نصر الله: الانتفاضة الفلسطينية الجديدة تضع الامة امام مسؤولياتها ويجب مساندتها على أرض الواقع
طهران - كيهان العربي:- قال الامين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصرالله: ان ما يجري اليوم في فلسطين يعبّر عن روح جهادية عالية وراقية ونحن امام عمليات يومية أو شبه يومية ونجد عددا كبيرا من العمليات يعبّر عن اليقين والايمان الذي يمكن ان يدهش العالم وعمليات الطعن او الدهس غالبا ما تنتهي بالشهادة.
وقال السيد نصر الله خلال كلمته في "الملتقى العلمائي الدولي لدعم فلسطين" الذي عقد عصر أمس الجمعة في العاصمة اللبنانية بيروت، قال: ان هذه الانتفاضة ادخلت الرعب والخوف الى كيان الصهاينة واثرت على اوضاعهم الاقتصادية، لافتا الى ان الانتفاضة الجديدة فاجأت الصهاينة لأن هذا الامر لم يكن في صلب توقعاتهم. وشدد سماحته على ان الانتفاضة تضع الامة من جديد امام مسؤولياتها تجاه فلسطين والاقصى.
ولفت الامين العام لحزب الله الى ان الشعب الفلسطيني يناضل منذ عشرات السنين كممثل للامة وكنائب عنها وحاضر في الخط الامامي في الدفاع عن الامة ومقداساتها وخيراتها ومستقبلها، والمقاربة الخاطئة تقول انها مشكلة فلسطينية- اسرائيلية وبالتالي من يقاتل "اسرائيل" او يحمل راية المقاومة ضد "اسرائيل" يقال له هل تريد ان تكون فلسطينيا اكثر من الفلسطينيين؟.
واشار الى ان مشروع "اسرائيل الكبرى" سقط لكن "اسرائيل" الجاثمة المحتلة لفلسطين ما زالت قوية وتهدد شعوب المنطقة وتستفيد من كل الفرص القادمة وعلينا ان نبذل جهدا ونقول ان هذه "اسرائيل" وهذه اهدافها وهذا يحتاج جهدا سياسيا وثقافيا واعلاميا. واشار الى ان هناك للاسف من بات مقتنعا بأن اسرائيل لم تعد تشكل خطرا كما يحصل في لبنان.
ولفت الى ان الانسان يتألم عندما ينظر ويرى كيف تنهض الامة في الماضي وترسل مئات الالاف من المجاهدين الى افغانستان، هل افغانستان مقدسة اكثر من فلسطين؟
وشدد نصر الله بالقول: لو أتينا بمن ينفذ العمليات في العراق وافغانستان وباكستان وسوريا إلى فلسطين لكانت "اسرائيل" زالت من الوجود، وهناك اسلحة واموال طائلة تنفق وفتاوى تصدر لماذا لا يحصل هذا لفلسطين؟
واعتبر ان هناك من اقتنع أن "إسرائيل" لم تعد تمثل خطراً وهناك الكثير من الناس والشعوب بات عندها قناعة أنه لا يوجد أي تكليف شرعي او واجب ديني من جانبها إزاء فلسطين.
واكد الأمين العام لحزب الله انه يجب العمل الدؤوب بوجه الفتنة الطائفية والمذهبية وهناك مزاج عام عند مسيحيي العالم العربي والشرق مؤيد للقضية الفلسطينية.
واضاف: اقترح أن يبادر اتحاد العلماء لتشكيل إطار يشارك فيه حركات المقاومة ومراكز الابحاث نتحدث فيه عن الاسباب ونضع وسائل للعلاج وقد لا نستطيع ان نستقطب الامة كلها الى هذه المعركة الا اننا نقبل بالخمس. ولفت الى ان المعركة الاساسية تواجه خسائر ويجب ان نعمل للحد من الخسائر.
