kayhan.ir

رمز الخبر: 35651
تأريخ النشر : 2016March08 - 19:53
في حديث خاص لصحيفة كيهان..

محمد البخيتي: عداء السعودية لايران يمثل حاجة ومصلحة اميركية

استضافت صحيفة كيهان لساعات السيد محمد ناصر البختيي عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله اليمنية لتدخل من بوابته على الساحة اليمنية وآخر تطورات الحرب العدوانية السعودية على هذا البلد الآمن والسعيد وما يعانيه شعبها في ظل الحصار الظالم الذي يفرضه آل سعود ومن تحالف معهم القوى الشيطانية اقليميا ودوليا وها تضع كيهان العربي نص الحديث الذي دار مع البخيتي في متناول قراءها الكرام:

س) الشعب الايراني تواق للتعرف على الشعب اليمني وانصارلله ومعتقداته؟

البخيتي: لقد لخص السيد حسين بدر الدين الحوثي مشكلة الامة الاسلامية في عاملين الاول شيوع ثقافة مغلوطة خارج القرآن ومنهج اهل البيت (ع) والثاني ازمة الثقة بالله. فأصبحنا كمسلمين نقرأ القرآن الكريم من اجل زيادة الاجر فقط وليس من اجل تطبيقه رغم انه ارقى منظومة اخلاقية وقيميه عرفها التاريخ الانساني. فالقرآن يأمرنا بالصدق و العدل و الاحسان والوفاء بالعهد و الرحمة و العفو عند المقدرة وحتى انصاف الخصم ولو اننا كمسلمين طبقنا تلك القيم لأصبحنا امة واحدة متحدة و لأصبحنا قدوة لبقية الامم. اضف الى ذلك نعاني من ازمة ثقة بالله و في وعده بالنصر و التأييد والتمكين ونعتبر ان تلك الوعود لم تعد تعنينا في هذا العصر و اصبح بعضنا يخاف امريكا اكثر من خوفه من الله ويثق بنصرها اكثر من ثقته ونصره بالله له. و نحن كانصار الله ندعو الى العودة الى المنهج القراني ومنهج ال البيت الذي هو امتداد لمنهج النبوة والى الثقة في وعود الله بالنصر و في وعيده بالعقاب في حال قصرنا. والشعب اليمني متشيع لآل البيت بالفطرة سواء كانوا زيدية او شافعية او اسماعيلية ولا يوجد أي فرق في درجة التشيع وكلا حسب طريقته وقناعته.

س ـ ماذا عن معتقدات الحوثيين حول المنجي في آخر الزمان؟ وما هي نقاط الافتراق والاشتراك بين الحوثيين والمذاهب الاخرى؟

البخيتي: انصار الله لا يمثلون ولا يتبنون اي مذهب من المذاهب وانما يتبنون مشروع الثقافة القرآنية اي جعل القيم القرآنية ثقافة وسلوك يومي في حياة المجتمع المسلم. و بطبيعة الحال فإن اكثر المنتمين للمسيرة القرآنية هم من المذهب الزيدي والشافعي والاسماعيلي بحكم ان هذه هي المذاهب الموجودة في اليمن و لا يعني هذا غلق الباب على بقية المذاهب. وللعلم فإن انصار الله قد اطلقوا شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل في 17 يناير 2002 انتصارا لأفغانستان كردة فعل على الغزو الامريكي وشعار بوش القائل من ليس معنا فهو ضدنا. وقد تبنى الشعب اليمني هذا الشعار بعد توجه امريكا لغزو العراق و بسبب ارتفاع وتيرة القمع الاسرائيلي ضد الفلسطينيين مما ادى في النهاية لتصادم السلطة معنا التي كانت حريصة على التقرب من امريكا. و هذه الحقيقة تكشف ان حركتنا قرآنية وليست مذهبية.

و قضية الإمام المهدي من القضايا المتفق عليها بين كل المسلمين ولا خلاف على انه من احفاد الرسول صلى الله عليه واله "بصرف النظر عن هل ولد ام لم يولد" و انه سيأتي لنصرة المستضعفين على المستكبرين وان على كل المسلمين طاعته. وبما ان الشعب اليمني يجعل من القران منهجا وسلوكا, و يوالي اهل البيت, و يخوض مواجهة مباشرة ضد قوى الاستكبار العالمي لذلك فإن هذا الشعب سيكون من اول انصاره في حال ظهروه بصرف النظر عن هويته و مذهبة.

