تركيا وهزيمتها في الزبداني والفوعة
بعد عمليات الزبداني الموفقة واقفال الحصار حولها بالكامل لم يكن الجيش السوري ومعه المقاومة الاسلامية على عجل من امرهما لحسم الموقف فيها لانها تعتبر من الناحية العسكرية ساقطة ولا تستوجب المجازفة في تقديم المزيد من التضحيات لتحريرها لانها ما هي الا مسألة وقت وينتهي كل شيء. هذا الوضع شكل مأزقا قائلا للمجموعات المسلحة داخل المدينة لاخيار ثالث لها امام التسليم واما الموت الزؤام وهذا ما حمل الجهات الاقليمية المسيرة لهذه المجموعات وفي مقدمتها تركيا ان تتحرك لاطلاق مبادرات لوقف اطلاق النار ليس حرصا على حياة هؤلاء المحاصرين بقدر ما كانت تحرص على مصالحها بالامساك بورقة الزبداني كاداة ضغط تستفاد منها في الوقت المناسب.
ومن خلال قراءتنا لم حصل لاحقا من مبادرات سابقة لم تؤتي أكلها لانها لم تكن صادقة بل كانت محاولات لانقاذ الموقف عبر تسويف الوقت والضغط هنا وهناك للخروج بأقل الخسائر لكن عندما ايقنت الجهات المعادية انها اصطدمت بالحائط المسدود لاخراج هؤلاء المسلحين من خلال مجاري الصرف الصحي الى سهل الزبداني حتى يحتفظوا بمواقع المسلحين في الفوعة وكفريا ولا يخسروا هذه الورقة اضطروا لطرح وقف اطلاق النار مرة اخرى لانهم باتوا محاصرين من كل الجهات وليس امامهم من حيلة لذلك بات الموقف هادئا وحتى كتابة هذه السطور لم نسمح بأي خرق لوقت اطلاق النار يعكر الاجواء.
ولو لا الصمود البطولي لابناء بلدي الفوعة وكفريا في صد اشرس هجوم قامت به القوى التكفيرية تتقدمها النصرة لحد الان ضد البلدتين وكذلك الرد العنيف للجيش السوري والمقاومة الاسلامية لضرب المجموعات المسلحة ليس في محيط كفريا والفوعة فقط بل في المناطق المجاورة وانزال افدح الخسائر البشرية والعسكرية بما فيها قتل وجرح العشرات من التكفيريين ومن مختلف الجنسيات العربية والاسلامية يتقدمهم ابوالحسن التونسي احد قادة القاعدة الذي يعمل مع جبهة النصرة وقد اعترفت المعارضة السورية بذلك.
ولو لا هذا الاندحار المدوي للمجموعات المسلحة التي تلقت ضربة قاصمة في المناطق المحيطة ببلدتي الفوعة وكفريا وكذلك الحصار القاتل الذي تواجه المجموعات المسلحة في مدينة الزبداني ومضايا وهي قاب قوسين او ادنى من الموت الحتمي والذي عرقل الحسم لحد الان هو وجود كثيف للقناصين وكثرة الانفاق والالغام، لما سلمت الجهات الاقليمية الداعمة لهذه المجموعات المسلحة التي تقاتل بالنيابة ضد بني جلدتها ودمرت بلدها، لما سلمت بالامر الواقع. ان الانجازات الميدانية للجيش السوري والمقاومة الاسلامية وتمددها ارعبت الجهات الاقليمية والدولية الداعمة للمجموعات المسلحة لذلك لم تجد بدا سوى تكثيف اتصالاتها ومشاوراتها مع الاطراف المعنية بالازمة السورية لايجاد مخرج لازمتها عبر مبادرتها لوقف اطلاق النار وقد تكون هذه التطورات اللافتة البداية النهاية لهزيمة داعش والنصرة في سوريا.