kayhan.ir

رمز الخبر: 36530
تأريخ النشر : 2016April06 - 22:00

انتفاضةالقدس لم ولن تقهر


لم يتوقع ليس فقط قادة الاحتلال الصهيوني بل حتى الدوائر الاستكبارية وبعض دول المنطقةالتي تلهث وراء التطبيع مع الكيان الغاصب ان تأخذ انتفاضة القدس مداها ويمتد بها الزمن الى اكثر من ستة اشهر ولازالت طرية وفاعلة بحيث زرعت حالة من القلق والرعب لدى القادة العسكريين الصهاينة وبصورة مشهودة وواضحة من خلال التقارير والتصريحات التي تبرز على صفحات وسائل الاعلام الصهيوني المسموعة والمرئية والمقروءة والذي يثير استغراب الخبراء الصهاينة العسكريين منهم والسياسيين هو ان كل الطرق قد اغلقت امام ليس فقط اخمادها بل وعلى اقل التقادير اضعافها او الحد من وتيرتها لان الاجراءات التعسفية التي مارسها الكيان الصهيوني والاسلوب القمعي الوحشي الذي لا نظير له في مواجهة انتفاضة القدس قد يفوق التصور ويمكن ان يخمد أي صوت يرتفع بعدها. الا ان النتائج المذهلة والتي فاقت التصور ان هذا الاسلوب القمعي قد اعطى شباب الانتفاضة زخما قوياً بحيث اخذوا يتفنون ويختارون اساليب غير متوقعة في اذهان العسكريين الصهاينة بحيث وكما ذكرت التقارير الاستخبارية الصهيونية ان حالة خوف الجنود الصهاينة بقيت مزروعة في نفوسهم حتى وهم داخل بيوتهم فكيف بهم اذا كانوا في الشارع يؤدون وظيفتهم؟.

واليوم وبعد ان صدرت التحذيرات من القادة العسكريين الصهاينة للقيادة السياسية عن حالة الخوف والقلق التي بدت تدب في صفوف الجنود الصهاينة بالدرجة الاولى والتي امتدت الى الداخل الصهيوني اي المستوطنين وغيرهم من قادم الايام فيما اذا اتسعت رقعة هذه الانتفاضة واتخذت اسلوبا وشكلا يختلف عما هو عليه اليوم.

لذلك نجد ان رد فعل الكيان الغاصب هو اللجوء الى اسلوب الاعتقالات العشوائية والكبيرة في كل من القدس والضفة وغيرها من المدن والمخيمات ظنا منهم انها ستساهم في اضعاف قدرة الانتفاضة على الاستمرار، ولا نغفل في هذا المجال الموقف الخياني الذي تمارسه سلطة عباس وذلك من خلال التنسيق الامني مع قوات الاحتلال في مساعدتها باعتقال الشباب الفلسطيني المقاوم.

ولكن والذي لابد من الاشارة اليه هو ان الاسلوب القمعي رغم وحشيته لم يستطع ان يوقف اندفاعة ابناء الشعب الفلسطيني سواء كان ان القدس او الضفة من ان يوقف مواجهته التي يراها حقا طبيعيا منحته اياه المواثيق والمعاهدات الانسانية والحقوقية الدولية.

لذلك فان اسلوب الاعتقال سيمنح أبناء الانتفاضة دعما قويا للاستمرار في مقاومتهم خاصة وان الذين يواجهون الاحتلال هم الفتيان الذين لم تتجاوز اعمارهم بين الرابعة والتاسعة عشر والذي اثار استغراب كل الاوساط الاعلامية والسياسية.

ان انتفاضة القدس التي خرجت من رحم الشعب الفلسطيني والتي بقيت محافظة على زخمها واستمرارها لايمكن ان تخبوا و تموت وقد ينالها حالة من الهدوء لاعادة الحسابات او تغيير الاساليب الا انها عازمة على الاستمرار حتى تحقيق الاهداف المرسومة لها الا وهي نيل كافة الحقوق المغتصبة من العدو الصهيوني.

وهذا الامر يفرض على كل حركات المقاومة على الارض الفلسطينية ان تقدم الدعم اللازم لزيادة زخمها ودوام استمرارها لانها اثبتت وبوضوح هشاشه قدرة الصهاينة على المواجهة.