الصناعة النووية محرّك أساسي للتنمية المستدامة في البلاد
طهران-تسنيم:-أكد فريدون عباسي، الرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية أن التكنولوجيا النووية لا تقتصر على إنتاج الكهرباء فحسب، بل تشمل طيفاً واسعاً من العلوم والتقنيات المتقدّمة، وتطويرها يتطلب الارتقاء بالمعايير الصناعية، ومعايير السلامة، والقدرات البحثية في البلاد.
وأشار عباسي إلى التقدّم المضطرد الذي تشهده الجمهورية الإسلامية في مختلف الميادين العلمية والصناعية، رغم الضغوط الخارجية والعقوبات الواسعة، مؤكداً أن إيران حققت إنجازات مهمة في مجالات استراتيجية كالتقنيات النانوية، الصناعات الدفاعية، الطب، إنتاج الأدوية المتقدمة، الطاقات المتجددة، الفضاء، والطاقة النووية، وهو ما يعكس القدرات البشرية العالية والاعتماد على الذات العلمية في البلاد.
وأوضح أن هذه الإنجازات لم تعزّز القدرات الوطنية فحسب، بل قدّمت أيضاً نموذجاً للاستقلال العلمي يُحتذى به لدى الشعوب الحرة الأخرى.
وحول أهمية الطاقة النووية، شدّد عباسي على أن هذه الصناعة تتعدى كونها وسيلة لإنتاج الكهرباء، بل تُعد منظومة شاملة من التقنيات الحديثة ذات الاستخدامات المتعددة، لافتاً إلى أن تطويرها يتطلب تعزيز المعايير الصناعية ورفع مستوى البحث العلمي في البلاد.
وأضاف أن التكنولوجيا النووية تلعب دوراً مباشراً في الأمن الغذائي من خلال استخدامها في الزراعة، كالمعالجة الإشعاعية للمنتجات الغذائية والقضاء على الآفات الزراعية. كما تسهم في العديد من القطاعات الصناعية مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والإسمنت والطب، حيث تُستخدم في اكتشاف الأعطال وتحسين العمليات ورفع جودة الإنتاج.
وأشار عباسي إلى الدور الحيوي لهذه التكنولوجيا في مجال الصحة، ولا سيما في علاج السرطان وإنتاج الأدوية الإشعاعية، مضيفاً أن إيران تُعد من الدول القليلة التي تمكنت من توطين هذه التكنولوجيا محلياً.
وأكد أهمية تنويع مصادر الطاقة في البلاد، مشيراً إلى أن التوجّه العالمي نحو الطاقات النظيفة يحتم على إيران تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، وذلك من خلال تطوير مصادر الطاقة الجديدة مثل الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة النووية.
وفيما يتعلق بخطة البلاد لإنتاج 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء النووية بحلول عام (2031)، أوضح عباسي أن هذا الهدف يتطلب تخطيطاً منهجياً، دعماً مالياً، وتنسيقاً إدارياً فاعلاً، مشيراً إلى أن هذه الكمية من الطاقة قد تسهم في تغطية نحو 8٪ من إنتاج الكهرباء الوطني، وتساعد في معالجة اختلال التوازن في شبكة الطاقة.
وفي ختام تصريحاته، نبّه عباسي إلى أن الضغوط الخارجية التي تُمارس على البرنامج النووي السلمي الإيراني تهدف إلى عرقلة التقدم العلمي والصناعي للبلاد، تحت ذريعة التهديد، مضيفاً أن هذه التقنية تُعد من الأدوات الأساسية التي تعزز مكانة إيران الإقليمية والدولية، مشدداً على أن السياسات العامة للبلاد يجب أن تركز على الحفاظ على هذا المسار الاستراتيجي وتطويره.