س) كيف تقيمون شخصية السيد عبدالملك الحوثي ورؤآه وكيف استطاع وهو في مقتبل العمر ان يرتقى الى هذه المكانة المرموقة من القيادة ويتصرف بمنطقية وعقلانية؟

البخيتي: السيد عبدا لملك الحوثي من أوائل المتأثرين بمشروع الثقافة القرآنية وبعد استشهاد السيد المؤسس اتجهت الانظار نحو بعض الشخصيات لخلافة قيادة المسيرة ولم يكن السيد عبد الملك من بينهم على الاطلاق. إلا ان قدراته القيادية بدأت تظهر على الميدان خلال حروب صعده اللاحقة وهكذا بدأت الانظار تتجه نحوه حتى اصبح هو القائد الفعلي لإنصار الله. و قد لمست ان شخصيته القيادية تتميز بخصلتين قد تبدوان متعارضتان الاولى قدرته على التسامح فوق ما يمكن تصوره و الثانية جرأته في اتخاذ القرارات الحاسمة فوق ما يمكن تصوره ايضا. لذلك نفاجئ في الكثير من قراراته و في اعتقادي أن هذه الصفات القيادية هي ما كان يحتاجه اليمن في مثل هذه الظروف.

س) ما هي ابعاد شعبية السيد عبدالملك الحوثي؟

البخيتي: طبعا بين انصار الله هناك تسليم بقيادته والتزام بتوجيهاته وقد اصبحوا اكبر قوة شعبية بالإضافة الى ذلك يحظى بشعبية واسعة بين القوى الوطنية و الثورية بصفته قائدا للثورة و للمقاومة ضد العدوان الخارجي. وحتى الخصوم يقرون بقدراته القيادية و بشجاعته و بصدقه و بوفائه و يطمئنون لتعهداته و وعوده.

س) كيف تنظرون الى الوضع المعاشي للشعب اليمني في ظل الواقع الراهن وما هي تأثيرات الحصار المفروض على الحياة اليمنية؟ وهل هناك بوادر للسخط والاستياء الشعبي والارهاق من هذه الحرب؟ او هل هناك مطالبات لانهاء هذه الحرب؟

البخيتي: الوضع الاقتصادي سيئ حتى قبل الحرب التي فرضت المزيد من الاعباء على الشعب نتيجة للحصار ولكن مع ذلك لازال الوضع الاقتصادي مستقر رغم ان خزينة الدولة حرمت من حوالي 70 % من دخلها العام بسبب وقف انتاج النفظ والغاز. بالتأكيد هناك استياء شعبي كبير من حرمان الشعب من مقومات الحياة و قد راهنت دول العدوان على ذلك لإجبار الشعب على الاستسلام او الوقوف ضد انصار الله ولكن الذي حصل العكس تماما حيث زاد صمود الشعب و تأكد له بأن امريكا و حلفائها هم اعداء للشعب وليسوا اصدقاء كما كان يروج. الشعب اليمني لا يتعب من الحرب لانه شعب شجاع ومقاتل بالفطرة و معتاد على الحروب و بسبب العدوان و بفضل الثقافة الجهادية الصحيحة اصبحت القبائل اليمنية تتفاخر بعدد شهدائها في مواجهة العدوان كما انها اوقفت كل حروبها الداخلية وتوحدت للتفرغ لمواجهة العدوان و اصبحت تفكر بعقلية الامة و ليس بعقلية العصبية القبلية الضيقة كما كانت في السابق. صحيح ان استهداف العدوان للمدنيين شيء مؤلم و يجعلنا حريصين على وقف الحرب لحقن الدماء ولكن استمرار هذه الجرائم و استمرار العدوان يجند الشعب اليمني بشكل مستمر في مواجهة العدوان و عملائه مما يعزز من فرص الصمود و الانتصار في النهاية. وبات الشعب اليمني يدرك ان تحقيق السلام مرتبط بهزيمة العدوان.

س) رغم هذه المعاناة هل نستطیع ان نقول ان معنويات الشعب اليمني عالية؟

البخيتي: كلما زاد قصف العدوان وجرائمه بحق الشعب اليمني كلما دفع الشباب للذهاب لجبهات القتال وهم يرددون "بدلا من الموت في البيوت قتلا او جوعا فلنذهب للجبهات لنيل الشهادة بشرف".

