kayhan.ir

رمز الخبر: 26000
تأريخ النشر : 2015September14 - 21:03

اميركا والعوم عكس التيار

تتجه المساعي الاقليمية والدولية اليوم نحو حل النزاعات القائمة في المنطقة خاصة مواجهة الارهاب المدعوم و المنظم وغيرها التي تعصف بأمنها واستقرارها بالطرق السلمية والغاء الحالة القائمة المفروضة التي تعتمد على القتل والتدمير لان المجتمع الدولي ادرك جيدا ان استمرار هذه النزاعات سوف لن يصل الى نتيجة تذكر وتبقى الحالات الاستثنائية الشاذة مسيطرة على الاوضاع مما قد يستفحل الامر بحيث تكون الدول عاجزة عن السيطرة او القضاء بحيث تشكل وكما هي الان معضلة دولية.

وفي الطرف القابل نجد ان واشنطن تسير عكس هذا الاتجاه وبصورة ملموسة وواضحة مما يظهر انها لها مصلحة في استمرار الوضع الحالي او كما علقت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية ان واشنطن وبوضعها العراقيل امام أي مشروع دولي او اقليمي لحل النزاعات الدموية بان لها يدا في هذا الامر وتعتبر أي حل وباي صورة كانت هزيمة منكرة لمشروعها الاقليمي.

والملاحظ ايضا ان الوضع المتأزم القائم في بعض دول المنطقة كسوريا والعراق واليمن سببه الاساس هو الدعم الذي تتلقاه المجموعات الارهابية من واشنطن والدول الحليفة لها كالسعودية وقطر وتركيا وان هذه الدول قد اخذت على عاتقها استمرار حالة نزف الدم الذي يجري في هذه البلدان، ولذلك فانها تقف حجرعثرة او عائقا امام أي مشروع يمس القضاء على الارهاب و الارهابيين. واليوم وفي الوقت الذي تعمل فيه روسيا والامم المتحدة توفير الاجواء نحو حوار سياسي بين الحكومة السورية و الاطراف المعتدلة من المعارضة السورية لانهاء حالة الصراع القائمة وبصورة تعود فيها دمشق الى حالة من الاستقرار، نجد ان واشنطن وحليفاتها تفرض شروطا تعتبر تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي السوري من اجل ان لايتحتقق هذا الهدف، والملاحظ ان واشنطن لم تكتف برفضها مثل هذه المشاريع بل انها تمارس دورا تامريا قذرا من خلال تدريب وتسليح بعض السوريين وارسالهم الى الداخل السوري من اجل ان يبقى نزيف الدم و التدمير حاكما في هذا البلد بذريعة شرطها غير الواقعي من ان لايكون للرئيس الاسد دورا في الحياة السياسية القائمة وبذلك تضع نفسها بديلا للشعب السوري وهو ما ترفضه كل الاعراف والتقاليد الانسانية و الاخلاقية.

اذن يمكننا القول ان واشنطن وبموقفها هذا ليس في سوريا فحسب بل حتى في العراق من خلال وقوفها ودعمها للمجاميع الارهابية والسياسيين الداعمين لها بذريعة مساندة طرف على حساب طرف اخر فانها وبذلك قد استخدمت الة الارهاب من اجل ان تحقق هيمنتها، ولذلك يتضح السبب الاساس في رفضها كل المشاريع السلمية التي يمكن من خلال انهاء الازمة والصراع القائم بسيرها عكس التيار لعرقلة المساعي الحميدة الاقليمية والدولية.

ولكن الواقع على الارض والذي يعكس وبصورة لا تقبل النقاش ان الارهاب المدعوم اميركيا وصهيونيا قد بدأ بالتقهقر والانهيار وانه لم يعد له بعد اليوم تلك الفاعلية التي كان عليها بفضل الضربات القاصمة التي تلقاها ويتلقاها يوما بعد اخر، وان الرهان الاميركي على هذا الحصان سيكون خاسرا لان المؤشرات تؤكد ان المبادرة ستكون للمساعي الحميدة التي يبذلها المجتمع الدولي في ايجاد حلول ناجعة للازمات بحيث ترفع الضرر ليس عن البلدان التي تضررت من الارهاب المباشر بل عن كل دول العالم التي باتت ترى فيه خطرا يحدق بها من كل حدب وصوب.