kayhan.ir

رمز الخبر: 207045
تأريخ النشر : 2025May24 - 20:03

سلام من صنعاء يكفكف أدمع غزة

 

 زعم ترامب عند دخوله البيت الابيض يناير 2025، انه سيوقف هجمات "الحوثيين" على الاساطيل التجارية التابعة للكيان الصهيوني وإلا فإنها ستواجه "جحيماً حقيقياً". وشنت اميركا عمليات على اليمن لخمسين يوماً بتكلفة مليار دولار، ولكن دون اي نتائج ليعلن ترامب وقف اطلاق النار، فلم يكن لدى اميركا معلومات كافية عن القدرات الدفاعية والقتالية لانصار الله، وكانت عملية "الفارس الخشن" ركزت على الضربات الجوية فقط وهو خلل استراتيجي في ظل إنشاء انصار الله مناطق مستقرة ومحصنة في كل مكان بما في ذلك صنعاء، فتم اسقاط 7 طائرات من دون طيار من طراز "ميك – 9"، واسقاط عشرة طائرات مسيرة من طراز ريبر. كما خسرت حاملة الطائرات "هاري ترومان" ثلاث من مقاتلاتها من طراز "اف – 18 سوبر هولرنت". وهذا يعزز دور ترسانة صواريخ الدفاع لدى انصار الله وهو صاروخ "برق – 2" الذي يبلغ مداه سبعين كيلومتراً وارتفاع تشغيله عشرين كيلومتراً، فاضطرت اميركا لقبول اتفاق لا يمنع اليمن من مواصلة اسناد غزة.

وبعد وقف اطلاق النار مع اميركا - الذي يعتبر هزيمة صريحة وواضحة لاميركا التي تدخلت لاسناد العدوالصهيوني ولاسكات الجبهة اليمنية وفصلها عن غزة – تفرغ اليمن لمواجهة الكيان الصهيوني فتصاعدت العمليات الصاروخية مما جعلت الحياة على الاسرائيليين لا تطاق.

فصار مطار بن غوريون هدفاً يومياً للصواريخ اليمنية، كما واعلن اليمن ضم مرفأ حيفا  شمال الاراضي المحتلة – الميناء التجاري الاول للكيان والوحيد بعد إقفال ميناء إيلات على البحر الاحمر الذي هو ميناء التجارة مع الشرق كما ان ميناء حيفا هو محور التجارة بالنسبة للكيان الصهيوني مع الغرب – لمسرح العمليات بفرض حظر بحري، محذرة كافة الشركات العاملة هناك بانها ستكون ضمن دائرة الاستهداف وذلك بعد الحظر الجوي الذي فرضته على مطارات الكيان ومنها مطار بن غوريون، وهكذا تعامل اليمن بمعادلة "الحصار بالحصار" فكما يفرض الكيان حصاراً مطبقاً على غزة ويمنع دخول المساعدات، وعليه فان اي شركة تنتهك حظر الملاحة على ميناء حيفا ستدرج على قوائم العقوبات اليمنية ويحظر على اساطيلها عبور البحر الاحمر والمحيط الهندي، وستصبح عرضة للاستهداف. والامر بات بهذا الشكل لاننا نعيش في عالم يهيمن عليه القوة لا الاخلاق والمنظومة الغربية اسست على نهب الشعوب واستعبادها تحت شعار الديمقراطية فخلفت مقابر جماعية بدل ان تنتج قرية عالمية. وهكذا صار السيناريو اليمني واقعياً للضغط على المجتمع الاسرائيلي بجعل الحياة لا تطاق في مركز الكيان، واليمن وحده من يملك وصفة انهاء الحرب ويكتب بيان السيادة بارادة الشعوب التي قررت ان لا تكون غزة وحدها، فجاء بيان القوات المسلحة اليمنية المتلفز يوم الجمعة الماضي، بان القوات وامام التطورات في غزة وتصعيد العدو واجرامه بحق اخواننا الصامدين المظلومين لتعمل على مضاعفة قدراتها وامكانياتها لتوسيع عملياتها الاسنادية وتصعيد فعلها العسكري مع استمرار حظر حركة الملاحة الجوية على مطار اللد وكذلك حظر الملاحة البحرية على ميناء حيفا....وشدد البيان على "ان تصعيد العدوان الاسرائيلي على اخواننا في قطاع غزة وارتكاب المجازر الوحشية بحق الرجال والنساء والاطفال وعلى مرأى ومسمع العالم يحتم على جميع ابناء الامة التحرك العاجل والفوري تأدية للواجب الديني والاخلاقي والانساني. وسيتحمل الجميع عواقب الصمت على هذا الاجرام عاجلاً غير آجل".

وقد ظهر الرد اليمني جلياً على وسائل الاعلام الصهيونية، فقد شددت صحيفة "اسرائيل هيوم" على ان استمرار العمليات اليمنية سيكون هو مفتاح الحل لجميع السجالات وسينهي حرب غزة مما سيدفع اليمن حينها لوقف اطلاق النار. فاليمنيون قادرون على اطلاق الصواريخ بمدة طويلة ... ولا يمكن مواجهة منظومة مثل الحوثيين التي هي أقرب لمنظومة حكومية عن طريق الحملات الجوية...ان الصمود العظيم للمقاومة اليمنية "انصار الله" بامكاناتهم المحدودة للغاية الى جانب الحاضنة الشعبية التي صمدت في اقسى الظروف لهو حجة على الامة وينبغي استخلاص العبر من هذا الثبات الاسطوري كنموذج يحتذى به، فلم تنكسر ارادتها يوماً في تحمل المسؤولية بالدفاع عن القضية الاولى للامة. فسلام على قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي وعلى رفاق دربه المخلصين، وسلام من هؤلاء الابطال الميامين الى ابناء غزة ان كفكفوا الدموع واستمروا في مقاومتكم التي حيرت عقول العالم اجمع واصبروا فأن النصر ساعة صبر.