kayhan.ir

رمز الخبر: 29910
تأريخ النشر : 2015November23 - 21:16
مؤكداً أن ما يشهده العالم حالياً حرب إرادات خلال استقباله رؤساء روسيا وفنزويلا ونيجيريا، كلاً على أنفراد..

القائد: اميركا تخطط لتضر بشعوب ودول المنطقة ويجب إجهاضها عبر التحلي بالحكمة وتعزيز التعاون

طهران - كيهان العربي:- رحب قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد على الخامنئي بتنمية التعاون الثنائي والاقليمي والدولي مشيدا بالدور الفاعل الذي تلعبه موسكو في القضايا الاقليمية لاسيما سوريا .

واضاف سماحة القائد الخامنئي خلال استقباله امس الاثنين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين، قائلا: ان خطة اميركا طويلة الامد تضر بشعوب ودول المنطقة لاسيما ايران وروسيا وينبغي اجهاضها من خلال التحلي بالحكمة وتعزيز التعاون .

ووصف سماحة قائد الثورة الاسلامية خلال اللقاء الذي استغرق ساعتين، الرئيس "بوتين" بانه شخصية بارزة عالميا في الوقت الراهن مثمنا الجهود التي بذلتها بلاده في الموضوع النووي، وقال: ان هذه المسألة وصلت الى مرحلة ما ولكننا لا نثق بالجانب الاميركي ابدا ونراقب اداءه وسلوكه عن كثب في هذه القضية .

واشار الى الارادة الجادة للرئيس "بوتين" والمسؤولين الايرانيين لتعزيز العلاقات الثنائية منوها بالقول ان مستوى العلاقات لاسيما في المجالات الاقتصادية يمكن ان يشهد نموا اكثر مما هو عليه الان.

ولفت سماحته الى التعاون الجيد بين طهران وموسكو في المجالات السياسية والامنية واصفا مواقف الرئيس الروسي في خصوص مختلف القضايا لاسيما خلال العام ونصف العام الماضي بانها ممتازة ومبدعة واضاف: ان اميركا تسعى دائما الى جعل منافسيها في موقف الانفعال الا انكم أجهضتم هذه السياسة .

وراى سماحة القائد الخامنئي ان قرارات ومواقف موسكو فيما يخص الازمة السورية ادت الى تعزيز مصداقية روسيا لاسيما الرئيس "بوتين" اقليميا ودوليا، واضاف: ان الادارة الاميركية وبناء على مخططها الذي وضعته للامد الطويل تحاول من خلال السيطرة على سوريا ومن ثم توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة التعويض عن الفراغ التاريخي المتمثل بعدم وجود موطيء قدم لها في غرب اسيا، وهذه الخطة تشكل تهديدا لجميع شعوب ودول المنطقة لاسيما روسيا وايران.

واكد سماحته: ان الاميركيين واذنابهم يحاولون تحقيق ما لم يحققوه عبر الخيارات العسكرية من خلال الاليات السياسية، وهذا ما ينبغي التصدي له بشكل فاعل وواعي.

وراى سماحة قائد الثورة الاسلامية، ان إحدى نقاط ضعف السياسات المعلنة الاميركية هي اصرارها على رحيل الرئيس الاسد أي الرئيس الشرعي والمنتخب من قبل الشعب السوري واضاف: لقد حاز الرئيس السوري على غالبية اصوات الشعب بمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية والقومية في انتخابات عامة ولا يحق لاميركا ان تتجاهل هذا الراي والخيار الشعبي السوري.

وشدد سماحته على ان اي حل للازمة السورية يجب ان يتم بعلم الشعب السوري ومسؤولي هذا البلد.

واعتبر سماحة القائد المساعدات المباشرة وغير المباشرة التي تقدمها اميركا للجماعات الارهابية ومنها "داعش" بانها من نقاط الضعف الاخرى للسياسات الاميركية وتابع قائلا: ان التعاون مع الدول التي لا تحظى باي مصداقية ومكانة لدى الراي العام الاقليمي والدولي بسبب دعمها للارهاب، يكشف عن عدم نزاهة الدبلوماسية التي تعتمدها الادارة الاميركية .

وشدد سماحة قائد الثورة الاسلامية بالقول: لهذا السبب فاننا وباستثناء الموضوع النووي (وذلك لاعتبارات خاصة) ليس لدينا أي محادثات ثنائية مع اميركا ولن تكون لا في خصوص سوريا ولا في خصوص أي موضوع آخر .