س) للأسف تعتبر السعودية نفسها خادمة الحرمين الشريفين ورغم هذا الادعاء ورغم الاواصر القبلية الموجودة بين البلدين، لماذا بادرت بالهجوم على بلد مسلم؟

البخيتي: هناك تمازج وتداخل بين الشعب اليمني والسعودي لان اكثر من 65 بالمئة من القبائل السعودية هم من اصول يمنية وهناك تقارب ثقافي بين شعوب الجزيرة العربية ككل. ومشكلتنا ليست مع الشعب السعودي وانما مع الحكومة السعودية وحتى قبل العدوان كنا حريصين على علاقات جيدة مع الحكومة السعودية وكان السيد عبدالملك عندما يذكر السعودية يقول الشقيقة الكبرى. ولكن للأسف الشديد الحكومة السعودية لم تحترم هذه المشتركات ورغبتنا في علاقات جيدة معها لانها لا تتحرك في سياق المصالح العربية و الاسلامية وانما في سياق المصالح الامريكية. لان استمرار التوتر والصراع في الشرق الاوسط يمثل مصلحة اقتصادية للدول الغربية كون المنطقة سوق كبير للسلاح ومصدر للاستثمارات فضلا عن ان ذلك يمنح اسرائيل فرصة للبقاء و الهيمنة على المنطقة. وهذه هي اسباب شن السعودية للعدوان على اليمن و اصرارها على استمرارها لخدمة المشروع الامريكي.

س) اشرتم الى ان السعودية تتحرك في اطار المصلحة الغربية والاسرائيلية، هل باعتقادكم ان اميركا وبريطانيا واسرائيل تشارك في الحرب على اليمن الى جانب السعودية؟

ـ نعم وقد اعترفت اميركا وبريطانيا مؤخرا بأنهما شركاء مباشرين في العدوان على اليمن وليس فقط في مجال بيع الاسلحة وتبادل المعلومات. كما ان هناك اعترافات على لسان مسئولين وصحفيين اسرائيليين بوجود تعاون دون الافصاح عن تفاصيله فضلا عن تصريحات انور عشقي "وهو لواء سعودي متقاعد و رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط" الذي اكد على وجود تعاون بين السعودية و اسرائيل بعد لقائه ببعض المسئولين الاسرائيليين. وقد رصدنا تواجد لخبراء اسرائيليين على الحدود في الجانب السعودي وفي باب المندب كما ان هناك استخدام لقنابل شديدة الانفجار لا تمتلكها السعودية مما يؤكد التورط الامريكي الاسرائيلي المباشر.

س) ذكرتم دعم الدول الغربية الى السعودية الا ان الاميركان يزعمون بأنهم لم يكونوا على علم بالعدوان وتفاجئوا به، ما هو رأيكم بذلك؟ هل هذا الادعاء صحيح؟

البخيتي: العدوان على اليمن اعلن من امريكا على لسان السفير السعودي الذي اكد على ان امريكا احد حلفاء الحرب على اليمن وقد اكد وزير خارجية امريكا على مشاركة بلاده في العدوان. صحيح هناك تصريحات لبعض المسئولين الاميركيين يطالبون اليمنيين بالتوصل الى حل سياسي سلمي و لكنهم يتجاهلون قضية العدوان السعودي ومشاركتهم فيه. و الهدف من مثل هذه التصريحات هو عدم تحمل أي اعباء مادية او اخلاقية في المستقبل خصوصا و ان السعودية قد ذهبت بعيدا في معاداة ايران وحزب الله وانصار الله وكل قوى المقاومة في المنطقة مما جعلها تتحمل كل الاعباء المادية والأخلاقية لحرب ليست في صالحها ولا في صالحنا وانما في صالح امريكا.

س) ما هو وضع حال الجيش السعودي المستأجر والمكون من المرتزقة من السودان وكولومبيا والسنغال وبلاك وواتر؟ وهل استطاع هذا الجيش ان يغير موازين القوى على الارض لصالح السعودية؟

البخيتي: اعتماد الحكومة السعودية والاماراتية على المرتزقة والشركات الامنية يكشف حالة العجز التي وصلتا اليها. و الاستعانة بقوات المرتزقة لم ولن يؤثر على موازين القوى لان الشعب اليمني يجيد استخدام السلاح كما ان تدخل المرتزقة يستفز المشاعر الوطنية ويكشف زيف ادعاءات السعودية في الحفاظ على عروبة اليمن ضد من تسميهم بالفرس و الروافض بعد استعانتها بمرتزقة من دول غير عربية و حتى غير اسلامية بمن فيهم امريكيين وبريطانيين و اسرائيليين.

