kayhan.ir

رمز الخبر: 206969
تأريخ النشر : 2025May23 - 20:15

ارقب انقضاء الايام عند شاطئ نهر!

حسين شريعتمداري

 1 – في هذه الايام يكثر الحديث في كل مكان عن عدم ربط اقتصاد البلاد بالمفاوضات والتأكيد على الحؤؤل دون ان تؤثر المفاوضات على الوضع المعيشي للشعب، بما اضحى رباط كلام الكثير من المعنيين بالشأن الاقتصادي وآخرين من مسؤولي البلد الحكوميين او القانونيين او نواب الشعب في مجلس الشورى الاسلامي. ولكن عملياً صاحب تأرجح المفاوضات عدم استقرار سعر الدولار "وبالطبع تميل للارتفاع"! هذه الحالة من التأرجح انعكست على السلع والخدمات الضرورية واليومية للشعب و...فيما تطول الحكاية!

2 – وسبق ان اشرنا خلال مقال سابق الى تصريحات للدكتور "فرزين" محافظ البنك المركزي المحترم، واوردنا فيه: "من خلال قناة تلغرامية تبث من اميركا جاء فيها، انه عند الساعة التاسعة من صباح كل يوم يتم تحديد سعر الدولار، ليقوم الصرافون جميعاً بتحديد سعر الدولار حسب هذه القناة"!

ان تصريح السيد فرزين هذا يعكس الواقع المر وهو ان: ادارة اقتصاد البلاد، والاقتدار الوطني ووضع برنامج للحالة المعاشية للشعب قد صار بيد الاعداء! أليس كذلك!

ان التصريحات الكاشفة لمحافظ البنك المركزي – حتى وان لم يكن يريد ذلك او يعلم به – تستبطن عتباً شديداً يوجه للمسؤولين الاقتصاديين والامنيين والقضائيين والاجهزة الامنية وينسحب بسببه تساؤل مصحوب باعتراض شديد، بانه: لماذا بقي المسؤولون المذكورون وللآن دون ابداء اي رد فعل تجاه هذه الظاهرة المشينة المدمرة للحياة المعاشية للناس ولم يفعلوا شيئاً؟! واذا ما قاموا برد معين فلماذا لا نشهد اي علامة على ذلك؟!

3 – ان من البديهي قبول فكرة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لسبب وحيد وهو عدم رضوخها لنظام السلطة تتعرض لحالات العداء والاحقاد من قبل جميع القوى الاستكبارية وحلفائهم واذنابهم، الا ان الامر اللافت هو ان مخططات اعداء الخارج يقوم بتنفيذها العديد من الاذناب في الداخل. فهل من غير الممكن التعامل مع ادوات الاعداء في الداخل؟ الاجابة سلبية من المؤكد. فالسيد فرزين يصرح بحرقة وقلق ان سعر العملة الصعبة يتم تعيينه كل يوم الساعة التاسعة صباحاً من خلال قناة تلغرامية تبث من اميركا، ويعلن السيد فرزين ويؤكد على ان الصرافين يعتمدون هذا الرقم الذي تحدده القناة من الخارج لسعر الدولار في الداخل! حسناً فما هو دور المؤسسات الامنية والقضائية؟ هل ينظرون وهم مكتوفي الايدي؟ إن اجهزتنا الامنية والمخابراتية يقومون باستدراج القائد الكذائي لفرقة ارهابية من خارج البلاد لتتم محاكمته في الداخل. فهل يصدق ان لا قدرة لديها في مواجهة الاذناب المشخصين للعدو داخل البلاد؟! فمن يصدق ذلك؟!

4 – وبالتالي مع الاعتذار من الشاعرين الايرانيين الكبيرين سعدي وحافظ، ان نصف الوضع الحالي بشكل ساخر حين يسأل شخص، هل ترغب لاشعار سعدي ام اشعار حافظ؟ فيجيب الشخص: ان سعدي يقول: "قم وتحزم للعمل ولا تتذرع ان ما هو العمل"، ولكن حافظ يقول: "اجلس عند شاطئ النهر

وارقب كيف تنقضي أيام العمر"...