kayhan.ir

رمز الخبر: 31763
تأريخ النشر : 2015December30 - 21:24

قل موتوا بغيضكم

لا عجب ان تتباكي واشنطن والرياض أي "السيد" و"العبد" في آن واحد على مقتل الارهابي قائد ما يسمى بجيش الاسلام "زهران علوش" جزار دمشق وقاتل اطفالها ونسائها لم مارسه من قصف عشوائي لهذه المدنية الآمنة ومدارسها طيلة السنوات الماضية، ويعلنا بكل صلافة بان مقتل علوش "لا يخدم محاولة التوصل الى حل سياسي في سوريا".

فضيحة ما بعدها فضيحة ان يحشرا وزير الخارجية البلدين كيري وجبير نفسهما في تناقض واضح وصارخ فمن جهة يعلنا باستمرار بانهما ضد الارهاب ويحاربانه وفي نفس الوقت يتباكيان على مقتل زعيم ارهابي طبعت اصابعه الارهابيى في دمشق و زواريبها وهذا يؤكد ان الطرف الاميركي والسعودي هما من يرعيان الارهاب ويسهران على بقائه. والامر الاخر الذي يفضح هاتين الجهتين الاولى اب الارهاب والثانية ام الارهاب هو ادعائهما التوصل الى حل سلمي في سوريا في وقت يعلم الجميع وهذا ما يتباهيان بها هاتين الدولتين الشريرتين بانهما يسلحان "المعارضة المعتدلة"!. واذا كنتما حقا تؤمنان بالحل السلمي في سوريا لقطعتما دعمكما التسليحي لهذه المجموعات الارهابية التي سميتموها زورا وبطلانا ب"المعارضة المعتدلة" ومتى كانت المعارضة المعتدلة وفي اي بقعة من العالم تحمل السلاح حتى تكون نظيرتها لها في سوريا.

ان هذا الحرص والتباكي على مقتل زعيم ارهابي تخرج من الجامعات السعودية وكانت له صلات وثيقة بـ"خادم الحرمين الشريفين" يؤكد طينتكما الخبيثة المشتركة في استخدام الارهاب وسيلة للوصول الى غايات شيطانية وهيهات وهيهات ان تصلوا الى ذلك على حساب اراقة دماء الشعوب البريئة والامنة والتي ستلاحقكم الى الابد.

هذه "التصريحات الفاضحة" التي عرت اصحابها تأتي في وقت تهالك احد اهم الاطراف الداعمة لداعش اي اردوغان على زيارة الرياض ليتسول على ابوابها عسى ان يخفف من الاعباء الكبيرة التي باتت تثقل كاهله جراء استمرار الازمة السورية لكنه اخطأ البوصلة هذه المرة ايضا كما هي كل خطواته الحمقاء طيلة الازمة في تعنته على ابقاء الحرب مفتوحة في سوريا واسقاطه الطائرة الروسية ومجازفته في احتلال العراق، سيرجع خائبا فاض اليدين لان صاحبه "خادم الحرمين الشريفين"الذي ارهقته اعباء الحرب اليمنية وتداعياتها هو الاخر مفلسا لا يقوى على العاف الاخرين في وقت بات اقتصاده يحتضر.

وما يدلل قراءتنا لافلاس الطرفين السعودي والتركي على تحقيق اي شيء ملموس في الوقت الحاضر هو خروجهما بـ "عنوان خطابي كبير" اسموه انشاء "مجلس تعاون استراتيجي" لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين. ان هذا المجلس المزعوم التي يفتقد الى الركائز الاساسية لتفعيله يستند في الوقت الحاضر على رمال متحركة فما ينتظر الجانبان من هذه العناوين الفضفاضة وما يؤكد ذلك هو توقيع الرياض للاتفاقيات السابقة مع باريس سواء في علاقاتهما المشتركة او ما يخص لبنان لم تشهد النور مطلقا.

لكن العامل الاساس والمقلق الذي دفع بالرئيس اردوغان الخاسر الاكبر في الازمة السورية لزيارة الرياض وتدارك الامر معها هو خيبته الكبيرة من الانهيار الوشيك والمحتوم لداعش وباقي الفصائل الارهابية التي عول عليها الطرفان طيلة السنوات الماضية لاسقاط الرئيس الاسد واخضاع سوريا للمشروع الصهيوـ اميركي لكنه تناسى ان صاحبه سلمان هو اكثر غرقا وبؤسا وقلقا منه لما ستؤول اليه الامور في اليمن وقد يدفن في رمالها.

وليطمئن الرئيس اردوغان والملك سلمان وسيدهما الاميركي اوباما بانهم سيدفنون في مزبلة التاريخ والرئيس الاسد باق وهذه سنة الحياة لانهم اجرموا بحق شعب آمن واغرقوه بالدماء والدمار لا لشيء سوى انه اراد ان يعيش سيد نفسه ويدافع عن قناعته في البقاء بمحور المقاومة دفاعا عن فلسطين وان مستقبل الشعب السوري وفقا لتطورات الميدان الحالية بات اكثر اشراقا واملأ بالانتصار على الارهاب والقوى الداعمة له وان الرئيس الاسد سيبقى رغم انوفكم وموتوا بغيضكم لان الشعب السوري هو صاحب القرار الاول والاخير في هذا المضمار.