kayhan.ir

رمز الخبر: 29870
تأريخ النشر : 2015November23 - 20:04

حمدان : ال سعود سيمنون بهزيمة مدوية في اليمن ...والمناخ الامني في لبنان يحظى بحصانة

محمد فحص

تشتعل المنطقة اليوم بالكامل ، يثور الارهاب على أباه وأمه ، وأضحى يضرب في المكان الذي يراه نقطة قوة له ومصلحة لانتشاره ولملمة خيباته من ساحات المعارك الخاسرة، ولكن من اجتمع العالم بالأمس لاسقاطه ، ها هو اليوم يسطر بطولات على كافة الجبهات السياسية العسكرية ، ويرد الصفعة بالصفعة.

اطلالة سريعة على احداث المنطقة ومستقبلها وتفكيك احجياتها ومواقف سياسييها ، وجولة على أهم الملفات المحلية والاقليمية والدولية مع أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون العميد مصطفى حمدان خلال مقابلة خاصة لموقع العهد الإلكتروني.

س : الدعم الروسي اليوم لـ”سوريا” كيف سيترجم على الأرض؟ وهل سيحدد بداية نهاية العدوان؟

ج: إن صمود الرئيس بشار الأسد والدعم الروسي الناتج عن ادراك الرئيس فلاديمير بوتين انه يدافع عن موسكو من قلب دمشق ترجم بضربات استراتيجية استهدفت المقرات الاساسية وغرف عمليات الارهابيين التي اسسها ضباط استخبارات من اوروربا واميركا ، اديا الى تغيير الواقع الميداني وتقدم الجيش العربي السوري على أكثر من جبهة ، حيث انهارت دعائم "عصابات الأخوان المتأسلمين” وهذه هي التسمية الصحيحة للإرهاب المتخفي تحت مسميات "داعش” و "جبهة النصرة” وغيرها من التسميات،هذا الدعم يسري في خطة واضحة المعالم من الألف الى الياء فيما يتعلق بالواقع السياسي والعسكري والواقع الجيوسياسي ، وهذه الانجازات في الاشهر الثلاثة الاولى من الدعم الروسي رسمت المعالم الاساسية في الحرب ضد الارهاب، وظهرت جليا بالإلتفاف الدولي حول هذا الدعم والتغير المتدحرج في مكافحة الارهاب الذي يبشر بنهاية مرحلة مهمة من مراحله وتحديدا عند وصول الجيش العربي السوري الى الحدود مع تركيا.

ولكن في ظل مكافحة الارهاب أو ما نسميه بالحرب اللامتناسقة في سوريا لا يمكن تحديد زمن أو وقت لان هكذا حروب تحمل الكثير من المفاجات.

س : اليمن اليوم تعاني إجرام أكبر من إجرام السعودية ، الآ وهو الصمت الدولي والعربي حول العدوان، الى متى سيظل السعودي مستمر في هدر الدم اليمني دون كلمة من أحد؟ وما موقفكم مما يجري؟

ج : أولا هناك لغط كبير حول موقف الناصريين في لبنان حول موضوع اليمن ، فالناصري العربي القومي اللبناني اذا ما كان وفيا للقائد جمال عبد الناصر لا يمكن أن يكون موقفه مع السعودية ، ولا تزال مقولة عبد الناصر الشهيرة راسخة في قلوبنا وعقولنا وموقفنا التي تقول حذاء اصغر جندي مصري انظف من تاج ملوك بيت سعود ، وانا اليوم أكررها ولكن مع بعض التعديل لأواكب التطور والتحديث وأقول " قدم كل طفل يمني سقط شهيد على أرض اليمن بفعل اجرام آل سعود وبسبب السلاح الغاشم المجرم الذي يستخدم في غير محله اي بدل محاربة العدو الصهيوني ، هذه القدم برأس كل ملوك السعودية وامرائها” ، هذا موقفنا وعليه ان يكون واضح للجميع. نحن ضد الارهاب السعودي في اليمن بعيدا عن نظرتنا الى ما يجري في الداخل المحلي اليمني ، حيث لدينا الكثير من النقاط والملاحظات على الواقع المحلي ولكن لا نقبل ان يستمر سلاح النفط بقتل الابرياء من الشعب اليمني العزيز.

أما هذا الجرح اليمني هو عبارة عن تقاطع جيو استراتيجي للدول العملاقة والحل هنا سيأخذ وقت ولكن أنا متأكد أنه سيصب في مصلحة الشعب اليمني وسينعكس هزيمة مدوية على ممالك آل سعود، فالسعودية أضحت ممالك لا مملكة ، وأي وقف لاطلاق النار هناك هو نهاية محمد بن سلمان السياسية ونسفه من المشهد السياسي للمنطقة.

