غزة هاشم سترسم مستقبل المنطقة
ما كانت غزة هاشم تحترق وتقتل بهذا الشكل الفجيع بنيران الحقد الصهيوني وعدوانه البربري لو لا تخاذل الاشقاء العرب وخيانة وتآمر بعضهم الاخر لمعاقبة مقاومتها واسكات صوتها لتصفية القضية والتخلص منها خدمة للكيان الصهيوني وتوفير الحماية له، لكن شاءت الاقدار ان ينقلب السحر على الساحر وتفاجئ المقاومة الفلسطينية القريب قبل البعيد في العالم بقوة وزخم صواريخها التي غطت جميع الاراضي المحتلة ولم تكن اية بقعة منها في مأمن من ذلك حيث هزت المجتمع الصهيوني في اعماقه ودفعته للاحتماء بالملاجئ وهو اليوم يعاني من انهيار نفسي كبير حيث فقد الثقة بقادته السياسيين والعسكريين لعجزهم في معالجة الموقف والتركيز على قصف المناطق السكنية في غزة وقتل الابرياء خاصة الاطفال بدل تدمير منصات الصواريخ ومواجهة المقاومين له وهذا ما اوقع اليوم الكيان الصهيوني في ورطة قاتلة وسبب له ولداعميه الدوليين والاقليميين فضائح مخزية حيث صنفوا في عداد داعمي جرائم الحرب التي يجب ان يحاسبوا عليها مستقبلا.
غير ان هؤلاء الداعمين للعدو الصهيوني الذين يتحملون قسطا من الجرائم المروعة في غزة وفي مقدمتهم اميركا وقعوا ضحايا حساباتهم الخاطئة بان العدو الصهيوني سيدمر منصات انطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية وسيجهز عليها خلال ايام حتى يدخل فاتحا لفرض شروطه وتسليم غزة للسلطة التي لا تخفي عداءها للمقاومة ونهجها وتنتهي الامور بسلام. لكن اليوم هو اليوم السادس عشر من هذا العدوان البربري الذي تعرضت له غزة وجرت فيها انهار من الدم لكثرة القصف الوحشي والمجازر الرهيبة التي ارتكبها العدو حيث حول الشجاعية الى منطقة منكوبة مذبوحة لكنها ستدخل التاريخ على انها صمدت ببسالة وقبرت المحتلين وها هم المقاومون من ابناء غزة الميامين يخرجون من تحت ارضها يفاجئون الغزاة الصهاينة ويدفعون بهم الى جهنم وبئس المصير وما يعلنه العدو عن خسائره هو اقل من الواقع بكثير لئلا يعمق من ورطته وتشدد ازماته الداخلية وهذا ما تفهمته واشنطن التي ظلت تتفرج لمدة اسبوعين سارعت لارسال وزير خارجيتها الى القاهرة لانقاذ العدو من ورطته عبر احياء المبادرة المصرية التي ولدت ميتة لانها ساوت بين المعتدي والمعتدى عليه وهذا خلافا لكل الاعراف والقوانين الدولية مما دفع بجميع الفصائل الفلسطينية ان ترفضها جملة وتفصيلا.
ومما يدمي القلب ان مصر التي عليها ان تلعب دور الشقيق لازالت تكابر وتجاهر بموقفها الخاطئ والمداهن للعدو بانها لا تعدل وكأنها في المبادرة وكأنه نص مقدس يجب على الفصائل الفلسطينيةان تقبله وتشطب على دماء مئات الشهداء وتتنازل عما حصدته في الميدان من انجازات عظيمة عندما سيطرت عليه وهذا ما دعا جون كيري وزير الخارجية الاميركي للمجيء الى القاهرة وتمديد زيارته لـ 24 ساعة اضافية وقد تكون مفتوحة للضغط بهدف التوصل الى وقف لاطلاق النار.
لكن على الوزير الاميركي ومن يسايره في هذا المشهد العدواني ان يدرك ان الميدان هو الذي يفرض الشروط وليس التهديد والضغوط، وان ملحمة غزة التاريخية وجسامة ضحايا وذبح طفولتها البريئة على يد ابشع واقسى المجرمين من الصهاينة كشفت بوضوح عجز العدو وهوانه وضعفه للوصول الى أي من اهدافه العدائية وبالصتالي كشفت هوية ادعياء البشرية من قادة الغرب وفضيحتهم على حقيقتهم من خلال دعمهم الاعمى لقادة العدو في الاستمرار بالعدوان وارتكاب المجازر المروعة ضدالمدنيين الابرياء من ابناء غزة. لكن الانكى من كل ذلك كشفت عورات النظام العربي الرسمي المخزية للغاية حيث اصبح الكيان الصهيوني جزءا من محورها وهذا ما يضع الجماهير العربية امام مسؤوليتها الانسانية والاسلامية والوطنية لغسل هذا العار والوصمةالسوداء.
على مصر التي قدمت من خلال مبادرتها اكبر خدمة للعدو المجرم وطغيانه ان يستمر في جرائمه عبر القصف الوحشي متذرعا برفض هذه المبادرة المجحفة من قبل الفصائل المقاومة ان تدرك ان مبادرتها اصبحت من الماضي وعليها ان ترضخ لواقع الميدان وشروط المقاومة الفلسطينية العادلة في احقاق حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وعزة عبر انهاء العدوان والحصار وفتح المعابر وهذا ما سيتجسد في جوهر المبادرة التي تتفاوض عليها الآن كل الاطراف في القاهرة لان ما سيتحقق من انتصار في غزة سيرسم ملامح المنطقة ومستقبلها.