kayhan.ir

رمز الخبر: 3123
تأريخ النشر : 2014July02 - 19:45

المال لا يغسل دماء الابرياء!!

مهدي منصوري

لم يطرق اسماعنا ان الحكومة العراقية قد طلبت مساعدات من احد او انها اعلنت حاجتها للمال ولاي سبب كان. ولذلك كانت مبادرة ملك السعودية بالامس بدفع مبلغ 500 مليون دولار كمساعدة للشعب العراقي مثيرة للاستغراب والتساؤل بحيث تركت الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام؟ ومنها هل اصبحت خزينة العراق خالية من الاموال، ولذلك مد يده لطلب المساعدة وممن من السعودية التي ايتمت الاطفال ورملت النساء ووضعت في كل بيت من بيوت العراقيين النائحة من خلال دعمها اللامحدود لقتل ابناء الشعب العراقي؟ وذلك من خلال ارسالها الاف الارهابيين الذين يصل ضجت بهم السجون العراقية واغلبهم من السعوديين، اي انها اخذت تزرع الموت في نفوس الطرفين وان كل شارع وفي اي منطقة من مناطق العراق غرقت بدماء الابرياء من العمال واصحاب المحلات التجارية والنساء والاطفال التي استهدفهم الحقد السعودي الاسود.

والسؤال المهم فهل يمكن لهذا المال ان يغسل هذه الدماء او يزيل الالام والمعاناة التي لا زال الشعب العراقي ولحد هذه اللحظة يدفع ثمنها من خلال دعم الارهابيين والقتلة وتحت مسميات عديدة؟ الا كان بامكان ملك السعودية ان يتخذ قرارا شجاعا وجريئا واذا كان صادقا في دعواه من رفع معاناة الشعب العراقي وهو الطلب من الارهابيين الذين جندهم وجعل منهم جيشا جرارا من القتلة يزهقون الارواح ويسفكون دماء الابرياء يدفعهم بذلك حقدهم الطائفي المقيت ولا غير ان يعودوا من حيث أتوا ليحقن دماء الابرياء، ام انه بريد من ارسال هذه الاموال وكما ذكرت مصادر سياسية واعلامية عراقية ان يقوي شوكة الارهابيين ولاغير ،لان العراق ليس الصومال ولم يكن بلدا فقيرا ينتظر ان تغدق عليه الدول المساعدات، لذلك فانهم اعتبروا هذه المبادرة تحمل في طياتها الكثير من المآرب خاصة وان الموقف السلبي للنظام السعودي من العملية السياسية وخلال العشر السنوات الماضية لم تدع مجالا للثقة والاطمئنان لاي مبادرة كانت.كما لقتت هذه الاوساط الى مسألة مهمة الا وهي لماذا لم يغدق الملك هذه الاموال على فقراء السعودية والتي وصلت نسبتهم الى 45% كما ذكرت تقارير المنظمات الانسانية الدولية؟.

لذلك واجهت هذه المبادرة الرفض القاطع من الشعب العراقي والذي جاء على لسان نوابه مذكرين من ان السعودية ومن خلال تجربة مريرة قد اخذت على عاتقها اسقاط العملية السياسية ومارست الكثير من الممارسات واستخدمت مختلف الاساليب ودعمت الكثير من السياسيين بالمال من اجل اسقاطها ولكنهم فشلوا في ذلك، فلذلك فانها تريد ومن خلال هذه الخطوة المستهجنة ان تستعطف ابناء الشعب العراقي وتريد بنفس الوقت ان تلمع صورتها امام هذا الشعب من انها تشعر بمعاناتهم. ولكن هذه الاساليب الخادعة لا يمكن ان تمر على الشعب العراقي او تغير الصورة السيئة التي ارتسمت في ذهن ابنائه وكيف يمكن ذلك وهم يرون ان ابناءهم ومدنهم يذهبون ضحايا للمجموعات الارهابية الممولة والمدعومة من الرياض.

ولذلك فان الشعب العراقي الذي يدرك جيدا انه هو المستهدف الوحيد فلا يمكن ان يضع ثقته الا بحكومته المنتخبة وبقواته المسلحة التي تواجه الارهاب الاعمى المدعوم سعوديا وانها تتطلع إلى اليوم الذي يزال فيه هذا الغم الارهابي وتطهر ارض العراق من رجسهم وعند ذاك يمكن ان يكون لكل حادث حديث.