س) السعودية في عدوانها على اليمن لماذا تلتجئ الى القصف الجوي دون الهجوم البرّي؟

البخيتي النظام السعودي لديه تجربة تاريخية في الحرب مع اليمن حيث كانت الجيوش الوهابية تتوسع شرقا وغربا بدعم من بريطانيا و الى لحد الذي تسمح به ولكن الجيش السعودي كان يهزم على يد اول قبيلة يمنية بمجرد اقترابه من اليمن. وعندما تلقى الجيش السعودي هزيمة مدوية عام 1921 على يد قبائل صعده عاد لينتقم من الحجاج اليمنيين في وادي تنومة بعد ان اعطاهم الامان ورافقهم بدعوى حمايتهم ولم ينجوا منهم الا اثنان. والنظام السعودي لم يتخلى بعد عن خصلة الجبن المتأصلة فيه لذلك يتهرب من المواجهة البرية و يلجئ للقصف الجوي الذي يستهدف المدنيين و البنية التحتية و الاقتصادية ويستعين بإعداء الامة لفرض حصار على الشعب كما هي عادته. و التاريخ يعيد نفسه فعندما عرضت ايطاليا على الامام يحيى دعمه بالسلاح لمواجهة ال سعود المدعومين من بريطانيا مقابل السماح لها بإقامة قواعد عسكرية في اليمن على غرار القواعد البريطانية في السعودية قال قولته المشهورة لو نازعني عبد العزيز وال سعود هذا الرداء "مشيرا الى عبائته التي يلبسها" لما قبلت دخول جندي اجنبي واحد الى اليمن. هذه طبيعة الشعب اليمني وتلك هي خصالهم.

س) هل لديكم احصائيات تقريبية عن والخسائر السعودية ومواقعه العسكرية المدمرة؟

البخيتي: لدى الحكومة السعودية قدرة على اخفاء خسائرها بسبب طبيعة النظام المنغلق على نفسه. وعدد قتلى الجيش السعودي حتى الان يقدر بالآلاف كما تم اقتحام وتدمير مئات المواقع العسكرية السعودية على الحدود على امتداد ثلاث محافظات وهي نجران و عسير وجيزان.

س) ما هو تقييمكم للوضع الميداني في اليمن؟ وما هي المناطق التي يسيطر عليها انصار الله؟

البخيتي: معظم المناطق اليمنية صحراوية ولا يوجد فيها سكان والإمكانات المادية للجيش اليمني واللجان الشعبية لا تسمح لهما ببناء خطوط دفاعية على كل الاراضي اليمنية لذلك تم وضع خطوط دفاعية داخلية في المناطق ذات الكثافة السكانية. وألآن الجيش اليمني واللجان الشعبية يسيطرون على المحافظات الشمالية التي يتواجد فيها 75% من سكان اليمن بينما تقع معظم اجزاء المحافظات الجنوبية والتي تشكل ثلثي مساحة اليمن بيد القاعدة وداعش و الباقي بيد قوات الاحتلال ومرتزقتها. صحيح ان الجيش واللجان الشعبية قد انسحبوا من بعض المحافظات الجنوبية في السابق إلا انهم مقابل ذلك توغلوا داخل الاراضي السعودية. وهكذا فأن التدخل العسكري الخارجي لم ينجح في تغيير موازين القوى منذ بدء العدوان.

س) الرأي العام الايراني يتساءل لماذا لم يقدم الجيش اليمني رغم امتلاكه لانواع الصواريخ ذات المديات المختلفة بتوجيه ضربة قاسية ونوعية للجيش السعودي او قواعده العسكرية ؟ او مدينة الرياض؟ هل هذا يدل على ضعف القوة الصاروخية للجيش اليمني ام هناك خطة استراتيجيية اخرى؟