وشدد سماحته على الاهمية البالغة لحل الازمة السورية بشكل صحيح لمستقبل المنطقة منوها بالقول: ان لم يتم قمع الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الجرائم والفظائع في سوريا فان نطاق نشاطاتهم المخربة ستمتد الى اسيا الوسطى والمناطق الاخرى ايضا.

من جانبه اشار الرئيس الروسي الى التجارب القيمة لسماحة قائد الثورة الاسلامية معربا عن ارتياحه حيال هذا اللقاء، وقال: ان تنمية التعاون بين البلدين لاسيما في مجالات التقنية والجوفضاء والتكنلوجيات المتطورة تشهد وتيرة متسارعة، ونحن نشعر بالارتياح حيال التعاون الفعال مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في خصوص القضايا الامنية وتسوية الازمات الاقليمية والدولية .

ووصف الرئيس "بوتين" الجمهورية الاسلامية في ايران بانها بلد مستقل وصلد ذو مستقبل واعد وقال: اننا نعتبر ايران حليفا موثوقا على الصعيدين الاقليمي والدولي .

وتابع : لقد قطعنا عهدا بان لا نطعن حلفاءنا من الخلف ولن نقوم باي اجراء يضر بهم من خلف الكواليس، وان كان هناك خلاف فاننا نسويه من خلال الحوار.

ووصف مواقف البلدين فيما يخص الموضوع السوري بانها متقاربة مشيرا الى اهمية التعاون في هذا المجال وقال : نحن ايضا نعتقد بان حل الازمة السورية يتم عبر الخيار السياسي، والرضوخ لراي الشعب وتلبية مطالب جميع الطوائف والكيانات السياسية في هذا البلد، ولا يحق لاي احد بان يفرض رايه على شعب هذا البلد وان يقرر مصير الحكومة او رئيس الجمهورية بدلا منه.

وشدد الرئيس الروسي بالقول : كما اشرتم سماحتكم فان الاميركيين يريدون تحقيق ما لم يحققوه في ساحة الحرب عبر طاولة الحوار ولكننا نراقب هذه المسالة بدقة .

واكد الرئيس "بوتين" استمرار الهجمات الروسية ضد الجماعات الارهابية في سوريا مشددا على ضرورة التعاون والتنسيق الفكري بين طهران وموسكو لتسوية الازمة السورية سياسيا، وقال: ان الذين يتشدقون بالديمقراطية على الصعيد الدولي لا يمكنهم معارضة الانتخابات في سوريا.

وفي الختام اهدى الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" نسخة خطية قيمة من القران الكريم لسماحة قائد الثورة الاسلامية حيث شكر سماحته الرئيس الروسي على هذه الهدية القيمة، وهي عبارة عن أقدم نسخ القرآن الكريم المخطوطة.

وخلال استقباله الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"، اشاد سماحة القائد الخامنئي بصمود الشعب الفنزيلي في مواجهة الاستكبار مؤكدا بالقول: ان السياسات الاستكبارية اليوم هي بمثابة البلاء العظيم الذي يهدد البشرية، وان السبيل الوحيد للتقدم وانتصار الدول المستقلة يتمثل في الصمود والاعتماد على الشعوب في حرب الارادات .

واشار سماحته، الى الاطماع السياسية لاميركا في منطقة اميركا اللاتينية منوها بالقول: ان اميركا كانت تعتبر هذه المنطقة كفنائها الخلفي ولكن صمود الفنزويليين اجهض السياسات الاميركية الطامعة بثروات اميركا اللاتينية وحولها الى منطقة مستقلة ذات هوية.

وراى سماحة القائد: ان الهدف من الضغوط الاميركية هو النيل من الصمود الملهم للشعب الفنزويلي، واضاف: أن ما يشهده العالم من حروب اليوم في الحقيقة هي حرب الإرادات وانتم من خلال الصمود وتعزيز الارادة والاستفادة من الطاقات العظيمة لبلادكم يمكنكم التغلب على هذه المشاكل.

ولفت سماحته الى الانموذج الناجح للثورة الاسلامية في اسقاط النظام البهلوي العميل والمدجج بالسلاح وقال: ان الامام الخميني /قدس سره/ ومن خلال تعبئة الجماهير تمكن من اسقاط النظام المدعوم من اميركا واوروبا، وطريق النصر والنجاح للدول المستقلة يتمثل في تطبيق هذا الانموذج.

ووصف تحقيق الجمهورية الاسلامية في ايران للتطور العلمي والتقني اللافت رغم الكم الهائل من الضغوط وحظر الاعداء بانه تجربة قيمة واضاف: ان هذه التجربة تحققت بفضل تواجد ومساندة ابناء الشعب معتبرا مفتاح حل المشاكل بانه يتمثل في استقطاب مشاعر وعواطف الشعوب عبر تقديم الخدمة الصادقة لها.

