الولايات المتحدة تتخلّى عن مطلب رحيل الاسد
كتب الصحفي البريطاني المعروف "روبرت فيسك" مقالة نشرت في صحيفة الـ"اندبندنت" اعتبر فيها أن "الولايات المتحدة بدأت تتخلى عن مطلب "ضرورة رحيل" الرئيس السوري بشار الأسد.
وأعرب الكاتب عن توقعاته في أن "يتم التخلي عن الحملة المطالبة برحيل الاسد، مضيفًا أن ذلك يعود الى "داعش" التي ينظر إليها الاميركيون على أنها أسوأ من الحكومة السورية، وقال إن لا خطط لمستقبل سوريا ولا مشاريع كذلك حول التنمية ما بعد الحرب او السياسة المستقبلية تجاه الأسد، غير أنه شدد على أن الجيش السوري سيكون له دور في أية "دولة سورية جديدة"، مشيرًا الى أن الروس ربما أدركوا ذلك وأن هذا دفع بهم الى التدخل بهذا الثقل.
كذلك تحدث الكاتب عن ضرورة وجود مشاريع تضم السوريين الذين قاتلوا في كلا المعسكرين في حال هزيمة "داعش"، معتبرًا في الوقت نفسه أن استعادة الفلوجه والرقة لا تعني الجماعة.
حلفاء أميركا وارتباطهم بمشكلة الارهاب
من ناحيته، كتب الباحث Robert Rabil مقالة نشرت على موقع National Interest تحدث فيها عن "مسلمين راديكاليين" يبررون العنف على اساس "احداث معينة حصلت بالتاريخ الاسلامي" أو على أساس "كتابات اسلامية مقدسة"، وكذلك عن أنظمة "إسلامية" أو عن "حكام مسلمين" يشجعون أو يروجون للاسلام "الراديكالي او المتطرف" لأهداف محلية.
وقال الكاتب إن "دينامية العلاقات هذه بين الحكام والمحكومين من جهة، وايديولوجية الاسلام الراديكالي من جهة اخرى تكشف التناقض بالطريقة التي تسعى فيها ادارة اوباما وغيرها من الادارات الاميركية الى التعاون مع حلفاء اميركا من الدول الاسلامية. واعتبر أن السياسة الاميركية فيما يخص التعاون مع الحلفاء من الدول الاسلامية في الحرب ضد الراديكالية الاسلامية لا تقوم بتأطير هذا التعاون يمكن الاستناد عليه بتطبيق الاستراتيجيتين العسكرية والأيديولوجية ضد "الراديكالية الاسلامية".
الكاتب رأى أن التعاون مع حلفاء أميركا من الدول الاسلامية في الحرب ضد التطرف أتى بنتائج متباينة أصبحت ساخرة تقريبًا. واعتبر أن السبب المركزي وراء ذلك هو التصور الخاطىء عن الأيديولوجيا السلفية و"الطبيعة المشوهة" للتعاون الذي يقدمه حلفاء اميركا من الدول الاسلامية.
الكاتب أشار الى أن السلفية تنقسم الى ثلاث مدارس تسعى كل واحدة منها الى اتباع منهج معين من أجل إنشاء "دولة اسلامية". وقال إن هناك مدرسة سماها "الهادئة" التي تركز على التعليم وتتبنى موقفًا غير سياسي، وكذلك مدرسة سماها "الحركية" تسعى الى النشاط السياسي، إضافة الى المدرسة "السلفية الجهادية" التي تتمثل بجماعات مثل "القاعدة" و"داعش" و"أنصار الشريعة" و"النصرة".
وشدد الكاتب على أن الحرب الاميركية على "التطرف الاسلامي" ركزت من جهة وبشكل أساس على "داعش" و"القاعدة" دون ان تمتد لتشمل منظمات سلفية "جهادية" اخرى. واعتبر أن ذلك يعود الى كون حلفاء أميركا، ورغم وقوفهم مع الولايات المتحدة بمحاربة "داعش" و"القاعدة"، إنما دعمت "منظمات سلفية جهادية شقيقة" وقامت بتشغيلها كقوات تعمل بالوكالة عنها. وأشار في هذا السياق الى أن السعودية وباكستان تدعمان مجموعة من "الانظمة السلفية الجهادية" وتشغلها في كل من سوريا وكشمير وأفغانستان. كما لفت الى أنه لا يتم مواجهة أشكال الفكر السلفي من المدرستين "الهادئة والحركية" كما يجب.
وهنا، استشهد الكاتب بأن الوهابية وكفكر سلفي "هادىء" تمثل قلب المؤسسة الرسمية الدينية في السعودية، كما لفت الى مدرسة "الديوبندية" التي تأثرت بالوهابية وهي المهيمنة في شبه الجزيرة الهندية.
كذلك تحدث عن أعداد كبيرة من "المنظمات الاسلامية التنصيرية المرتبطة بالسلفية والاخوان المسلمين والديوبندية الناشطة" في العالم الاسلامي وفي المجتمعات الاسلامية في أوروبا.
الكاتب قال إن الحرب ضد التطرف ليست حربًا ضد أيديولوجيا متطرفة تستند إلى تفسير ملتوٍ للاسلام، بل حرب ضد ايديولوجية دينية "انتصارية" ترتدي قناع قداسة الاسلام "الحقيقي".
ولفت الكاتب الى أن الحكام المسلمين "المستبدين" نادرًا ما واجهوا هذا الفكر "الانتصاري" خوفًا من أن يتم نزع شرعيتهم على أنهم ملحدون.
بناءً على كل ذلك، قال الكاتب إن السياسة الخارجية الاميركية ومواقف المرشحين للرئاسة الأميركية حيال السياسة الخارجية يجب أن يُدقق فيها، مضيفًا أنه يجب الاختيار بين من أظهر استعدادًا للتخلّي عن السياسة التقليدية وبالتالي تقديم الراديكاليين والإرهابيين الى العدالة وكذلك توبيخ الانظمة "المسلمة" عندما تروج للاسلام الراديكالي بشكل مباشر أو غير مباشر من جهة، ومن يواصل الحرب ضد التطرف الاسلامي دون أن يكون له فهم صحيح للآثار المتربتة على التعاون المحفوف بالمخاطر مع حلفاء اميركا من الدول الاسلامية من جهة أخرى.