واكد اننا كلنا في قلب المعركة ويمكن ان نصل الى محصّلة ونوزع المسؤوليات على الحكومات والحركات والشعوب والنخب ووسائل الاعلام.
واشار سماحته الى اننا امام هذه التضحيات العظيمة للشعب الفلسطيني ندعو لمساندة حقيقية لهذه الانتفاضة الجديدة بعيدا عن الصراعات المستجدة والخلافات، وان ننظر اليها انها مؤهلة جدا في الحد الادنى للدفاع عن الاقصى والمقدسات ويمكن اذا استمرت واذا دعمت ان تفرض على العدو وسادته ان يبتعدوا عن المسجد الاقصى.
واكد اننا نثق بالله سبحانه وتعالى وبوعده الاكيد بالنصر للمجاهدين والمرابطين والخير المودع بأمتنا الى يوم القيامة وان الصراع نهايته الانتصار، المهم ان نعمل لنكون ممن يوفقهم الله تعالى ليكونوا من صناع هذا النصر الآتي بحول الله.
من جانبه قال رئيس رابطة علماء العراق الشيخ خالد الملا: لا بد من وقفة صادقة وصادمة مع الضمير ونحن نتحدث عن فلسطين وانتفاضتها .
واضاف: هناك لوم على علماء تجاهلوا الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون وراحوا يسعون للتفريق بين المسلمين .
أما أمين عام مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية الشيخ الاراكي فقال: الانتفاضة الفلسطينية المباركة الحالية لا بد أن تستمر حتى تحقيق الوعد الإلهي بالنصر.
وشدد بالقول: الدويلة الصهيونية لا شرعية لها ولا يجوز لأي كان الاعتراف بها، مضيفاً: الجهاد من أجل أرض فلسطين واجب شرعي حتى تحريرها بالكامل.
واكد، لا يحق لأحد أن يتنازل عن أرض فلسطين وحقها ولا عن أي شبر فيها. مشدداً على نصرة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل من أهم الواجبات الشرعية، وأن الدفاع عن فلسطين من البحر إلى النهر حتى التحرير واجب شرعي ومن أهم الواجبات .
على الصعيد ذاته قال القيادي في الجهاد الإسلامي نافذ عزام: من أبرز اسباب الانتفاضة الحالية استمرار الاحتلال والاعتداءات؛ وأن إدارة الظهر لما يجري في القدس جائزة مجانية تشجع اسرائيل على المضي قدماً في مشاريعها التهويدية .
وخاطب عزام العرب: لا تعاقبوا الشعب الفلسطيني بصمتكم أو بحيادكم أو عدم دعمه. مضيفاً، هناك خطر حقيقي يهدد المسجد الأقصى والقدس ولا يجوز التفريط بهما أو السكوت، وأن الانتفاضة اليوم هي لحماية القدس والمسجد الأقصى وبالتالي من أجل كل عربي ومسلم، ويجب أن نحمي الانتفاضة ونتوحد وراءها وحولها وان المقاومة ستبقى خياراً رئيسياً لنا .
أما رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود فأفتتح المؤتمر بقوله: الأمة تمّ تضليلها بالفتن والحروب والصراعات، مضيفا: هناك من باع فلسطين وارتضى لنفسه أن يكون خادماً أمام الاسرائيلي والأميركي .
واضاف الشيخ ماهر حمود: هناك من يتآمر اليوم على صوت الانتفاضة الذي هو الميادين بحجج واهية، مشدداً أن رؤيتنا لا تتأثر بالخيانات العربية والمؤامرات ولدينا قدرة الانتصار .
هذا وبحث عشرات العلماء من الدول الإسلامية أمس الجمعة في بيروت القضية الفلسطينية في ضوء التطورات التي تشهدها وانتفاضة القدس التي دخلت شهرها الثاني، وذلك تحضيراً لـ"الملتقى الدولي لدعم فلسطين" انسانياً وشرعياً .