البخيتي: التمهيد للعدوان على اليمن بدأ قبل 25 مارس 2015 حيث قام الامريكان في عهد صالح بشراء كل صواريخ سام 1 المحمولة على الكتف وقاموا بتدميرها وهكذا حرموا الجيش اليمني من اهم سلاح لمواجهة طائرات الاباتشي. كما تم في عهد هادي تعطيل بقية منظومة صواريخ الدفاع الجوي بشكل كامل بالإضافة الى منظومة الصواريخ البالستية بعيدة المدى ولم يسلم منها إلا منظومة صواريخ توشكا التي تعد متوسطة المدى. لذلك احتاج الجيش واللجان الشعبية وقتا طويلا لصيانة بعض صواريخ اسكود و تحوير بعض صواريخ سام 2 للدفاع الجوي الى صواريخ ارض ارض بعد ان تم تعطيلها بشكل متعمد. و المنظومة الصاوريخة التي تم صيانتها او تحويرها يتم استخدامها بشكل فاعل و مدروس وقد تكبد العدو الكثير من الخسائر بسببها. و نحن في النهاية لا نراهن على السلاح بقدر ما نراهن على الله وشجاعة الشعب اليمني وصموده.

س) لكن ضربات الجيش واللجان كانت متفرقة ولم نشاهد ضربات مؤثرة وموجعة، متى يحين الوقت لمثل هذه الضربات ؟

البخيتي: علينا ان لا ننسى ان السعودية تخفي خسائرها كما انها اختارت وقتا حرجا لتدخلها العسكري و اليمن يمر بحالة من الانقسام السياسي والصراع المسلح بالإضافة الى استعانتها بعشر دول اخرى وبالقاعدة و داعش الى جانب عملائها بهدف تحقيق اهدافها الخاصة. و مع ذلك نجح الشعب اليمني في الصمود و منع السعودية من تحقيق اهدافها و تمكن ايضا من نقل المعركة الى داخل السعودية وهذا الانجاز لم يسبق لأي شعب تحقيقه على مر التاريخ. ورد الشعب اليمني يعتمد على قوة وتفاعل المجتمع معه لذلك يتخذ الرد طابع تصاعدي متدرج وهذا يتوافق مع سياسة انصار الله في اعطاء فرصه كافية لدول العدوان لمراجعة حساباتها واقامة الحجة عليها امام الله و امام شعوبها.

س) قام السعوديون مؤخرا بتوتير الاجواء ضد ايران وشددوا من اجراءاتهم التعسفية ضدها وشجعوا الدول لقطع العلاقات مع ايران واتهموها بانها سبب الازمة، برأيكم ما هو سبب هذا التصعيد السعودي واهدافه من تأجيج الصراع؟

البخيتي: في عهد الشاه وقبل الثورة الاسلامية في ايران كانت علاقة السعودية مع حكومة ايران جيدة لأنها كانت تتوافق مع مصالح امريكا التي لم تكن بحاجة لإثارة الصراع بين حلفائها. وبعد قيام الثورة في ايران وغلق السفارة الاسرائيلية وتحويلها لسفارة فلسطينية و احداث تحول كامل في توجه ايران للتوافق مع مصالح الامة العربية والإسلامية اصبح عداء السعودية لإيران يمثل حاجة ومصلحة امريكية. وهذا يفسر كل السياسات العدائية التي يروج لها النظام السعودي ضد ايران سواء تحت عناوين مذهبية او عرقية.

س) ما هو مشروع انصار الله لانهاء الحرب ومتى ستنتهي هذه الحرب؟

البخيتي: لقد مر العدوان بثلاث مراحل، الاولى مرحلة الشعور بالثقة في تحقيق اهدافه والثانية مرحلة الشعور بالعجز بعد ان فشل في تحقيق أي هدف و الثالثة مرحلة الشعور بالخطر بعد ان تمكن الشعب اليمني من نقل المعركة الى داخل السعودية و شعوره بمخاطر انعكاساته على الوضع الداخلي. لذلك فإن صمود الشعب اليمني و توغله داخل الاراضي السعودية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام لان النظام السعودي لا يفهم إلا لغة القوة, خصوصا وقد اعطيناه فرصه كافية لمراجعة حساباته حيث صبرنا اربعين يوما دون ان نطلق رصاصة واحدة لمواجهته.

س) فاذن يجب ان نشاهد كثير من الدمار والقتلى في الصفوف اليمنية؟

ـ بالنسبة للشعب اليمني كانت ظروفه الاقتصادية سيئة و يمر بمرحلة اقتتال داخلي على المستوى السياسي و القبلي وكانت السعودية هي من يغذي تلك الصراعات و اليوم يتوحد الشعب اليمني تدريجيا في مواجهة رأس الافعى. وفي المحصلة فإن ما نخسره الان في مواجهة العدوان السعودي اقل بكثير مما كنا نخسره في صراعاتنا القبلية إذا ما استثنينا الخسائر في صفوف المدنيين.

