توجيهات الامام الماء المعين للشعب والمنطقة
لا يخلو قرن من القرون كما جاء في المأثور عن قائد يعين الامة على النهوض من كبوتها ويصلح لها أمرها، وهي من أبواب رحمة الله الواسعة كما جاء في كتابه "ولكل قوم هاد". فقد تجسدت هذه الشخصية في القرن العشرين بسماحة الامام الخميني "ره" الذي جدد الروح في الشعوب الاسلامية، ودافع عن المظلومين لاسترداد حقوقهم من الطبقة الظالمة.
واليوم يقف سماحة الامام الخامنئي بكل حزم لقيادة الشعب الايراني بحنكته المعهودة وابعادها عن نار الفتن التي تصب تترا على المنطقة وتصيب بعض شررها الجمهورية الاسلامية الايرانية كما حدث بالهجمة التكفيرية لعصابات القاعدة وداعش التي دمرت بنية بعض الدول واذاقتها الويل الى اليوم. فوقف الغيارى من هذه الديار بوجه هؤلاء السوداويون واذاقوهم الهزيمة المرة في اوكارهم فكان القائد الشهيد قاسم سليماني رمزاً اخذ نهجه وإباءه للضيم من سماحة السيد القائد الامام الخامنئي. وهذا ما شهدت له الاعداء قبل الاصدقاء، وكانت بداية هذه الفتنة مع غزو العراق من قبل اميركا والمخطط المشؤوم في زج ايران باتونها إلا ان دراية السيد القائد ليس احبطت المؤامرة الاميركية وحسب بل كان للتوجيه الحكيم لسماحته ان يعصم العراق من التقسيم والسقوط باحضان الغرب. وهكذا امتدت جسور التعاون والشراكات الاقتصادية مع دول الجوار الايراني ولعل آخرها ما تطرق اليه سماحته لدى استقباله الاثنين الماضي رئيس الوزراء الباكستاني "شهباز شريف" في التأكيد على ضرورة القيام بانشطة مشتركة بين ايران وباكستان لوقف جرائم الكيان الصهيوني، قائلاً: "بينما كانت هناك اغراءات للدول الاسلامية لاقامة علاقات مع الكيان الصهيوني الا ان باكستان لم تتأثر ابداً بهذه الاغراءات...مضيفاً: في ظل الظروف التي يكون فيها مثيرو الحروب في العالم لديهم العديد من الدوافع لاثارة الفتنة والحرب فان الشيء الوحيد الذي يمكن ان يضمن امن الامة الاسلامية هو الوحدة بين الدول الاسلامية وتعزيز العلاقات بين هذه الدول...".
اما على الصعيد الداخلي فقد ركز سماحة القائد على ضرورة جهاد التبيين لتنوير العقول والعمل بوعي للاجتياز بالثورة الاسلامية اصعب المحن وفي اشد اللحظات حرجاً ربما في تاريخ الاسلام لايصال البلاد لمكانة رفيعة شامخة على مستوى النظام العالمي والساحة الدولية. ولعل توجيهات سماحته الاربعاء الماضي لمسؤولي البلاد في اسلوب ادارة شؤون الناس مشدداً على ضرورة استثمار الاجواء المهيأة لخدمة الشعب وعدم تفويت الفرص المتاحة، قائلاً: "لا تضيعوا الفرص واستمعوا حتى لاصوات الغضب بالنزول الى الميدان والتفاعل المباشر مع الناس مهما كانت مواقفهم فهو مفتاح كسب ثقتهم وتحقيق التقدم. واكد ان البلاد تمتلك طاقات بشرية هائلة من الشباب المتعلمين والكفوئين، وان اي مؤسسة استطاعت التعرف على هذه الطاقات والاستفادة منها قد حققت تقدماً ملحوظاً....مشيراً الى عضوية ايران في منظمات اقليمية ودولية مهمة مثل شنغهاي وبريكس...".
وانعكست هذه الرعاية الابوية لسماحة القائد على الجانب العلمي بشكل مذهل شهدت بها حتى وسائل الاعلام الغربية. فقد كشفت القوات المسلحة الايرانية ضمن احدث انجازاتها عن ثلاث طائرات مسيرة جديدة للاقلاع والهبوط العمودي تحمل اسماء "هما" و"ديدبان" و"شاهين 1" بهدف تعزيز الاعتماد على الذات في مجال الدفاع عن البلاد وتطوير التقنيات دون الاعتماد على الموارد الاجنبية.
وهو ما اشاد به القاعدة العسكرية البلجيكية معتبرة هذا الانجاز لتطوير التقنيات بما يتماشى مع الاحتياجات العملياتية اليوم، لاسيما في بيئات الحرب الالكترونية، ومصممة لمواجهة المعارك المستقبلية.
أما في قطاع صناعة الصواريخ فقد بلغت ايران اليوم مرحلة انتاج صواريخ متعددة الطرازات والمديات. بما في ذلك صواريخ ارض – بحر، وارض – ارض، وارض – جو. فالجمهورية الاسلامية الايرانية تصنف من حيث القدرات الدفاعية اليوم كواحدة من الدول السبع المتفوقة عالمياً. اما من الناحية الاقتصادية فسعت ايران للابتعاد عن منظومة المراسلات المصرفية "نظام سويفت" التي تسيطر عليها اميركا، بالانضمام الى مجموعة بريكس كتكتل يستغني عن الدولار واستخدام العملات الوطنية في التعاملات التجارية، وتشكل الدول الاعضاء 40% من سكان العالم، و30% من الناتج الاجمالي العالمي، و17% من صادرات العالم. كما وتهدف المجموعة لمواجهة الاحادية القطبية وتعزيز التعددية القطبية بما في ذلك النمو الاقتصادي والتنمية. وقد انضمت ايران للمجموعة رسمياً نتيجة الجهود الدبلوماسية التي بذلتها حكومة الشهيد رئيسي. من هذه المشاريع انشاء الطريق السككي "رشت – آستارا" شمالي البلاد والاسراع في وتيرة انشاء ممر السكة الحديد شمال – جنوب وخط السكة الحديد بارس آباد – بندر عباس جنوبي البلاد، مما يزيد في حركة الترانزيت ونقل البضائع عبر ايران باستخدام الشركات الايرانية والموارد البشرية والخبراء المحليين لاتمام المشروع الذي تستثمر فيه روسيا وتموله، مما يساعد بشكل كبير على الاقتصاد الايراني.