الهلع الاميركي من روسيا!
مهدي منصوري
حاولت الولايات المتحدة على مدى اكثر من عقد من الزمن وبعد ان تفككت الى دويلات ان تطوق روسيا وتحجيم قدرتها وقوتها كي تجعل منها دولة اقليمية وتخرجها عن كونها دولة عظمى او كبرى في العالم . ومن الواضح ان هذه المحاولات والتي اخذت اساليب واشكال متعددة لم تعد تعط النتيجة المرجوة لاميركا مما يعكس حالة الخيبة التي تنتابها اليوم وهي ترى ان موسكو قد اخذت زمام المبادرة وبصورة تمكنت ان تفرض نفسها لاعبا دوليا واساسيا على الحضور في ازمة المنطقة والقرم، لذلك فان الرعب والخوف اخذ يدب في قلب هذه الادارة بحيث اخذت تصدر التصريحات النارية ضد موسكو، خاصة بعد فشل محاولات تطويقها من خلال قرارات الحظر التي مارستها بسبب الازمة الاوكرانية . الا ان كل هذه لم يفت في عضد الروس او تثنيهم لان يكون لهم دور فاعل وبارز بحيث انكفأ فيها الدور الاميركي بشكل فاضح خاصة في الدخول المباشر بحل الازمة السورية التي ما كان لها ان تستمر لولا التدخل الاميركي في دعم صفوف واشكال من الارهابيين وحركات المعارضة المتشددة والمعتدلة كل ذلك من اجل لتحقيق هدفها في اسقاط النظام السوري مستغلين الادعاءات الكاذبة من انه دمر وقتل شعبه وغيرها من هذه الاكاذيب، لذلك ما فتئت تصدر التصريحات بل في الواقع الصراخ من رجال الادارة الاميركية ابتداء باوباما وكيري وكارتر وماكين وغيرهم والتي تبرز وبوضوح حالة الرعب والغضب الذي انتابهم من التدخل الروسي في حل الازمة السورية وبغير الوجهة التي رسموها .
ولم يقف الامر عند هذا الامر بل ان حالة الخوف والهلع الاميركي من روسيا قد وصل حدا الى اثارة والذي احاب فيه به كارتر في منتدى عسكري في مكتبة رونالد ريغان على سؤال عن ماهية الرد الاميركي على احتمال استخدام روسيا السلاح النووي ضد بلاده، فاجاب وحالة القلق تبدو على ملامحه بالقول: نواصل الاستثمار في التكنولوجيات الملائمة لصد الاستفزازات الروسية ونعمل على تطوير منظومات الطيران بلا طيار منهيا حديثه بالقول كما نعكف على التوظيف في تطوير التكنولوجية الفضائية والقضاء المعلوماتي ناهيك عن جملة اخرى من الابتكارات التي لا يسع الافصاح عنها!.
هذه التصريحات تدل دلالة واضحة على ان واشنطن قد سيطر عليها هاجس الخوف والرعب وبصورة اخذت تتوهم وتعيش تحت وطأة هذه الاوهام. والسؤال المهم لكارتر هل ان واشنطن لا تملك اسلحة نووية او صواريخ موجهة نحو روسيا. فلماذا اذن هذا القلق والخوف؟.
الا ان من الواضح ان موسكو اليوم قد اخذت زمام المبادرة من واشنطن واثبتت مصداقيتها في مواجهة الارهاب، وبذلك سحبت البساط من تحت اقدام اميركا بحيث اظهرتها وبصورة لا تقبل النقاش انها هي الداعمة الاساسية للارهاب، وانها لا تريد لهذا الارهاب ان يزول او يضمحل، لذلك وجدت نفسها مضظرة للجوء الى ارسال رسائل التهديد الجوفاء التي لا تنم الا عن حالة الخيبة والخسران التي منيت بها وتعيشها بمرارة اليوم.