kayhan.ir

رمز الخبر: 40963
تأريخ النشر : 2016June28 - 21:34

قطرة دم تراق ستزلزل المنامة


مايشم من رائحة الاجواء في الداخل البحريني ان الاوضاع ذاهبة الى التأزيم وليس للحل بسبب التصعيد الامني المتزايد للسلطة، خاصة وان السعودية التي تعتبرالبحرين محافظة من محافظاتها، مما يعكس ان العقول التي تفكر في تعقيد الازمة البحرينية هي سعودية والذي ينفذ هم حكام قبيلة بني خليفة، وواضح ايضا ان حكم القبيلة في البحرين قد اخذ مداه بحيث يعتبر كل الشعب البحريني وبكل طاقاته الفكرية والسياسية والعلمية عليهم ان يكونوا خدما لشيخ القبيلة وحسب، ولذلك وبناء على ما تقدم فان هذه الاخلاق الجاهلية لا تعرف سوى التعسف والتسلط وفرض الارادة بالقوة ولن تدع مجالا او تفتح اذانا امام اي لغة اخرى تعاكس او تخالف ما يراه الفكر القبيلي المتعجرف.

وواضح ايضا ان الاوضاع ونتيجة للممارسات القمعية الهوجاء التي تتعامل بها سلطات بني خليفة ضد الشعب البحريني الثائر وخلال فترة الاحتجاجات هي بعيدة كل البعد عن الاخلاق والاعراف الانسانية، وهي التي أوصلت الاوضاع الى ما هي عليه اليوم اي انها ساهمت وبشكل مباشر الى تأزيم الاوضاع وبصورة جعلت من ابناء هذا البلد ان يعيشون داخل ثكنة عسكرية تسمى البحرين.

وماجسده ابناء البحرين من وقفة بطولية بتضامنهم مع الشيخ عيسى قاسم ورفضهم لكل الاجراءات التعسفية التي صدرت بحقه من قبل حكومة بني خليفة كان امرا متوقعا ولو انه لازال ولحد الان تحت السيطرة بحيث وضع هذه الحكومة ومن يساندها في موقف صعب، ولكن وبدلا من ان يدفعهم الامر الى التفكير السليم بالبحث عن مخرج سلمي للازمة يحقن الدماء ويجنب البلد المزيد من الكوارث ، نجد ان الحكومة ذاهبة باتجاه العسكرة بمحاصرة مدينة الدراز - التي اصبحت حصنا منيعا من وصول الاذى للشيخ عيسى قاسم بسبب الموقف البطولي والرائع للشعب البحريني والذي شكل سياجا آمنا من خلال الاعتصام- وعززت الاجراءات الامنية وارفدت العشرات من الجنود والشرطة والمعدات والاليات بحيث شكلت حصارا قاتلا يشم منه انهم ينتظرون الاوامر التي ستصدرها الرياض لتنفذها حكومة المنامة ضد الثوار من ابناء الشعب البحريني لارتكاب مجزرة دموية بحيث ينقلب فرصة عيد الفطر السعيد القادم الى مأتم عزاء.

ولكن والذي لابد من الاشارة اليه انه وفي حالة الاقدام ( لاسمح الله) على مثل هذا العمل الاجرامي فان الدماء التي ستسيل على ابواب الدراز سوف تزلزل الارض من تحت أقدام حكام بني خليفة وبني سعود، ولايمكن لهذه الدماء ان تذهب هدرا، وان الشعب البحريني لن تثنيه هذه الخطوة الجبانة من الاستمرار في ثورته الشعبية والتي ستأخذ منهجا واسلوبا يختلف جملة وتفصيلا عما هو عليه اليوم، ولذلك فعلى العقلاء داخل هذه العائلة ان يفكروا جيدا بالعواقب الوخيمة التي ستتركها فيما اذا سفك دم في هذا المجال وان يتدخلوا في الموضوع بجدية من اجل ان لا تصل الامور الى الطريق المسدود والى مالايحمد عقباه ارضاء لرغبات وطموحات حكام بني سعود الذين لا يضمرون للشعب البحريني الا الشر المستطير.وبنفس الوقت ندعوا كل الاطراف الدولية والاقليمية والشخصيات العلمائية والذين يهمهم أمن المنطقة واستقرارها ان يتدخلوا من اجل ايقاف اي تصعيد من قبل الحكومة البحرينية ضد ابناء الشعب البحريني.