من جانبه اعرب الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورور" عن ارتياحه لتجدد اللقاء مع قائد الثورة الاسلامية واصفا ايران بانها بلد ذو هوية تاريخية، وقال: ايران وفنزويلا اصدقاء حقيقيون ويتمتعان بعلاقات مستديمة.

واشار الرئيس "مادورو" الى الاحترام والحب الذي كان يكنه الرئيس الفنزويلي الراحل "هوغو تشافيز" لايران وسماحة قائد الثورة الاسلامية، واضاف: انا ايضا حظيت بدروس كثيرة منكم وان تصريحاتكم وتوجيهاتكم كان لها اثر كبير علي.

واكد الرئيس الفنزويلي على ضرورة الصمود للدفاع عن الاستقلال الوطني منوها بالقول : ان الامبريالية ومن خلال اشاعة الفوضى في العالم واذلال الدول تسعى الى النيل من استقلالية الشعوب.

واشار الى استعداد فنزويلا حكومة وشعبا لمواجهة المؤامرات الاميركية وقال: كما اكدتم سيادتكم فان علينا ان نهزم الاعداء من خلال تعزيز الارادة والاعتماد على الطاقات الشعبية.

كما اشار الرئيس الفنزويلي الى اهمية مؤتمر الدول المصدرة للغاز وضرورة استعادة منظمة "اوبك" لدورها المحوري، واضاف: علينا التخطيط للنهوض بمستوى التعاون الثنائي وتنفيذ المشاريع المشتركة والمحافظة على المستوى الممتاز للعلاقات كما في السابق على مختلف الاصعدة .

وعلى الصعيد ذاته اعتبر سماحة القائد الخامنئي تعزيز التعاون بين الدول الاسلامية للدفاع عن هوية الاسلام والمسلمين بانه ضرورة اساسية، مؤكدا: ان التحالفات العالمية التي تدعي مكافحة التيارات الإرهابية لا يمكن الوثوق بها أبدا، لان الجهات التي تقف خلف تشكيل ودعم الجماعات الارهابية مثل "داعش" هي نفس هذه العناصر المخربة لاسيما اميركا .

وراى سماحته خلال استقباله أمس الاثنين الرئيس النيجيري "محمد بوهاري"، ان اعداء الاسلام الذين يعلنون عن عدائهم بصراحة والذين يعادون الاسلام باسم الاسلام هما كشفرتي المقص واضاف: على الدول الاسلامية ان تصون هويتها ومصالحها امام هؤلاء الاعداء من خلال تعزيز التعاون فيما بينها.

ووصف سماحة قائد الثورة الاسلامية الإتكاء على مساعدات أميركا والغرب في مكافحة التيارات الإرهابية كـ"داعش" و"بوكوحرام" بأنه أمر غير صائب وقال: بناء على المعلومات الموثوقة فإن أميركا وبعض الدول الرجعية في المنطقة تساعد جماعة "داعش" في العراق بشكل مباشر ولديها دور مخرب.

واعتبر تعزيز الروابط بين الدول الاسلامية بانه لا يعني اغلاق الباب امام العلاقات مع الدول الاخرى، واضاف: ان الجمهورية الاسلامية في ايران لديها علاقات واسعة مع جميع الدول باستثناء اميركا والكيان الصهيوني، لكننا في نفس الوقت نعتقد بضرورة تقارب الدول الاسلامية اكثر فاكثر.

واعرب سماحته عن ارتياحه حيال اختيار السيد "بوهاري" رئيسا لنيجيريا باعتباره شخصا مسلما وملتزما منوها الى الطاقات العظيمة المتوافرة لدى البلدين مؤكدا بالقول: يجب التعرف على الطاقات المتبادلة واستثمارها.

من جانبه وصف الرئيس النيجيري محمد بوهاري العلاقات بين بلاده مع الجمهورية الاسلامية في ايران بانها علاقات قديمة ومتينة، وقال: ان الجمهورية الاسلامية في ايران بلد متقدم وكبير يتمتع بطاقات عظيمة للتعاون.

وثمن الدعوة التي قدمتها ايران للمشاركة في مؤتمر الدول المصدرة للغاز منوها بالقول: انني اليوم وخلال اللقاء مع سماحتكم تعلمت الكثير من الدروس واشكركم على هذا اللقاء واثمن توجيهاتكم.