدس، قائلا إن مصيرنا واحد وقضيتنا واحدة وعدونا واحد ونخرج في هذا اليوم نصرة للأقصى الشريف والمقدسات.

واضاف إن من يحمل المبادئ لا يمكن ان يسكت على ما يجري في غزة، مبينا أن في احداث فلسطين تعرت وانكشفت المؤسسات الدولية، وكذلك هو اختبار حقيقي للامة.

ولمناسبة يوم القدس العالمي نظم حزب الله وقفة تضامنية شارك فيها حشد من العلماء المسلمين السنة والشيعة في بلدة مروحين الجنوبية قرب السياج الحدودي مع فلسطين المحتلة، تخللها رفع راية عملاقة لفلسطين قبالة مواقع العدو الصهيوني.

وألقى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق كلمة قال فيها: إن غزة تدهش العالم بصمود مقاومتها، وهي اليوم بمعادلة المقاومة قوية وعزيزة وتحمل جراحها لتصنع الانتصار التاريخي، مشيراً الى أن المقاومة في لبنان كما انتصرت وصنعت المفاجآت والمعجزات في تموز عام 2006 فإن المقاومة في غزة اليوم في تموز 2014 ستنتصر وتصنع المفاجآت والمعجزات والمعادلات والانتصارات الكبرى من خلال قصفها لديمونا وأسدود ومطار بن غوريون وتل أبيب.

ولفت قاووق الى أن العالم كله يشهد اليوم أن جيش إسرائيل قد تقزّم وانهزم على أعتاب غزة، ولكن غزة المنتصرة والتي تخضبت بدم الشهادة تتحسر اليوم عن حجب العرب للسلاح عنها في الوقت الذي يتدفق فيه سلاحهم ونفطهم لإشعال نار الفتنة في العراق وسوريا. معتبرًا أن غزة بالأمس كانت تشتكي صمت العرب، أما اليوم فهي تشتكي المتآمرين والمحرضين العرب، فالذين تآمروا علينا في لبنان في تموز عام 2006 هم أنفسهم يتآمرون على أهل غزة في عدوان تموز عام 2014.

وشدّد الشيخ قاووق على أن القدس كانت وستبقى قبلتنا وعنوان كرامتنا ومنتهي آمالنا وانتصاراتنا ولن نبدل تبديلا، وأن المقاومة في لبنان التي قدمت أغلى الشهداء على طريق فلسطين ستبقى مع شعب ومقاومة فلسطين وستبقى الناصر والداعم الأول لها وفي الموقع الأول لمساندتها ونصرتها ولن تبدل تبديلا، ولو اجتمعت علينا جيوش العالم لما تركنا مواقع النصرة والدعم والمساندة والمساعدة لشعب فلسطين والمقاومة الشريفة فيها، مؤكداً أن أحلى أماني حزب الله هي أن نقاتل ونستشهد على أرض فلسطين.

ثم ألقى رئيس الهيئة الإسلامية الفلسطينية الشيخ سعيد قاسم كلمة رأى فيها أننا في هذه الملحمة نلحظ جزع وهلع وخوف اليهود في كل فلسطين، فهم يخافون ويهربون ويبحثون عن ملاجئ أو مكان آمن فلا يجدون، وهذا إنما يبشرنا بأن النصر الذي وعدنا الله به آت وأنه سيأتي اليوم الذي سندخل فيه الى المسجد الأقصى ونحرر فلسطين كلها من قيد الاحتلال الذي بات اليوم بفضل ضربات المقاومة الموجعة يبحث عن سبيل الى مفاوضات السلام.

كما تحدّث رئيس جمعية منتدى الوحدة للتعاون الإجتماعي الشيخ عادل التركي، فأكد أننا لن نترك أهلنا في غزة وسنكون صفا واحدا سنة وشيعة مسلمين ومسيحيين وفي خندق واحد ضد هذا العدو الصهيوني المتغطرس لنحرر فلسطين كلها، وسنبقى على العهد والوعد أوفياء لفلسطين وللقدس التي نحن اليوم نحيي مناسبة يومها والذي هو يوم المستضعفين في غزة وفلسطين ولبنان.

ورفع العلماء المشاركون في الوقفة التضامنية أعلام لبنان وفلسطين ورايات حزب الله وصوراً ويافطات تحمل أقوالاً للإمام الخميني (رض ) خاصة بيوم القدس العالمي، وأخرى تتعلق بالعدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة.

وفي ختام الوقفة التضامنية رفع الشيخ قاووق وعدد من العلماء راية عملاقة لفلسطين مقابل مواقع العدو الصهيوني في مستوطنة زرعيت المقابلة لبلدة يارين.

وفي الاطار ذاته أحيا ابناء الشعب السوري ، ذكرى يوم القدس العالمي بمسيرة حاشدة انطلقت من مدخل سوق الحميدية بالعاصمة دمشق وصولاً إلى الجامع الأموي رافعين رايات المقاومة الفلسطينية والأعلام السورية والإيرانية ، وسط هتافات تندد بالعدوان الصهيوني الجائر على الشعب الفلسطيني ، ورددوا شعارات : "الموت لإسرائيل" ، مؤكدين السير في طريق المقاومة حتى تحقيق النصر.

وأقامت جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية وتحالف قوى المقاومة الفلسطينية، احتفالا جماهيريا أمام الجامع الأموي الكبير بدمشق وذلك بمشاركة فعاليات شعبية وممثلين عن القوى والفصائل والهيئات والمؤسسات الفلسطينية والسورية.