التحدي الاخطر لكيان العدو
مهدي منصوري
لم يتمكن العدو الصهيوني وفي عدوانين كبيرين ضد غزة من ان يحقق الاهداف التي رسمتها اجهزة مخابراته لاركاع المقاومة او ابعادها عن القيام بواجبها الوطني في تحرير الارض الفلسطينية من دنسهم.
ولو عدنا الى الذاكرة لوجدنا ان الكيان الغاصب للقدس وفي عدوانه الاول عام 2008 لم يستطع ان يصمد امام صلابة وصمود وقدرة المقاومة سوى 22 يوما بحيث وجد نفسه قد وقع في دائرة الفشل الذريع بحيث تهدد امنه الداخلي وبصورة غير مسبوقة مما دعاه الى الالتجاء الى المجتمع الدولي من اجل اصدار قرار لاقرار الهدنة وايقاف العدوان.
اما في حربه الثانية والتي كانت اكثر ضراوة من الحرب الاولى وفي عام 2014 والتي حظيت بدعم اميركي واقليمي الا انه وجد نفسه اكثر عجزا من سابقاتها لم يستطع الصمود والاستمرار في العدوان بحيث فرض عليه قدرة المقاومة التي تمكنت ان تصل صواريخها الى اهم ورثه الكبرى بحيث خلقت اجواء من الرعب لدى قطعان المستوطنين وابناء هذه المدن بحيث لم يجدوا منفذا لانقاذ ارواحهم سوى اخلاء بيوتهم واللجوء الى الملاجئ لتحميهم من حمم نيران صواريخ المقاومة مما فرض عليه هذا الوضع وقبل ان يصل الانهيار الى الحكومة ان يعلن ومن طرف واحد بايقاف العدوان للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه وبذلك اعتبر هذا الانسحاب انهزاما كبيرا للقيادتين السياسية والعسكرية الصهيونية. والتي بقيت مرارتها ولحد هذه اللحظة في حلقومهم والتي تمكنت ان تخلق حالة من الرعب المستديم بحيث ولازال ولحد هذه اللحظة يحذر الخبراء الامنيون والاستخبارات من عدم المغامرة مرة اخرى ضد المقاومة في غزة.
الا ان وفي الطرف المقابل برز تهديدا جديدا وخطيرا للكيان الغاصب للقدس والذي خلق حالة من القلق الكبير وهي انفاق المقاومة التي تستفيد منه في التحرك بحرية تحت الارض لنقل الاسلحة والمعدات والمؤن لابناء المقاومة الباسلة فيما اذا فكر العدو الصهيوني بشن عدوان جديد اضافة الى ذلك يمكن ان يكون هذه الانفاق افضل وسيلة للانقضاض على جيش العدو وتاسير جنوده بسهولة.
لذلك فان الحديث الذي يدور في الاوساط العسكرية والسياسية الصهيونية هو الذهاب الى قصف وهدم هذه الانفاق لقلع رئة المقاومة التي تتنفس منها. الا ان هذه الامر قد شكل حالة من القلق الكبير لدى هذه الاوساط بحيث خرجت تصريحات الخبراء الامنيين محذرين نتنياهو وقادة جيشه من ارتكاب مثل هذه الحماقة لانها وكما عبر احدهم ولصحيفة يديعوت بان ارتكاب مثل هذا الامر يجعلنا نواجه حربا اشد قسوة وخطورة من حرب عام 2014، مما يعكس ان تصريح هذا الخبير الامني لم يأت من فراغ، بل ان المعلومات المتوفرة لدى اجهزة الاستخبارات الصهيونية تؤكد ان المقاومة الباسلة قد اعدت نفسها اعدادا جيدا وبصورة تجعله من ان يكسب الجولة وبكل سهولة، خاصة وان الاوضاع في الضفة الغربية والقدس الشريف قد خلقت حالة من الارباك الكبير بسبب استمرار انتفاضة القدس والتي ولحد هذه اللحظة عجزت قوات وشرطة العدو من ايقاف زخمها او اضعاف قدرتها.
اذن فانه وفي ظل هذه الاجواء ومن خلال عجز قواته من مواجهة الانتفاضة الباسلة يعتبر القيام بأي مغامرة اخرى لن يكتب لها النجاح ويحكم على نفسه بالموت. وعلى جيشه اما الهلاك او الاسر ولا شئ غير ذلك.