لبنان عصى على الفتنة
تعمل الدوائر الاستخبارية المعادية للاستقرار في لبنان خاصة الصهيونية والاقليمية الى عمل المستحيل من اجل ارباك الوضع الامني في هذا البلد. ولذلك تعمد ومن خلال عملائها في الداخل اللبناني الى القيام باعمال ارهابية من تفجيرات واستهداف الشخصيات السياسية وغيرها للوصول الى هذا الهدف وهو مايعرفه اللبنانيون قبل غيرهم والذي لمسوه لمس اليد.
وبالامس وضمن هذا المخطط تم استهداف "بنك لبنان والمهجر" بعبوة ناسفة وفي وقت تخلو فيه المنطقة من المارة مما يمكن وصفها بالعملية العبثية والايذائية، ومن الواضح ان وراء هذه العملية هدف تسعى اليه الدوائر المعادية للمقاومة من اجل تشويه صورتها او زجها في ممارسات هي بعيدة عنها، خاصة وان الانفجار جاء بعد الضجة الاعلامية التي رافقت قرارعدة بنوك لبنانية ومن بينها هذا البنك على اغلاق حسابات شركات وافراد مرتبطين بحزب الله. وبطبيعة الحال وكما هو معلوم فان هذا القرار لم يكن لبنانيا وانما جاء بناء على ضغوط اميركية وصهيونية. والمعروف وكما اكدت اوساط لبنانية مطلعة ان استهداف البنك جاء ليروج ويعكس للرأي العام اللبناني وكما اوردته بعض الفضائيات ووسائل الاعلام المعادية للمقاومة وبعد ساعة على الانفجار بتوجيه الااتهام لحزب الله بهذا العمل كنوع من الانتقام من قرار البنك الانف الذكر.
ولكن اللافت في الامر هو ان حزب الله قد تعرض سابقا الى اعتداءات مباشرة استهدفت مراكزه ومناطقه داخل لبنان ولكننا لم نجد رد فعل منه انعكس في الداخل اللبناني، ولذا اكدت اوساط سياسية لبنانية وبعد هذا التفجير من ان اتهام حزب الله في هذ الانفجار في غير محله وهو قرار متسرع يفتقد الى المصداقية خاصة وان القوات الامنية لازالت تدرس الموضوع من جميع جوانبه.
اذن فان الاسراع في اتهام حزب الله يعكس ان هناك امرا كان مبيتا ومخططا له وينتظر حدثا معينا من اجل النيل من المقاومة، على الرغم ماعاشه لبنان فترة استقرار امني خلال الاشهر الماضية وهو الذي لا يرغب به المتآمرون على هذا البلد.
وقد حذر بعض المحللين من ان التفجير البدائي الذي استهدف البنك وفي منطقة تضم وزارة الداخلية والاعلام قد يفتح الابواب او يعطي رسالة لاعادة لبنان الى حالة عدم الاستقرار خاصة بعد الدعوات من بعض الدول خاصة السعودية واميركا بتحذير مواطنيها من السفر الى لبنان او التواجد في المناطق المزدحمة مما يعكس انها قد اعدت خططا لادخال لبنان في دائرة اللا امن من اجل ممارسة ضغوطها على هذا البلد لتحقق اهدافها السياسية.
وفي نهاية المطاف لابد من القول ان مثل هذه الاعمال الجبانة لايمكن ان تخدش او تشوه صورة المقاومة لانها وكما يعلم الجميع انها تصب كل اهتمامها اليوم في مواجهة الارهاب المدعوم من السعودية واميركا، وكذلك استعدادها التام لاي حماقة يمكن ان يقدم عليها الكيان الصهيوني ضد لبنان، ولذلك فهو يدرك جيدا ويسعى جادا من اجل ان يبقى لبنان يعيش حالة من الامن والاستقرار وان كل عمل يتنافى مع هذا التوجه فانه يصب في صالح اسرائيل بالدرجة الاولى خاصة لانه سيخلق حالة من القلق والارباك في الداخل اللبناني وقد يذهب الى فتنة عمياء يحاول جميع الفرقاء اللبنانيون وعلى مختلف توجهاتهم الوقوف بوجهها.
لذلك فان حزب الله حريص جدا على وأد الفتنة وأي كان لونها في مهدها وانه لن يسمح ان يكون جسرا للاعداء لكي يعبروا عليه للوصول الى اهدافهم، ولذلك فان لبنان اليوم وبكل طوائفه التي وقفت مع المقاومة الا بعض الاصوات المأجورة سيكون سدا منيعا تجاه كل المحاولات الصهيونية اليائسة وانه سيبقى عصيا على تنفيذ مخططاتهم الاجرامية .