الحشد الشعبي يرسم خريطة العراق الجديد
مهدي منصوري
راهنت الكثير من الدوائر الاقليمية والدولية وبمعاضدة ومساندة بعض العملاء من السياسيين في الداخل العراقي على بعض القضايا والامور من اجل الوصول الى الهدف الاساس الذي عملوا عليه الا وهو اعادة العراق الى المربع الاول اي الى ما قبل عام 2003.
وقد توالت الخطط الواحدة بعد الاخرى والتي عاشها الشعب العراقي لحظة بلحظة واهمها تمزيق وحدة هذا الشعب والذهاب به الى الصراع الداخلي سواء كان عنصريا او مذهبيا ولما لم يفلحوا بذلك، ذهبوا لاشعال فتنة الصراع الشعبي الشيعي وغيرها من الاوراق التي اعدوها في دوائرهم المظلمة التي توحدت اهدافها واختلفت اساليبها وحسب الظروف. وقد باءت كل تلك المحاولات وبمرور الوقت بالفشل الذريع ولم تستطع ان تحقق اهدافها. ولذلك لم يتبق لهم سوى ان يدخلوا العراق في نفق مظلم لا يرى النور من خلال فتح ملاذات امنة للدواعش المجرمين بفتح ابواب بعض المدن مشرعة امامهم لتحقيق اهداف متعددة اهمها ممارسة الضغط على الحكومة العراقية للحصول على امتيازات سياسية أكبر، وثانيها ليكونوا هؤلاء القتلة والمجرمين اداة ضغط على الشعب العراقي لتغيير مسار تأييده للعملية السياسية من خلال سلب أمنه واستقراره.
الا ان فتوى المرجعية العليا التي جاءت في الوقت والظرف المناسب والتي لم يتوقعها أحد بالدعوة الى تشكيل قوات الحشد الشعبي للدفاع عن العراق ومقدساته وطرد هؤلاء الاجانب والعملاء من المرتزقة والقتلة الارهابيين، قد لاقت وقتها استجابة كبيرة بحيث اصبح الحشد الشعبي قدرة فاعلة وتمكن من ان يدفع عن العراق والعراقيين الخطر الداهم، وقد كان تحرير الفلوجة بالامس القريب هي المرحلة الفاصلة التي ما كان يتصورها او يتوقعها كل الذين خططوا للارهاب لان يبقى جاثما على صدور العراقيين يسومهم سوء العذاب.
ولكن بالانتصارات التي حققها ابناء الحشد الشعبي مع القوات الامنية الاخرى من جانب، واندحار الارهاب والارهابيين من جانب اخر، قد تمكنوا ان يخلطوا اوراق اعداء العراق وان يغيروا من المعادلة القائمة بحيث اوجدوا معادلة جديدة رسموها بدماء شهدائهم الزكية وببطولاتهم التي قل نظيرها.
نعم ويمكن القول وفي نهاية المطاف ان كل الخطط والمشاريع التي وضعت من اجل ان لا يستقر العراق ولايزدهر والذي عملت عليه وكما اسلفنا دوائر استخبارية ظلامية حاقدة ليس فقط واجهت الفشل الذريع بل انها لم تعد بعد اليوم فاعلة وليس لها أي تأثير يذكرعلى الاوضاع.
ولذلك نجد انه وبعد الانتصار الرائع لغيارى العراق من ابناء المرجعية، اخذت اصوات بعض السياسيين الذين كانوا حجر عثرة في تقدم العملية السياسية الجديدة وكذلك وقوفهم سدا منيعا امام القيام باي عمليات لتحرير المدن من الدواعش تحت ذرائع واهية الى تغيير لهجتهم ومواقفهم وبصورة اثارت استغراب الكثيرين، مما يعتقد ان هؤلاء قد قرأوا الانتصارات بصورة جيدة وادركوا ان الامور ستجري مستقبلا وبعد تطهير ارض العراق من دنس الدواعش المرتزقة خارج نطاق بوصلتهم ، مما سيعزز وبوضوح قدرة ابناء الشعب العراقي على ادارة اوضاعهم وبالصورة التي ترسمها ريشتهم الابداعية غير المعتمدة على استجلاب رضا ومواقفه الغرباء عن الارض والوطن.
وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه وكما اكدته اوساط سياسية عراقية ان بعض السياسيين الدواعش ومن كل الاطراف وصلوا اليوم وبعد الانتصارات الى طريق مسدود لان الذراع التي كانوا يعتمدون عليها في تحقيق اهدافهم ومآربهم ستقطع من الجذور وان موقفهم لدى الشارع الذي جاء بهم من قبل قد وصل الى الحظيظ لانهم لم يدافعوا عن ابناء جلدتهم بل وقفوا مع الغربا ء الذين اذاقوا اهلهم في تلك المناطق التي كانت رازحة تحت ظل للارهابيين مرارة القهر والاستعباد.
اذن فان العراق وكا عبرت الكثير من التحاليل انه يتجه نحو مستقبل سياسي جديد تسطر ملامحه اليوم الانتصارات الرائعة للقوات العراقية والحشد الشعبي والذي سيكون بعيدا عن كل الاملاءات والوصايات الاميركية والسعودية وغيرها.