س : من بوابة السعودية سندخل الى الواقع المحلي ومن قضية امير الكبتاغون وما نشر عن مقايضة بينه وبين صفقة السلاح المقدمة من السعودية، هل سترضخ الدولة فعلا لهذا المطلب؟

ج : السؤال الأهم أين اصبحت قضية امير الكبتاجون ؟ ولماذا طويت عن صفحات التداول السياسي والمحلي والاعلامي؟

هذه الكمية الكبيرة من الكبتاجون تقضي على السعودية بأكملها ، وهنا أرى أن هذه الكمية هي ليست للسعودية فهناك مشروع اكبر من ذلك تديره الاستخبارات الأميركية ، والسعودية اداة لا أكثر فيما الهدف برأيي هو ارسال هذا السم الى الشرق الأقصى لضرب المجتمعات وتفتيت الشعوب ، وبما يخص مقايضة الامير بالسلاح ، أسأل ما موقف الرئيس بري من ذلك وما موقف الرئيس سلام ووزير الداخلية والعدل ، ما موقف مجلس الوزراء مجتمعا وطاولة الحوار؟

اقول اي خطأ يرتكب في هذه القضية سينعكس سلبيا على المجتمع والسياسة ، وله ارتدادات خطيرة ، ومن أبسط الأمثلة : من يمكن أن يمنع أي أحد أن يبيع المخدرات أمام مجلس الوزراء؟ لا أحد، اما بموضوع تبادل السلاح فهذا هراء ومجرد كلام لأن الصفقة أنتهت ولا وجود لها ، السعودية اليوم لا تمتلك المال لتشتري لنفسها السلاح.

س : هل لبنان عاد ساحة رسائل "دامية” بين الدول أول احرفها جريمة برج البراجنة؟ وهل هناك سلة حلول سياسية متكاملة سيشهدها لبنان ركيزتها "مبادرة السيد نصرالله”؟

ج : ما جرى في برج البراجنة يرتبط بما جرى من اسقاط طائرة مدنية روسية فوق سيناء وذلك في اطار الحرب المفتوحة ضد الارهاب ومن يقاتل الارهاب جدياً ، وهذان الحادثان يختلفان عما جرى في شوارع باريس لأن ما جرى في باريس هو ارتداد السياسة الفرنسية المغذية للإرهاب والممولة له على ناسها وشعبها وخاصة بعد الدعم الروسي.

التقجير في برج البراجنة جاء ردا على الانجازات الميدانية في سوريا ، وهو يأتي في إطار اعطاء المعنويات للخلايا الارهابية في لبنان المخدرة بعد انجازات القوى الامنية التي نحييها على انجازاتها وخاصة فرع المعلومات والأمن العام الذي كان لهما الفضل في كشف الخلايا الارهابية بل باستباق بعض العمليات الاجرامية وما جرى في طرابلس خير دليل ، اما المقصود في التفجير هنا فهو اعادة ضخ الطاقة في الشباب اللبناني وتغذيته طائفيا ليذهب ويقاتل في سوريا ، ولكن علينا ان نعي ان هذا التفجير لا يعني التفجير الكلي للمنطقة ، لأن المناخ الاستراتيجي الأمني في لبنان موجود ، وبالتأكيد لا يوجد استقرار 100% ولكن هناك حصانة وصيانة من كل الاجهزة الامنية اللبنانية بالاضافة لجهاز أمن المقاومة.

أما بما يخص مبادرة السيد نصرالله ، فهي أتت من منطلق الناصح ، ومنطلق تحمل المسؤولية الوطنية وما ينعكس من استقرار داخلي ، ولم نسمع اعتراض من احد لأن تلك الرؤوس الحامية المعترضة أصبحت اليوم في الثلاجة وباردة جداً وخاصة بعد الدعم الروسي لسوريا وما يجري من انجازات هناك، أما رد الرئيس سعد الحريري كان لأول مرة ردا حكيم ومهذب ، ولكن هذا التهذيب مؤقت ومهزوم لان كل الابواب اليوم مقفلة بوجهه.

أنا أرى أن النظام اللبناني يتبنى المقولة التالية : "فالج لا تعالج”، وكل ما نراه هو ليس سوى جلسات كلام وتضيييع وقت وتناول الطعام فقط لا غير ، لان هذا النظام السياسي مهترء وفاسد بل أكثر من ذلك "تمسح”.

س : فلسطين هي الملف الاساس الحاضر الغائب عن الاجندة العربية , لماذا ؟

ج : كل ما جرى في العالم من "صقيع عربي” طال كل الدول العربية هدفه الاساسي إعلاء شأن يهودية الكيان الغاصب وذلك عبر اشادة امارات وخلافات وجمهوريات موز وشيوخ ومشايخ ، وابعاد الفلسطينيين عن ارضهم الى هذه الامارات ولرفع هذه الشعارات ، حيث يقال لهم تريدون الجنة فهذه الامارات سبيلكم لها ، اما فلسطين هذه هي لنا نحن اليهود ، وهم يعملون ليل نهار ليغيروا المفهوم الراسخ لدينا أن اي جهاد خارج فلسطين يفتح ابواب جهنم ، حيث الجنة ندخلها من بوابة فلسطين، وانا عل ثقة أن المقاومة في لبنان بقيادة امينها العام السيد نصرالله، وسوريا برئيسها الاسد الذي لم يبدل البوصلة رغم كل ما جرى ويجري على ارض بلاده ومعهم كل حركات المقاومة والجماهير العربية القومية الرافضة ليهودية الكيان ستنتصر وستحرر فلسطين وهذه حتمية تاريخية ستتحقق .