kayhan.ir

رمز الخبر: 2521
تأريخ النشر : 2014June22 - 21:16

الجهاد الكفائي عند السيد نصر الله والمرجع السيستاني

حسين الديراني

عندما قرر وأعلن سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مشاركة مقاتلي حزب الله الى جانب الجيش العربي السوري في سوريا التي كانت تتعرض لهجمة ارهابية تكفيرية عالمية تهدف الى تقسيمها الى دويلات ثلاث، وإخراجها من محور المقاومة خرج الصديق معاتبا ولائما ومنددا بهذا القرار، وخرج العدو كما طبيعته مهددا متوعدا مهاجما، وكان القرار حكيماً وصائبا اثبتت الأيام مدى صوابيته و تأثيره في منع تقسيم سوريا ولبنان الى كانتونات طائفية مذهبية، وقد يتقسم المقسم مستقبلا الى نواحي عشائرية فيما لو لم يتدخل السيد نصرالله ويتخذ القرار الحاسم بالتدخل بعد دراسة دقيقة ومعمقة، وتقييم سلبياته القليلة الانية، وإيجابياته الكبيرة المستقبلية.

فرغم الامكانيات الدولية والاقليمية الهائلة الضخمة التي سخرت لأجل انجاح هذا المشروع "المؤامرة” من اموال خليجية الى اسلحة اجنبية الى تدفق بشري اممي مهبأ تعبئة مذهبية تكفيرية، سقط المشروع التقسيمي امام قرار السيد نصر الله الذي يشبه فتوى الجهاد الكفائي التي اعلنها المرجع الديني الأعلى في العراق سماحة السيد علي السيستاني.

فالذين هاجموا فتوى السيد السيستاني من علماء السنة وإعتبروها تحريضا على السنة ودعوة للمذهبية فهم مخطئون جدا، وقريباً سيكتشفون إن هذه الفتوى جاءت لتحمي العراق من التقسيم، ولتحمي السنة قبل الشيعة، فمنذ عشرة سنوات والسيارات المفخخة تمزق اجساد الاطفال الشيعة لم يصدر اي فتوى من قبل سماحته بل اكد دائماً بقوله المشهور " لا تقولوا إخواننا السنة بل قولوا انفسنا”، وحتى عندما تعرض مرقد الإمامين العسكريين في سامراء للتفجير دعى الى ضبط النفس وعدم الرد، ولكن عندما وصل الأمر بإرهابيي " داعش” تهديد العراق وإحتلال اجزاء منه لإنشاء دولة تكفيرية سيكون ضحيتها السنة قبل الشيعة اعلن عن فتواه التي كانت بمثابة زلزال بقوة 12 على مقياس " الحق "، وكانت فتوى تاريخية لم يتوقعها الموالي قبل المعادي.

ومن يراقب الصحف العربية والاجنبية التي ترى استقرار العراق بتقسيمه الى ثلاثة دول، وتحرض على ذلك ضمن خطة إعلامية مدروسة يستخدم بها كبار كتاب الصحف والمحللين السياسيين، ويدعون الى تقسيم العراق على غرار يوغوسلافيا، واذكر منها على سبيل المثال صحيفة التايمز البريطانية التي وصف احد صحفييها " توم كوهلين” الارهابيين من الدواعش ب " الجهاديين " !!!، فالاعلام العربي الخليجي والغربي اصبح بوقا داعما للهجمة الارهابية الداعشية وجاء متزامنا مع اهدافها.

هؤلاء العلماء السنة الذين إعترضوا على الفتوى سيأتي يوم يذهبون لزيارة السيد السيستاني لشكره على تدخله وفتواه التي حفظت العراق من التقسيم، كما عاد الكثير ممن كانوا يعترضون على تدخل حزب الله في سوريا لشكره على إنجازاته التي ابعدت الخطر عن جميع الطوائف والمذاهب بفضل دماء شهدائه الابرار وجراحات مجاهديه، طبعاً الذين يؤمنون بوحدة العراق، وليس الذين يسيرون ويعملون للمشروع الصهيوني التقسيمي للمنطقة كي يتثنى له الاستمرار في العيش والبقاء قوياً بين دويلات طائفية ضعيفة متناحرة.

فسيكتب التاريخ يوما قرار السيد نصرالله وفتوى السيد السيستاني بماء من ذهب لأنهم ساهموا ومنعوا تقسيم المنطقة ، وافشلوا المخطط الصهيوني، وانقذوها من كارثة انسانية مدبرة، اخطر واكبر مما نشهده الان، فالارهاب الداعشي التكفيري العالمي في العراق سيتحطم على اعتاب فتوى السيد السيستاني كما تحطم على أسوار قرار سيد المقاومة السيد حسن نصر الله.

فإذا تبددت أحلامهم في سوريا خلال ثلاث سنوات، فسوف تتبدد احلامهم في العراق خلال أشهر معدودة رغم الدعم الخليجي والدولي لدولة داعش الارهابية.