نضال حمادة
فيما تواصل السعودية حملاتها الاعلامية في المنطقة، والميدانية في ريف دمشق، عبر زهران علوش زعيم "ميليشيا جيش الاسلام" التي تتواجد في غوطة دمشق الشرقية، يستمر الحوار في دولة خليجية بعدما اتفق اللواء علي مملوك، رئيس المخابرات العامة في سوريا، مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على تواصل اللقاءات بعد الاجتماع الذي جرى في جدة بداية تموز/يوليو الماضي.
مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة الفرنسية باريس، كشفت لموقع "العهد الاخباري"، عن بعض تفاصيل اللقاء بين مملوك وسلمان، وقالت ان اللقاء دام ثلاث ساعات، غادر بعده مملوك السعودية بمعية الضابط الروسي الذي رافقه في الرحلة.
وخلال اللقاء أكَّد ابن سلمان ان السعودية ستقبل، بل وتدعم أي حل وستقدم تمويلا ضخما، ولكن بشرط واحد هو تنحي الرئيس بشار الأسد، إلَّا أن مملوك أجابه أنه في هذه الزيارة يمثل الاسد، فرد سلمان نحن نرضى ببقاء كافة المؤسسات الأمنية والجيش كما هي ولكن على الاسد أن يتنحى، وهنا قال له اللواء هذا الموضوع غير قابل للنقاش، وتدخل الوسيط الروسي، قائلا أن علينا عقد لقاء آخر لإيجاد حد أدنى من التوافق، فوافق الطرفان على هذا الاقتراح بشرط الحفاظ على سرية المحادثات واللقاءات، وبعد هذا استمرت الاتصالات الروسية، وتم الاتفاق على زيارة الجبير لموسكو حينها.
وذكرت المصادر الدبلوماسية ان توقيع اتفاق حد ادنى روسي امريكي، حول التواصل المعلن الذي يجري في عمان بشأن أزمة اليمن، والتواصل غير المعلن حول الشأن السوري، تفيد المصادر ان السعودية لا تريد لسلطنة عمان ان تلعب هذا الدور, خصوصا في اليمن، غير ان الرأي الامريكي وخياراته لا يتوافق مع الرأي السعودي في هذا المجال.
وتؤكد المصادر ان السعوديين عادوا الى الحجج القديمة بوجود تيارين داخل مراكز الحكم، تيار محمد بن نايف وتيار محمد بن سلمان، وهذه الطريقة في التبرير كانت تستخدم على عهد وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل ، غير أن الجميع يعلم كيف يتحكم محمد بن سلمان بكل مفاصل القرار في السعودية حاليا، طارحا نفسه امام الامريكي، حليفا يمكن الوثوق به، وهو يسعى للحصول على مساعدة اوباما لتولي منصب ولي العهد والإطاحة بمحمد بن نايف، ويريد ان تحسم امور الحكم في السعودية لصالحه مقابل تغيير السعودية مواقفها في الملف السوري تحديدا .
وتراقب السعودية باهتمام وصمت توتر العلاقات التركية الامريكية، وانعكاساته على الشمال السوري، وهي تخشى ان يكون الاتفاق النووي بين الغرب وايران قد فرض معادلة جديدة على واشنطن بالتخلي عن حلفائها.
وتقول المصادر ان هناك في السعودية من يخشى الانقلاب الامريكي على العائلة الحاكمة التي ترى ما يحصل لتركيا، خاصة بعد سحب الولايات المتحدة والمانيا صواريخ الباتريوت من تركيا، وانهيار العملة التركية بعد الاعلان عن قرار سحب هذا النوع من الصوايخ، وانعكاسات هذا التوتر على الدور المطلوب من تركيا في الحرب الدولية على تنظيم "داعش"، حيث تشير المعلومات الى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما رفض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ينوي زيارة الولايات المتحدة قريبا.
وقد ذكرت صحيفة "زمان" التركية في وقت سابق ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ينوي زيارة الولايات المتحدة للمشاركة في افتتاح مسجد وتكية صوفية في ولاية ميريلاند الامريكية، وأنه طلب لقاء الرئيس الامريكي باراك أوباما، لكن البيت الابيض رفض متذرعا بدفتر مواعيد الرئيس اوباما الكثيف، مما لا يسمح له بلقاء اردوغان، وقالت الجريدة التركية ان البيت الابيض اجاب ان قمة الدول العشرين المزمع عقدها في انطاليا جنوب تركيا خلال شهر تشرين الثاني المقبل هي انسب وقت للقاء اردوغان مع اوباما، ما دفع حكومة حزب العدالة والتنمية، لاتخاذ قرار بمشاركة احمد داود اوغلو، رئيس الوزراء التركي، في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة منتصف شهر تشرين الاول المقبل.