داعمو الارهاب وتلون الحرباء
مهدي منصوري
الهجوم السريع والمباغت للقوات العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي لتحرير راس أفعى الارهاب الفلوجة رغم كل المحاولات التي بذلتها بعض القوى السياسية العراقية و الدول الاقليمية خاصة السعودية بالاضافة الى تحالف واشنطن الداعمين لداعش وضع هؤلاء في موقف الحيرة والارباك، لان الانتصارات التي تحققت وفي وقت قياسي مع انهيار الدفاعات الامامية وكذلك الداخلية للارهاب بحيث اصبحوا اسرى القصف الصاروخي والجوي والذي جعل منهم شراذم ولايدرون اين يذهبون ولم يعد هناك مكان يحميهم سواء كان من الموت او الاسر.
هذه الصورة المشرقة للانتصارات اثبت ان الارهابيين لم يكونوا سوى نمر من ورق وان التهويل الاعلامي بقدرتهم وقوتهم قد ثبت زيفها وكذبها.
لذلك فان هذا الموقف جعل من داعمي الارهاب سواء كان السياسيين العراقيين الدواعش او الدول الداعمة كاميركا والرياض امام امر واقع فرض عليهم ان تتغير بوصلة مواقفهم 360 درجة مما اثار استغراب المراقبين والمتابعين للشان العراقي، ففي عشية وضحاها تتغير اللجهة من التشدد والتحذير من القيام باي هجوم على الفلوجة وانه سيترك اثاره السلبية على الوضع في العراق خاصة العاصمة الى الدوران وبسرعة باتجاه آخر وهو التأييد المطلق للعمليات والاشادة بالانتصارات وهو ما يشبه وكما يقولون تلون الحرباء التي تأخذ شكل المكان الذي تعيش فيه.
ولكن هذه المواقف المتلونه وغير الواقعية فرضتها الاوضاع القائمة في ارض المعركة لايمكن ان تنطلي على العراقيين لانهم ومنذ اكثر من عقد من الزمان ومنذ بداية التغير وليومنا هذا وهم يواجهون تيران الارهابيين التي ازهقت ارواح خيرة ابنائهم وهدمت البنى التحتية بحيث عادت بالعراق الى الوراء وكل ذلك يسبب الدعم السياسي والمالي واللوجستي لاميركا والسعودية لهذا الارهاب المنظم.
اذن فكيف يمكن ان يقنع التصور الجديدأو يقبل به العراقيون وكما هو معلوم لم يخرج عن حد التصريحات الجوفاء، لان الدعم اللوجستي للارهابيين لازال قائما من قبل الاميركان وكان آخرها وقبل الهجوم بلحظات اخلت القوات الاميركية بعض قادة الدواعش من الفلوجة، كما ان طيرانها استهدف قوات الحشد الشعبي الذي تستعد للهجوم من اجل عرقلة حركتهم باتجاه ارض المعركة، ومن جانب آخر وفي الوقت الذي يهدد فيه مسؤول المخابرات السعودي المخضرم السفير السبهان الحكومة العراقية من عدم القيام بالهجوم على الفلوجة.
ان تغير مواقف داعمي داعش لايمكن التعويل او الثقة والاعتماد عليها لانها ومن خلال التجربة لم تكن سوى وقتية وآنية، ومن اجل امتصاص نقمة الشعب العراقي من الدعم الاميركي ـ السعودي للارهابيين، وبنفس الوقت والذي لابد من الاشارة اليه ان تحرك السبهان على بعض القيادات السياسية والعلمائية لم يكن سوى فذلكة وفرية يريد بها ان يمسح كل الجرائم الارهابية التي ارتكبت بحق ابناء الشعب العراقي والتي كان للسعودية فيها اليد الطولى، والا فالسؤال موجه للسبهان ، ماذا يفعل أكثر من اربعة الاف سعودي ارهابي بالاضاف الى 300 امرأة سعودية في الفلوجة، فهل جاؤا للبناء والتعمير ام انهم وبالطبع جاؤا من اجل قتل ابناء الشعب العراقي؟.
ان هذا التلون والضحك على الذقون لايمكن ان ينطلي على غيارى العراق وان عملية تحرير الفلوجة وكل الاراضي العراقية من الارهاب والارهابيين وبأي لون وشكل كان مستمرة ولايمكن ان تتوقف او تتلكأ ولايمكن للسعودية ولا اميركا ومهما تغيرت مواقفهم ان تعفيهم او تبعد عنهم جرائمهم بقتل العراقيين وتدمير العراق من خلال مرتزقتهم الذين جيء بهم لهذا الهدف وان حسابهم سيكون عسيرا وقاسياعليهم من قبل ابناء العراق.