kayhan.ir

رمز الخبر: 35031
تأريخ النشر : 2016February26 - 21:42

المتعطشون للدماء

مهدي منصوري

تأكد لكثير من المراقبين ان الذين خططوا ودعموا لاشعال المنطقة بالحروب الداخلية من خلال تجنيد وزج المرتزقة من مختلف انحاء العالم ليكونوا نواة للمجموعات الارهابية التي تعددت اسماؤها والوانها الا انه اعمالها تصب في تحقيق اهداف الداعمين لها.

واليوم وبعد ان وصل هؤلاء الارهابيون الى طريق مسدود ولم يتمكنوا من تحقبق اهداف اسيادهم بحيث اصبحوا في حالة من الضعف والانهيار مما وضع المجتمع الدولي في حالة الاضطرار للاعتراف بان استمرار حالة الحرب والقتال لاتجدى نفعا ولن توصل الى حل، لذلك تداعى الى طرح مبادرة لعقد هدنة خاصة في سوريا لايقاف نزيف الدم والذهاب الى الحلول الديمقراطية التي سيسطرها الشعب السوري .

ومن الطبيعي جدا ان تحقيق مثل هذه الحالة لم يرق للمتعطشين للدماء والذين يريدون للدم السوري ان يستمر بالنزف والى ما لانهاية، لكي لا تعلن بالاساس هزيمة مشروعهم وفشله على الملأ العام، لذلك فانه ولما يفصل عن اجتماع مجلس الامن من اجل اصدار قرار الهدنة سوى اقل من سبع ساعات حتى انطلقت التصريحات من داعمة الارهاب الاساسية واشنطن وحلفائها بوضع العراقيل عن الوصول الى هذا الهدف خاصة ما طرحه بوش امس الاول من ان هناك خطة بديلة اسماها (ب) فيما اذا لم تتحقق الهدنة. وكذلك تصريح اوباما بعد اجتماعه باللجنة الامنية في البيت الابيض والذي اثار استغراب الكثيرين والذي اكد فيه انه "لا سلام في سوريا ان لم يرحل الاسد".

فكلا التصريحين الصادرين من واشنطن تعكس وبما لايقبل النقاش والشك ان واشنطن وحلفائها قد رسموا في اذهانهم ومنذ اعلان الحرب على الحكومة السورية ان تكون نهايتها بان لا يبقى هذا النظام وان يرحل، ولذلك فانهم وقفوا حجر عثرة امام أي مشروع او حل من اجل انهاء الوضع القائم الا ان الضربات المتلاحقة للجيش السوري والداعمين له والتي اسفرت عن وضع جديد فرضت فيه الحكومة السورية سيطرتها على اغلب المدن وبنفس الوقت تمكنت وبهذه الضربات القوية ان تضع الارهاب والارهابيين في الزاوية الحرجة التي وصل بهم الامر اما ان يواجهوا الموت او ان يحاولون البحث عن طريق للفرار من ارض المعركة بحيث سجل انتصارا كبيرا لها وهزيمة كبرى للمشروع الصهيو اميركي ــ الاقليمي. مما اجبر هذا الوضع المجتمع الدولي لكي يندفع نحو ايجاد حل سلمي للازمة السورية تنهي فيه معاناة هذا الشعب الذي امتدت لاكثر من اربع سنوات.

ومن هنا لابد من القول ان أي مقترح او مشروع مخالف او بديل لهذا المشروع من أي جهة او طرف كان فانه يعكس وبصورة واضحة دعم للارهاب والارهابيين، وهذا مما رفضته روسيا والدول الداعمة لحق الشعب السوري في تقرير مصيره من دون املاءات او تدخلات خارجية.