س) ما هو اسباب تاجيل المباحثات لحل الازمة اليمني ولماذا هذه المماطلة؟

البخيتي: العدوان على اليمن لا يزال يمثل مصلحة للكثير من الدول سواء التي تبيع الاسلحة او التي تبيع مواقفها مقابل الحصول على المال السعودي و القطري, كما ان النظام السعودي و الإماراتي و القطري لا يتصرف وفق مبدأ الاخلاق ولا حتى وفق منطق المصلحة وانما وفق عقلية عصبية ضيقة. اضف الى ذلك ان ممثل الامم المتحدة شخصية غير نزيهة و تم اختياره بناء على رغبة السعودية. كل هذه الاسباب اعاقت الحل في اليمن. و قبول السعودية بالحوار لم يكن عن قناعة و لا عن جدية في التوصل الى الحل ولكنها شعرت بإنها باتت تفقد مبررات الحرب بعد ان عجزت عن تحقيق اهدافها لذلك قبلت بالحوار من جانب وسعت لإفشاله من جانب اخر لتحميل انصار الله مسئولية فشلة لتجد مبررا لاستمرار حربها. اضف الى ذلك خوفها من حصول انهيار كامل في صفوف جيشها على الحدود جعلها تقبل بفكرة الحوار و وقف اطلاق النار من حيث المبدأ كخط رجعة في المستقبل.

س) هناك ادعاءات بان السعودية باتت تخطط لهجمات برية؟ ما مدى جدية هذه الادعاءات؟

البخيتي: ربما كان هناك نية في السابق لهجوم بري مباشر ولكن هذه النية لم تعد موجودة الان بعد فشل جيشها على الحدود. و السعودية باتت تعتم على المرتزقة اليمنيين وغيرهم في المواجهات على الحدود لأن الجندي السعودي لا يحمل أي قضية ويعرف جيدا انه في موقع المعتدي وهذا يؤثر على معنوية الجيش السعودي.

س ـ كيف الوضع التسليحي للثوار اليمنيين حاليا؟

البخيتي: هناك حصار على اليمن وهناك تفوق جوي كبير للعدوان لدرجة انه لم يعد في امكان الجيش اليمني و اللجان الشعبية استخدام الاليات العسكرية كالدبابات و المدرعات و السيارات او حتى الدراجات النارية التي يسهل رصدها بالأجهزة الحرارية التي تحملها الطائرات النفاذة والعمودية و بدون طيار التابعة للسعودية و لأمريكا وبريطانيا وفرنسا. لذلك بات الشعب اليمني يعتمد على الله سبحانه و تعالى و شجاعة مقاتليه الذين يتحركون سيرا على الاقدام حاملين اسلحتهم الخفيفة ومضادات الدروع على اكتافهم. وقد رأى العالم مشاهد مصورة لهؤلاء المقاتلين وهم يقتحمون دبابات العدو ببندقية الكلاشنكوف مستغلين لحظة فتحها من قبل الجنود السعوديين, و هم يقتحمون ثكنات الجيش السعودي وهم حفاة الاقدام.

س ـ كيف تقيمون الدم الايراني للشعب اليمني؟

البخيتي: بعد نجاح ثورة 21 من سبتمبر زار ايران وفد رسمي من اليمن وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية بما في ذلك دعم اليمن بالمنتجات النفطية مجانا لمدة سنة كاملة و انشاء محطات للكهرباء و انشاء بنية تحتية وصناعية الا ان العدوان حال دون ذلك ويمنع الان حتى وصول المساعدات الانسانية القادمة من ايران. و بعد دحر العدوان نتوقع تعاون اقتصادي اكبر بين اليمن وايران.

س- كيف ينظر اليمنيون الى الدعم الايراني ؟

الشعب اليمني يرى ان لأيران السبق في مواجهة المشروع الامريكي في المنطقة و انها قد تحملت الكثير من الاعباء العسكرية و الاقتصادية بسبب مواقفها المشرفة من القضايا العربية و الاسلامية. لذلك فإن الشعب اليمني يشعر بالامتنان لمواقف ايران النبيلة شعبا وحكومة خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, ويدرك ان ما يتحمله اليوم من اعباء في مواجهة العدوان هو ثمن لمواقفه المشرفة و النبيلة و أن هذا يقع في اطار مسئوليته تجاه امته العربية و الاسلامية.